إيران ترد على إسرائيل بـ«الوعد الحق».. و«خامنئي»: عاقبنا الأشرار

بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، شن الحرس الثورى الإيرانى، مساء أمس ، هجوماً على إسرائيل ضمن عملية الوعد الحق التى أطلقتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رداً على الاستهداف الإسرائيلى لمقر قنصليتها فى العاصمة السورية دمشق، والذى نتج عنه مقتل الجنرال محمد رضا زاهدى، القيادى البارز فى «الحرس»، و6 مستشارين عسكريين كانوا برفقته.

وجاء هجوم إيران بعد أيام من توقع أجهزة الاستخبارات الأمريكية شن إيران أو أحد وكلائها هجوماً وشيكاً على إسرائيل؛ إذ وقع فى الساعة العاشرة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة؛ وخرج الأدميرال دانييل هاجارى، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، معلناً أن إيران أطلقت عشرات الطائرات دون طيار باتجاه إسرائيل، ومن المتوقع وصولها خلال ساعتين، الأمر الذى وضع القوات الإسرائيلية فى حالة تأهب، بحسب بيان للحرس الثورى الإيرانى.

بعد ذلك، خرج بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، مؤكداً أن الأنظمة الدفاعية منتشرة، وجاهزة لأى سيناريو، سواءً دفاعياً أو هجومياً، مقدراً وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، وكذلك دعم بريطانيا وفرنسا والعديد من الدول الأخرى، وبعد ذلك أعلنت وسائل إعلام أمريكية قطع الرئيس جو بايدن عطلة نهاية الأسبوع، والتوجه إلى البيت الأبيض برفقة مساعديه الكبار، بهدف عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومى الأمريكى؛ لبحث الهجمات الإيرانية على إسرائيل.

وفى تلك الأثناء، تعهد على خامنئى، المرشد الأعلى الإيرانى، بمعاقبة الكيان الصهيونى، الذى وصفه بالخبيث، فى إسرائيل، معتبراً الهجمات الإيرانية بمثابة رد على استهداف القنصلية الإيرانية فى دمشق، وفى الجهة المقابلة أعلنت دولة الاحتلال إغلاق مجالها الجوى كإجراء احترازى، كما جرى إغلاق المدارس خلال اليومين المقبلين، وألغت شركة الطيران الإسرائيلية «العال» 15 رحلة كانت مقررة نهاية هذا الأسبوع.

من جانبها، أعلنت مصادر عسكرية سورية وضع أنظمة الدفاع أرض - جو حول العاصمة دمشق، ووضعت قواعدها الرئيسية فى حالة تأهب قصوى تحسباً لضربة إسرائيلية، متوقعين أن تنتقم إسرائيل من قواعد الجيش والمنشآت التى تتمركز فيها الميليشيات الموالية لإيران، كما توقع مسئولون كبار أن تكون مرتفعات الجولان وقاعدة جوية إسرائيلية فى صحراء النقب هى مناطق الاستهداف الأساسى للمُسيرات الإيرانية.

وكشفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن العمل العسكرى الإيرانى كان رداً على عدوان النظام الصهيونى على المقر الدبلوماسى فى دمشق، وبحسب منشور للبعثة على موقع X، فقد أصبح الأمر منتهياً، محذرين النظام الإسرائيلى من ارتكاب خطًأ آخر، وطلبوا من الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن الصراع، كون الحرب تدور بين إيران وإسرائيل، وعلى الولايات المتحدة أن تبقى بعيداً. وفى حصيلة أولية أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أن إيران أطلقت أكثر من 100 طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات على إسرائيل، بينما أكدت القناة 12 التليفزيونية الإسرائيلية استخدام صواريخ كروز فى الهجوم، وفى الثانية صباحاً تقريباً شوهدت انفجارات فى السماء فى عدة أماكن مع انطلاق صفارات الإنذار فى جميع أنحاء مدن الاحتلال، حيث كانت الانفجارات مرئية ومسموعة فى السماء مع وصول الموجة الأولى من الهجوم إلى إسرائيل، وبعدها أصدر الحرس الثورى الإيرانى بياناً حذر فيه من أن أى تهديد من الولايات المتحدة وإسرائيل سيقابل برد متبادل من جانب «طهران».

قوات الاحتلال: ألحقت أضراراً طفيفة بالبنية التحتية وقاعدة عسكرية

وفى الحال، بدأت الإدانات الدولية الغربية فى التنديد بالهجوم الإيرانى على دولة الاحتلال الإسرائيلى، حيث نددت كل من فرنسا وكندا وبريطانيا وألمانيا بالهجوم، مؤكدين حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد الهجمات، أما عن حجم الخسائر، فقد كان هناك تقييم أولى من جانب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، الذى قال إنه سقط عدد قليل من الصواريخ فى أراضى دولة إسرائيل، وألحقت أضراراً طفيفة بقاعدة عسكرية فى الجنوب، مع أضرار طفيفة فقط فى البنية التحتية. وتعقيباً على ذلك، فوّض أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» ووزير الدفاع الإسرائيلى، ورئيس الأركان باتخاذ قرارات بشأن الرد على الهجوم الإيرانى، حيث أجرى «نتنياهو» مكالمة مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، على خلفية الهجمات المُكثفة، فيما أعلن مجلس الأمن الدولى أنه بصدد عقد جلسة طارئة، بناء على طلب إسرائيل.

ورداً على الهجمات، كشف جيش الاحتلال الإسرائيلى، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أن طائراته الحربية اعترضت أكثر من 10 صواريخ كروز إيرانية فقط خارج المجال الجوى الإسرائيلى، مشيراً إلى أن إيران أطلقت 185 طائرة بدون طيار و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض - أرض.

وبعد ساعات، حيث هدأت العاصفة، كشف جو بايدن عن تفاصيل مكالمته مع بنيامين نتنياهو، الذى جدد خلالها التزام أمريكا الصارم تجاه أمن إسرائيل، مشيراً إلى أنه بفضل انتشار الجيش الأمريكى «ساعدنا إسرائيل فى إسقاط جميع الطائرات بدون طيار والصواريخ القادمة تقريباً».