المحتوى الرئيسى

فاطمة ناعوت: الأزهر «حجر عثرة» فى طريق التنوير.. وأصحاب فتاوى نكاح البهائم «مُقرفون»

11/13 10:08

قالت الأديبة فاطمة ناعوت إن مؤسسة الأزهر تسعى لمحاربة المفكرين والمثقفين، وتقف ضد الحراك التنويرى فى مصر، مؤكدة أن خطوات التجديد الدينى تبدأ من تنقية كل الكتب التى تحض على العنف والكراهية، وأيضاً الأحاديث التى تسىء للرسول نفسه والواردة فى «صحيح البخارى»، على حد قولها.

الكاتبة الصحفية لـ«الوطن»: أطالب بمراجعة الأحاديث النبوية المدسوسة والمكذوبة

أضافت «ناعوت»، فى حوارها لـ«الوطن»، أن الأزهر لم يستجب بقدر ولو ضئيل لتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى المباشر له لتجديد الخطاب الدينى، وأشارت إلى أن السعودية تصعد نحو التنوير بخطى واسعة، الأمر الذى يدهشها، وطالبت الأزهر بأن يقوم بتفسير الآيات القرآنية القتالية وتوضيح أسباب نزولها لأن مثل هذه الآيات السبب وراء اتهامنا من قبل الغرب بالإرهاب، وإلى تفاصيل الحوار.

بداية، كيف ترين العلاقة بين الأزهر والمثقفين؟

- الأزهر مؤسسة تحارب المفكرين والمثقفين، وحراكه دائماً ضد التنوير، حتى أصبح «حجر عثرة» فى طريقه، ولا أعلم سبباً لذلك حتى الآن، لكن بشكل عام نحن كشارع ثقافى أذكى من أن نصدق تلك التصريحات الرنانة التى يطلقها الأزهر من حين إلى آخر عن جهوده فى نشر الوسطية والتعايش والحوار، فكل ذلك نوع من ذر الرماد فى العيون، حتى يصدق البسطاء أن له دورًا تنويرياً على عكس الواقع.

لكن هناك دوراً مهماً للأزهر فى تجديد الخطاب الدينى ومواجهة التطرف الفكرى.

- حتى فى هذا فإن الأزهر لم يستجب ولو بقدر ضئيل لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى المباشرة له بتجديد الخطاب الدينى، وهو أمر يبدأ بتنقية كل كتب الأقدمين، وتنقيحها، ليتأخر بذلك عن السعودية نفسها، التى تعمل حالياً على تنقية الموروث ومواجهة ما فيه من أمور دخيلة تدعو للعنف والتطرف والعنصرية، إضافة إلى مراجعة الأحاديث المدسوسة والمكذوبة على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وبعضها مُسيئة. ومن المدهش أن تسعى السعودية إلى التنوير بخطى واسعة، فيما يركز الأزهر على التصدى للمثقفين والمفكرين، ويحاربهم أينما كانوا، هذا أمر يدعو للحيرة.

ومارؤيتك للتعامل مع الأحاديث الموضوعية والتى تحتاج مراجعة؟

- من الضرورى مراجعة أى أحاديث لا تتفق مع القرآن الكريم والمنطق والعقل وقيم الخير والحق، فما بالنا بالأحاديث التى لا تتفق مع القرآن وتناقضه، فإذا ناقض حديث القرآن ألا يجب أن أنتصر للقرآن، الأمر يستوجب مراجعة الأحاديث، ومن الضرورى إعادة النظر فى الخطاب الدينى، ليكون أكثر حسماً ووضوحاً فى مواجهة التطرف والعنف، وليس ملوناً، خصوصاً فى الرد على شذوذ الدواعش الفكرى والتنظيمات التى على شاكلتهم. فمثلاً على الأزهر أن يفند جميع آيات القتال ليوضح للعامة أنها أنزلت فى سياق مُحدد، وفى ظروف تغيرت، فهى مرتبطة بظرف زمانى ومكانى، ومتعلقة بغزوات مثل تبوك والخندق، ولا مجال لتطبيقها الآن، ومن ذلك أيضاً آيات «ملك اليمين»، فلم يعد هذا الأمر موجوداً اليوم، فالدولة المدنية منعت هذا، كل تلك الإشكاليات تستوجب من الأزهر أن يكون حاسماً ومحدداً وأن يقدم خطاباً جديداً بسيطاً يسهل على العامة استيعابه ويحيى فيهم قيم الخير وسماحة الإسلام.

ناشدت الرئيس: «التعليم.. التعليم».. فأجاب: «لو معاكى 80 مليار هاتيهم نحن الآن نواجه الإرهاب».. ولدينا مفكرون يحاربون الإرهاب على الورق

ما رأيك فى فتاوى بعض الأزهريين عن نكاح البهائم ومعاشرة الزوجة الميتة؟

- أقول لهم أنتم مُقزّزون ومُقرفون وتثيرون غثياننا وتجعلون العالم يشمئز منا ويرمينا بما فيه بينما نحن من هؤلاء براء. وأريد أن أؤكد أن هناك فرقاً واضحاً بين الموروث والتراث، الموروث هو كل ما أخذناه عن السلف، مُره وعذبه، كل شىء فعله السلف يسمى موروثاً وعلينا تنقيته وبعد تنقية الموروث هناك ما يسمى تراثاً، لذلك إذا كانت هناك موروثات رديئة، وغير سوية علينا أن نلفظها من حياتنا.

هل تهمة ازدراء الأديان التى توجه لبعض المثقفين لها دلالة؟

- بل وهم وارتزاق وسبوبة، يقف وراءها غالباً شخص مغمور أو محام مكتبه خال من القضايا ويبحث عن الشهرة، فيقيم دعوى قضائية ضد إسلام بحيرى، أو فاطمة ناعوت، أو غيرهما حتى «يشتهر» على حسابهم، وأحد هؤلاء قال إن الفتاة التى ترتدى «بنطلون جينز مقطع»، التحرش بها واغتصابها واجب وطنى، ولا أعلم كيف لإنسان سوى أن يقول هذا، ويفترض أن يأمر النائب العام بمحاكمته دون انتظار رفع قضايا عليه.

ما دور المفكرين والمثقفين فى محاربة الإرهاب؟

- لا يقومون بأى دور لمواجهة الإرهاب، كل شخص فى جزيرته منعزل عن الآخر، نحن غير قادرين على تكوين جبهة واحدة حتى الآن.

الرئيس عبدالفتاح السيسى صرح قبل ذلك بأن الزيادة السكانية أخطر من الإرهاب.. ما رأيك؟

- بلا شك، فالزيادة السكانية أول عدو لمصر، ونحن غير قادرين على الاستفادة من زيادة الموارد البشرية.

المرأة المصرية لم تحصل على حقوقها وتحتاج لتشريعات تحميها

كيف ترين تصريحات الكاتب يوسف زيدان الأخيرة حول بعض الشخصيات السياسية كأحمد عرابى؟

- أرى أن الكاتب يوسف زيدان يحاول أن يضبط المصطلحات، فلدينا ميوعة فى المصطلحات، نحن نتحدث ولا نعرف ماذا نقول، ويوسف زيدان يحاول أن يضبط هذه المصطلحات، وهو قامة تأريخية ومفكر يجب ألا ننتزع كلامه من سياقه وهو لم يتحدث عن «عرابى» بسوء.

هل ترين أن نائبات البرلمان لهن دور ملموس فى التصدى لملف الخطاب الدينى؟

- البرلمان كله ليس له دور، باستثناء النائبة آمنة نصير.

ما رأيك فى قرارات الرئيس التونسى الأخيرة بشأن قانون الميراث؟

- أعادت الوجه المشرق للإسلام، وأثبتت أنه دين عقلى متطور يناسب كل وقت، وليس «دوجمائياً» (متعصباً) أو ابن لحظة زمنية خاصة، وهناك قاعدة فقهية تقول: «الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً»، أى إن «الله» عز وجل أنزل كل حكم بعلة وسبب، فإذا تغيرت العلة أو السبب، تغير الحكم فقديماً كان الرجل هو من يعول المرأة سواء زوجته أو أخته، أما الآن فمعظم السيدات اللاتى أعرفهن يَعُلن أزواجهن وأسرهن، إذن، ما المانع فى أن تتساوى بالرجل.

هل المرأة المصرية بحاجة لوجود تشريعات تحميها؟

- بالطبع، والأهم من وجود تشريعات هو تطبيقها، القوانين فى مصر لا تطبق. نحن مجتمع ذكورى بامتياز، والمرأة لم تحصل على كامل حقوقها حتى الآن.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل