المحتوى الرئيسى

وجهة نظر: كارثة الجوع اليمنية ـ منافسة سعودية إيرانية مميتة

11/10 16:52

غض العالم الطرف طويلا ولم يفعل شيئا. فاليمن في النهاية بعيدة، واليمنيون فقراء جدا حيال تكاليف الهجرة والوصول إلينا كلاجئين من هناك.  وصدى نداءات منظمات الإغاثة تلاشى بدون أذن صاغية. والعالم لم ينظر إلى هناك، لأنه قلما توجد صور تصل من البلد الذي يعاني حربا أهلية.

ومع ذلك فإن النداء الأخير للأمم المتحدة  يصدح بقوة، إذ يجب توقع أكبر كارثة مجاعة منذ عقود يكون عدد ضحاياها بالملايين، بحسب الأمم المتحدة. فكل يمني من أصل أربعة، من مجموع 28 مليون يمني، مهدد بالموت بسبب الجوع ـ مالم تفتح المملكة العربية السعودية بسرعة المجال الجوي للرحلات الإنسانية والموانئ أمام السفن التجارية.

راينر هيرمان من صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ

وقد فرضت العربية السعودية على اليمن حظرا واسعا وقامت بتشديده في نهاية الأسبوع المنصرم. والسبب في ذلك هو أن المتمردين الحوثيين أطلقوا صاروخا إيرانيا على العاصمة السعودية الرياض. ومنذ أن بدأت المملكة في آذار/ مارس 2015 الحرب ضد المتمردين الحوثيين، سقطت في كل مرة صواريخ  إيرانية قصيرة المدة على مدن سعودية مرارا. إلا أن هذا الصاروخ على الرياض كان أكبر من أن تتحمله الرياض (على ما يبدو)،  لاسيما وأن الحكومة السعودية تدعي أن مقاتلين من ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران قاموا بإطلاقه.

ومع ذلك فإن الدمار الذي تسببه الصواريخ التي تسقط على العربية السعودية لا يُعد شيئا أمام الدمار الذي تتسبب فيه الضربات الجوية السعودية ضد اليمن منذ أكثر من عامين. المملكة السعودية تريد تفادي أن تصبح ميليشيا الحوثيين تهديدا مستمرا  لها على حدودها الجنوبية. لكن البلاد غير مستعدة للدخول في هجوم  بري. والحرب الجوية وحدها لم تطرد الحوثيين، لكنها أغرقت اليمن وأهلها في الهاوية. 

المملكة السعودية وإيران تقومان بالمواجهة من أجل الهيمنة في الشرق الأوسط على حساب اليمنيين ـ وهذه منافسة تثقل بشكل مميت كاهل كافة الشرق الأوسط. ومع ذلك فإن اليمنيين هم الذين انزلقوا أولا في حرب أهلية ثم ساندت  السعودية الرئيس هادي الموالي للغرب، فيما دعمت إيران ميليشيا الحوثيين وزودتهم بأسلحة.

والتساؤل السعودي له ما يبرره وهو عن ماذا تبحث إيران في هذا الجزء من العالم العربي. لكن هذا لا يبرر المعاناة التي تسببها السياسة السعودية في المقام الأول للسكان المدنيين اليمنيين.

هكذا كان شكل سعيدة أحمد بغيلي قبل سنة. وفي مستشفى الثورة بمدينة الحديدة الساحلية كافحت المرأة الشابة ضد الموت من الجوع. وكان وزن البنت في الثامنة عشرة من عمرها آنذاك 11 كيلوغراما.

بخطوات صغيرة في كفاحها من أجل البقاء عادت سعيدة بغيلي إلى الحياة. وطوال أسابيع ظلت غير قادرة على الوقوف على قدميها، أو حتى على أكل الطعام.

واليوم تعيش سعيدة بغيلي (الثانية من اليسار) في حضن عائلتها. ويقول والدها أحمد إنها "ماتزال تعاني من مشاكل في تناول الطعام، لكن جسمها أعاد عافيته، لأنها تحصل على طعام أفضل". ويصل وزن سعيدة حاليا إلى 36 كيلوغراما.

عجين الفول السوداني، ومسحوق الحليب إضافة إلى الزيت والسكر: هذا الخليط برهن على فعاليته في الكفاح عالميا ضد سوء التغذية. وتقوم منظمات إغاثة بتزويد سعيدة بغيلي وعائلتها بالسعرات الحرارية لإنقاذ الحياة.

وقبل تفجر الحرب لم يكن يتوفر الناس في قرية سعيدة على ما يكفي لسد الرمق. ومنذ 2014 ينزلق أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية في فوضى الحرب الأهلية والتدخلات الدولية ـ لاسيما من العربية السعودية. وتم قتل أكثر من 10.000 شخص.

سعيدة بغيلي وأختها الصغيرة جليلة تجمعان بعض العلف للماعز التي هي في ملك أحد المزارعين الذي يقدم لهم في المقابل بعض الحليب الذي يحدث الفارق بين الحياة والموت.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل