المحتوى الرئيسى

معابد ومقابر الفراعنة تحكي تفاصيل احتفالات قدماء المصريين بـ" الربيع"

04/15 20:51

يتفرًدٌ المصريون، بين شعوب الأرض، بامتلاكهم لعادات وتقاليد، وثقافات متواصلة دون انقطاع منذ فجر التاريخ وحتى اليوم.

ومن بين تلك العادات والثقافات المتوراثة لدى المصريين، منذ عهود الفراعنة، والتى يمارسون كثيراً منها حتى اليوم، طقوس الاحتفال بقدوم فصل الربيع، الذى يعرف اليوم باسم " شم النسيم " .

وكما يقول الأثرى المصرى، الدكتور محمد يحيى عويضة، فإن تلك العادات والطقوس ، التى يعرفها المصريون حتى اليوم، فى كل عيد للربيع،والتى توارثوها عن أجدادهم القدماء، لا تزال مسجلة على جدران كثير من الآثار فى كثير من المدن التاريخية بمصر مثل معبد الملك رمسيس الثالث، الذى يقع ضمن مجموعة معابد مدينة هابو الفرعونية، فى غرب مدينة الأقصر، ومقابر النبلاء والأشراف ، المنحوتة فى جبل القرنة التاريخي، أو مايعرف بجبانة طيبة القديمة فى غرب الأقصر، أيضا ، والتى تحتوى جدرانها وأعمدتها على رسوم ونقوش ولوحات تسجل طقوس قدماء المصريين فى احتفالاتهم بحلول فصل الربيع.

ويقول الباحث المصرى، فرنسيس أمين، إن قدماء المصريين، عرفوا تقديم الورود والزهور للمحبوب او المحبوبة، وعرفوا التعطر، أى وضع العطور على أجسامهم، فى فصل الربيع، وعند الخروج فى الهواء الطلق للإستماع بأجواء فصل الربيع.

وأن معابد ومقابر الفراعنة، فى الأقصر، تصور الرجل وزوجته يجلسان فى ظل شجرة، وياكلان البصل، والسمك المملح، وخروج الزوج والزوجة والأبناء للتنزه والصيد، فى فصل الربيع، مشيراً إلى أن قدماء المصريين، كانوا شعباً محباً للحياة، والخروج إلى الطبيعة، حريصاً على الإحتفال بكل المناسبات، حيث احتفل قدماء المصريين، بقرابة 167 مناسبة وحدثاً فى العام.

وقال الأثرى المصرى، على رضا، إن احتفالات الفراعنة، بقدوم فصل الربيع، كانت عائلية جدا، وكان كبير كل عائلة ، ورب كل أسرة، يدعوا أفرادها للحضور والتجمع سويا، للاحتفال بقدوم الربيع، ونسمات هوائه، وأطعمته الخاصة، والتى لا تزال معروفة لدى المصريين، مثل أكل البصل، الذى كان يعد رمزاً للبعث والخلود، وأنه من بين ما تسجله الاثار الفرعونية، عن كيفية استقبال قدماء المصريين لفصل الربيع، هو لوحات لموائد كبرى، وضع عليها السمك والخضروات والفاكهة، ومن بينها البصل، وأشار إلى أن آثار منطقة سقارة فى الجيزة، تسجل طرق صناعة السمك المملح " الفسيخ " وكيفية تجفيف السمك، وتناوله، وأن مدينة إسنا التاريخية، بجنوب الأقصر، تعد أول مدينة عرفت تجفيف السماك، وعمل السمك المملح فى التاريخ.

ويضيف على رضا، بأن عيد الشمو فى مصر القديمة، حُرِفَ إلى شم النسيم، وأن المصريين كانوا يخرجون فى هذا العيد، إلى محيط أهرامات الجيزة، وحدائقها فى ذلك الوقت، ويبقون بها حتى يشاهدون غروب الشمس من فوق قمم الأهرامات، وأن المصرى القديم، كان يكتب أمنياته على البيض الملون، وأن السمك المملح كان يوضع بجوار جثامين الموتى، ليتناولونه عند عودتهم للحياة فى العالم الاخر، وأن إحدى برديات " منف " تحكى أن أحد ملوك الدولة القديمة، أصيب بإغماء، وأن كبير الكهنة، أمر بوضع بصلة خضراء بجوار راسه، فعاد إلى وعيه، ومن هنا عرفت قدسية وأهمية تناول البصل الأخضر فى مصر الفرعوينة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل