المحتوى الرئيسى

متخصص بالشؤون الكردية: «روج أفا» ولد ميتا.. والأكراد أقلية بمناطقهم السورية

02/07 11:42

يظل الأكراد رقما صعبا ومعقدا في المعادلة السورية والعراقية وحتى الإيرانية والتركية،  فالتشعبات الكبيرة فيما بينهم وغموض أهدافهم ومساعيهم تثير علامات استفهام عديدة حولهم.

"مصر العربية" حاورت الباحث السوري مهند الكاطع المتخصص في الشؤون الكردية للوقوف على احتمالات الصدام الكردي التركي في سوريا، وعلاقة حزب الاتحاد الديموقراطي بحزب العمال الكردستاني، وشكل العلاقات بين أكراد سوريا والعراق، وأسباب ضعف انتفاضة الأكراد في إيران.

كما تطرق الكاطع لأسباب التقارب بين تركيا وإقليم كردستان العراق، ودوافع قصف إيران المتكررة للإقليم، ومساعي الكرد لمشروع "روج أفا" وإمكانية تحقيقه.

تركيا في سوريا تحارب حزب الاتحاد الديمقراطي "بي ي د"، وهو الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" الذي يخوض حرباً مع تركيا منذ أكثر من 30 عاما، أما أكراد العراق بقيادة البارزاني فأولئك تربطهم مصالح اقتصادية مع تركيا، وعلاقتهم في تركيا جيدة منذ صعود أردوغان للسلطة، ويعتمدون أيضاً على تركيا في مواجهة أكراد مدينة السليمانية (جماعة جلال الطالباني) الذين تعتمد عليهم إيران وتدعمهم ضدّ أربيل.

وأكراد سوريا الذين تحاربهم تركيا يتبعون عبد الله أوجلان، ويختلفون عن البرزاني تماما ولا علاقات تربطهم اليوم، بل العلاقات سيئة جدا مع أكراد العراق

العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي ( ب ي د) وحزب العمال الكردستاني ( ب ك ك ) علاقة عضوية وأساسية، فصالح مسلم أحد أعضاء حزب العمال الكردستاني، وقام بإنشاء حزب الاتحاد بعد وضع العمال الكردستاني على قائمة الإرهاب، وبإيعاز من عبد الله أوجلان الذي أرسل رسالة من سجنه بذلك، والنظام الداخلي لحزب ( ب ي د) والرؤية السياسية واضحة بشأن اعتبار أوجلان المرجع الروحي لهم، واتخاذهم من منهجه وفكره دليلاً لهم.

هم جزء من منظومة العمال الكردستاني، ومعظم مقاتليهم اليوم من العمال الكردستاني وكذلك قادتهم العسكريين.

الصدام متوقع في أي لحظة، وحدث وأن قصفت تركيا لأكثر من مرة الميليشيات الكردية في سوريا، وأعتقد أن المواجهة العسكرية تتوقف على عدة عوامل في سوريا، أهمها موقف الإدارة الأمريكية، ومدى التزام القوات الكردية بالخطوط الحمراء التي وضعتها تركيا، ومن بينها التمركز بمنبج والاقتراب من الحدود التركية في مناطق غرب الفرات.

قوات سوريا الديمقراطية هي ذاتها قوات الحماية الكردية، مضاف إليها بعض العناصر الهامشية من غير الأكراد، اختارت هذا الاسم بإيعاز من البيت الأبيض لتخفيف الغضب التركي من دعم الأمريكان لميليشيات تندرج تحت إطار حزب مدرج على قوائم الإرهاب العالمية ومنها القوائم الأمريكية.

والمغازلات الأخيرة لتركيا هي محاولة كسب هدنة مع الأتراك، خاصة وأن أماكنهم في سوريا مكشوفة للطيران التركي، فمناطق الجزيرة الفراتية في سوريا خالية من التضاريس الجغرافية والجبال والغابات كتلك التي يحتمي بها مقاتلو حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا.

مشروع روج أفا جنين ولد ميتاً، ولا يمكن أن يشكل أي نواة لدويلة كردية، ولا حتى لحكم ذاتي حقيقي، فالأكراد يشكلون أقلية حتى في تلك المناطق التي يطالبون بجعلها فيدرالية كردية أو مناطق حكم ذاتي كردي في سوريا، ومشروع روج أفا أطلقه فصيل واحد من الأكراد والتابع لحزب العمال الكردستاني.

 أما باقي الأحزاب الكردية السورية الأخرى المحسوبة على مسعود البارزاني وهي جزء من المعارضة السورية أطلقوا مشروعا آخر تحت اسم ( كردستان سوريا) وقاموا أيضا بإطلاق مسودة لدستور كردستان سوريا، ويقصدون بهذا المصطلح، وتعتبر المناطق التي يتوزع فيها الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا أراضٍ كردستانية و جزءا من مشروع كردستان الكبرى.

وكل هذا على أي حال يصطدم بعوائق على الأرض ديموغرافية وجغرافية لا تسمح بإقامة مشروع كردي انفصالي في سوريا تحت أي صيغة.

الأكراد يحققون تقدما بطيئا في ريف الرقة، ويتم استنزاف قواتهم أيضاً بنفس الوقت، والمعركة لا يمكن التكهن بنتائجها، فالأمر كله يعتمد بالدرجة الأولى على جديّة الأمريكان في دعم القوات على الأرض في عملياتها القتالية.

في المقابل يجب أن نأخذ بالحسبان أنه أمام تقدم القوات العراقية في الموصل، فإن الرقة باتت أهم المعاقل لداعش اليوم، فعملية السيطرة عليها ربما لا تكون سهلة، رغم أن احتمال حدوث مفاجأة بانسحاب كامل سريع واردة أيضاً، فقد سلم داعش عشرات المناطق في ريف الحسكة للأكراد دون أي مواجهات.

وهنا أضع الكثير من علامات الاستفهام حول قادة داعش وارتباطهم بأجهزة استخبارات عالمية ولدول عظمى أيضاً كأمريكا.

روسيا بعد تقاربها مع تركيا تخلت عن  حزب العمال الكردستاني، ولا يعني هذا التخلي بأنه إلى غير رجعة، فالميليشيات الكردية أثبتت أنها ورقة صالحة لكل مكان وزمان، وبإمكان أي دولة استخدامها كورقة ضغط في المنطقة مقابل تزويدها بالدعم العسكري واللوجستي، هكذا فعلت روسيا في استخدام هذه الورقة ضدّ تركيا بعد إسقاط الطائرة الروسية، وما فعله النظام السوري منذ بداية الثورة السورية، وما يفعله الأمريكان اليوم.

لا أعتقد أن الأمر يصل لأسلحة متطورة، الحديث حول عربات نقل جنود، كان الأكراد اعترفوا بذلك، ثم نفوه في اليوم التالي على الفور، وأنقرة بالتأكيد ترفض أي إمدادات بالأسلحة للقوات الكردية في سوريا، وتعتبر ذلك تشجيعا لحزب العمال الكردستاني ودعماً مباشراً له، ما يؤثر على علاقتها بالدول التي تدعم هذه الميليشيات.

الأكراد كما أشرنا في سوريا قسمان، قسم ممثل بالمجلس الوطني الكردي المقرب من البارزاني، وهؤلاء جزء من الائتلاف المعارض وممثلين بالمحادثات.

 وجزء ممثل بحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) الذي يملك قوات مسلحة على الأرض ومتحالف مع النظام، ومشاركته في المباحثات أعتقد أن المعارضة لا ترفضها، لكن على أن يكون في وفد النظام، فمرفوض على المستوى المعارضة وجمهورها أن يطرح ( ب ي د) نفسه كجزء من المعارضة، في الوقت الذي تلقت منه المعارضة الكثير من الطعنات إضافة إلى انتهاكاته المستمرة بحق الشعب السوري.

نعم يسعى مسعود البرزاني بتوسيع رقعة كردستان والسيطرة على مناطق خارج الأقليم وضمها إليه تحت شماعة محاربة داعش، وأهم تلك المناطق هي " كركوك، نينوى، سنجار، الموصل" والنواحي والقرى التابعة لها.

وقد استفاد مسعود البرزاني من الأوضاع التي تعصف بالمنطقة، وصرح أكثر من مرة بأن حدود كردستان عند آخر جندي عراقي، وأنهم يرسمون حدود جديدة "بالدم" على حد تعبيره.

الصدام بين المركز وإقليم كردستان متوقع، خاصة إذا تعلق الأمر بمناطق استراتيجية مثل كركوك النفطية، لكن هذا يتوقف على مدى قدرة الحكومة المركزية من تحرير مناطقها من داعش وحجم النصر الذي تحققه في ذلك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل