"المنشية" حين نجا "عبدالناصر" من رصاص الإخوان.. نرصد أقوى 3 خطابات لـ"زعيم الأمة" عن الجماعة: "تنظيم إرهابي.. وإن قتلوني فقد وضعت فيكم العزة"
حين تمر السنوات وتمرق الأيام، يعيد التاريخ نفسه من جديد، وتكشف لنا ثناياه عن أحداث تنبأ بها سابقون في الماضي، ولم نلتفت إليها في الحاضر رغم خطورتها، وهو ما ينطبق على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أول من تنبأ بإرهاب جماعة الإخوان، وصدح كثيرًا في جموع الشعب المصري محذرًا من مخططاتها الإرهابية.
ربما تكون خبرة الراحل عبدالناصر حين كان ضابطًا بمجلس قيادة الثورة بأهداف الجماعة وتطلعتها نحو السلطة هو ما جلعه على دارية واسعة بها، أو يكون حادث المنشية الذي نجا منه أعطاه درسًا قويًا في أن الإخوان تنظيم إرهابي لا آمن له.
8 رصاصات كانت تعرف طريقها جيدًا، صوبت إلى قلب زعيم الأمة في مثل هذا اليوم بهدف اغتيال وتصفيته، أثناء إلقاؤه خطابه الشهير بميدان المنشية خلال ذكرى ثورة يوليو، اتهمت فيها جماعة الإخوان، وتحديدًا القيادي محمود عبد اللطيف؛ إثر الخلاف المحتدم وقتها بين ناصر والجماعة.
وذكرت التحقيقات وقتها، أن عامل بناء صعيدي يُدعى "خديوي آدم" وجد المُسدس الذي حاول به "محمود عبداللطيف اغتيال عبد الناصر، فسافر من الأسكندرية إلى القاهرة سيرًا على قدميه ليُسلم المُسدس بنفسه إلى الرئيس بعد أسبوع من المشي على الأقدام.
وعقب الحادث المنشية صدر قرار عسكري من الرئيس بحل جماعة الإخوان، وتلى ذلك محاكمات لقيادات الجماعة انتهى معظمها بالإعدام، وصدر قرارًا آخر بحل حزب الجماعة، وأن يسري عليها قانون حل الأحزاب السياسية، الذي أصدره مجلس قيادة ثورة يوليو برئاسة عبدالناصر.
بداية.. فإن علاقة الرئيس عبدالناصر بالإخوان يشوبها الغموض، فقد بدأت أثناء سعي الأول لتأسيس تنظيم الضباط الأحرار، وتحرك وقتها بين مختلف القوي السياسية خاصة الحركة الشيوعية ومصر الفتاة وجماعة الإخوان المسلمين، وأصبح يعرف مبادئهم وأهدافهم.
لكن التاريخ اختلفت في توضيح حقيقة هذا الاتصال بالإخوان وطبيعته، وتراوحت بين أن عبدالناصر كان عضوًا أصيلًا في الجماعة، أو أنه كان علي علاقة عابرة لم تدم طويلًا، أو أن علاقته بالجماعة كانت استكشافية لمعرفة طبيعتها فقط.
وهو ما أكده الزعيم بنفسه، حين ذكر لمجلة المصور في أكتوبر 1952، قصة لقائه بـ"محمود لبيب" عضو الجماعة وتأثر به وبتفكيره في التنظيم، وفي خطبة لها اعترف بذلك قائلًا: "قبل الثورة كنت علي صلة بكل الحركات السياسية الموجودة في البلد، يعني مثًلا كنت أعرف الشيخ حسن البنا لكن مكنتش عضو في الإخوان، فيه فرق بين أن أعرف الشيخ حسن البنا وأن أكون عضو في الإخوان".
وتابع: "ابتدينا نتصل في الجيش بكل الحركات السياسية لكن مكنش أبدا في يوم من الأيام أعضاء في الإخوان، لأنهم حاولوا يستغلونا فكانت اللجنة التأسيسية للضباط موجودة اللي اقترحت الاستفاد من الإخوان وليس الانضمام لهم".
لكن قبيل الثورة، افترق عبدالناصر عن جماعة الإخوان، وأخذ معه الضباط الذين كان قد اختبر وعيهم واستعدادهم للثورة، لينشئ بهم تنظيمًا مستقلًا من وراء ظهر الجماعة دون أن يعلن ذلك، وقام التنظيم بالثورة بمفرده.
وعلى صعيد خطابات ورسائل الزعيم عن الإخوان، فإنها تنوعت بين القوة والتنبأ بإرهاب الجماعة، فسخر من مبادئها المتطرفة، وحذر المصريين من الانخداع في شعارات الإسلام الواهية، بل أنه هددها في بعض الأحيان على الملء.
أقوى خطاباته على الإطلاق ضد الجماعة، والتي صدح بها أمام الشعب المصري بعد محاولة اغتياله الفاشلة، قائلًا: "فليقتلوني، فليقتلوني، فقد وضعت فيكم العزة، فليقتلوني، فقد وضعت فيكم الكرامة، فليقتلوني فقد أنبت في هذا الوطن الحرية والعزة والكرامة من أجل مصر ومن أجل حرية مصر؛ من أجلكم ومن أجل أبنائكم ومن أجل أحفادكم".
واختتم مقولته الشهير قائلًا: "إذا مات جمال عبدالناصر فأنا الآن أموت وأنا مطمئن؛ فكلكم جمال عبدالناصر، كلكم جمال عبدالناصر، كلكم جمال عبد الناصر؛ تدافعون عن العزة، وتدافعون عن الحرية، وتدافعون عن الكرامة".
وفي رسالة قوية للمرشد العام لجماعة الإخوان، وجهها الزعيم إليه حين طالب الأخير بفرض الحجاب على بنات مصر، قائلًا في خطاب لا يُنسى له: "بنتك مش لابسة الحجاب يا سيادة المرشد، إذا كنت أنت مش قادر تلبس واحدة اللي هي بنتك طرحة، عايزني أنا أنزل ألبس 10 مليون طرح في البلد، أقدر على بنتك الأول".
واستغل الزعيم الراحل ذكرى عيد العمال عام 1966، ليحذرهم من الاندراج وراء الجماعة في خطاب شهير له قال فيه: "هل الإسلام يقول إن الشعب يكون كله من العبيد، وتكون هناك عيلة مميزة هي اللي تاخد الدخل كله، هل الإسلام يقول إن إحنا ناخد فلوس المسلمين، ننهب فلوس المسلمين".
Comments