نائب «حلايب وشلاتين» فى البرلمان: 40 % من سكان المنطقة بلا رقم قومى أو شهادات ميلاد

- المنطقة تعانى البطالة ونقصًا فى الأطباء والمدرسين.. وما زلنا فى انتظار مد خطوط الإنترنت

- نطالب باستثناء لطلاب حلايب وشلاتين ومنحهم 5% فوق المجموع لدخول كليات الطب والتمريض والتربية لسد عجز

- المنطقة مؤهلة لأن تصبح مزارًا سياحيًا ولكى يتحقق ذلك على الدولة أن توفر متطلبات التنمية

- قد تحدث بعض التصرفات داخل البرلمان ولكن لا يجب أن نحكم عليه بالإعدام

ظلت «حلايب وشلاتين» تتبع إحدى دوائر محافظة البحر الأحمر، طوال الانتخابات البرلمانية السابقة، ولأول مرة يتم تخصيص دائرة مستقلة لها فى مجلس النواب الحالى، ومن ثم توفرت الفرصة لتعبر المنطقة عن همومها ومشاكلها عبر أحد أبنائها النواب.

«الشروق» حاورت ممدوح على عمارة عضو مجلس النواب المستقل عن دائرة «حلايب وشلاتين»، الذى أكد أن المنطقة تعانى من عدم توافر العنصر البشرى فى مجالى الصحة والتعليم، وارتفاع نسبة البطالة، فضلاً عن عدم حيازة 40% من سكانها على أوراق ثبوتية (شهادات ميلاد وبطاقات رقم قومى).

وعمارة الذى يعتبر أول رئيس مجلس محلى عن محافظة البحر الأحمر عن مدينة شلاتين من 1991 حتى 2000، وعضوا حتى 2005، أطلع «الشروق» على أجندة نواب البرلمان فى التعامل مع المناطق الحدودية، والتى من المقرر أن تبدأ بزيارات لتلك الأماكن خلال فترة الإجازة الممنوحة للبرلمان حتى 27 مارس.. إلى نص الحوار:

• هل ترى أن طبيعة منطقة حلايب وشلاتين جعلتك نائب خدمات قبل أن تكون نائب تشريع؟

ــ فى الأساس، النائب هو نائب رقابى وتشريعى. ولابد للمجتمع أن يعرف دور عضو البرلمان، ولكن على مستوى الجمهورية لا يستطيع النائب التغاضى عن التواصل مع أهالى دائرته، خاصة مع عدم وجود المجالس الشعبية المحلية، فهذا يضاعف من دور نائب البرلمان، لأنه يقوم بدور عضو المجلس المحلى أيضا، بجانب دوره الرقابى والتشريعى.

• قلت فى تصريح سابق إن «الدولة مهتمة بالمنطقة وهناك ميزانيات مخصصة لحلايب وشلاتين منذ عام 1981 وحتى الآن».. هل ترى أنها لم تكن مهمشة؟

ــ التنمية بدأت فى حلايب وشلاتين منذ عام 1980، والدولة بالفعل فى خلال 35 سنة الماضية، قامت بدورها فى تنمية المنطقة؛ فأصبح لدينا خريجو جامعات ومعاهد من أبناء المنطقة، وتحسن فى بنية الاتصالات بزيادة الخطوط الأرضية، ونطالب وزير الاتصالات بمد خدمة الإنترنت، وشبكات المحمول، ومحطات لتحلية المياه، وإنشاء قصور ثقافة فى حلايب وشلاتين، وأبو رماد، وبناء مساكن، ومدارس، ودور عبادة. ولكن هناك أيضا العديد من المشكلات أولها نقص العناصر البشرية فى الصحة والتعليم.

ولا شك أن حجم الميزانية المخصص للمنطقة كان ضعيفا، ولكن من وقت الاستفتاء على الدستور فى عام 2014، وإقرار المادة 236، التى نصت على ضرورة وضع خطة تنمية شاملة للمناطق الحدودية، تم رصد نحو 764 مليون جنيه فى 2015 لتنمية حلايب وشلاتين وأبورماد، ولكن الرقم غير كاف مقارنة بمساحة المنطقة، التى تبلغ 20 ألف كيلومتر، وسنطالب بزيادته مستقبلا، ولكن الأهم قبل كل ذلك هو حل مشكلة نقص العنصر البشرى.

• وما المشكلات الأكثر إلحاحا فى المنطقة؟

ــ أولى المشكلات توفير العنصر البشرى، وارتفاع معدلات البطالة.

وبالنسبة للصحة، لدينا نقص فى المستشفيات، لدينا مستشفى مركزى واحد فى مدينة شلاتين، ووحدة صحية واحدة فى حلايب وأخرى فى أبورماد، لذلك نحن نطالب بوجود مستشفى مركزى فى كل منهما. بجانب ذلك فإن المرضى من الحالات الحادة والمزمنة تقطع مسافة 170 كيلو للانتقال من حلايب إلى شلاتين، التى تفتقر للخدمة الصحية الجيدة، فتنقل لمرسى علم التى تعانى نفس النقص فى الخدمات الصحية، فتنقل إلى الغردقة، فهل يعقل أن تنتقل الحالات المرضية الحادة لأكثر من 1000 كيلو.

حالات كثيرة ماتت فى الطريق، ولا بد أن تحل الدولة تلك المشكلة. هذا بالإضافة إلى نقص العنصر البشرى من الأطباء فى المستشفيات نظرا لأن المنطقة نائية، لذلك لابد من توفير مقابل مادى مجزٍ لمن يخدمون فى تلك المناطق، ونطالب برفع بدل الأطباء إلى 1000 %.

وبالنسبة للتعليم، لدينا مدارس حتى الثانوى العام، ولكن يوجد عجز فى عدد المدرسين، مثل العجز الشديد فى مدرسى المواد العلمية للثانوى العام، حتى مسابقة الـ«30 ألف معلم» لم تراع التوزيع الجغرافى ولم تحل الأزمة. ونطالب بعمل استثناء لطلاب حلايب وشلاتين لمدة 10 سنوات مثلا، بمنحهم نسبة 5% فوق مجموعهم لدخول كليات الطب والتمريض والتربية لسد عجز العنصر البشرى فى تخصصات الأطباء والتمريض والمعلمين، وأنوى فى خطتى تقديم طلب إحاطة عاجل لكى تقوم الدولة بحل مشكلة العجز فى توفير المدرسين، لأن الأمر متعلق بمستقبل طلبة.

• قلت إنك تقدمت بطلبات للأجهزة التنفيذية؟

ــ أول طلب وكان موضوع عاجل هو انقطاع فى خدمات شبكات المحمول، وتقدمت بطلب للمستشار مجدى العجاتى وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، وياسر القاضى وزير الاتصالات، وتم حل المشكلة خلال شهر واحد.

والتقينا رئيس مجلس الوزراء، وعرضنا عليه بعض المطالب الخاصة بالبحر الأحمر وحلايب وشلاتين تحديدا، وطالبنا برفع حافز جذب العمالة لـ300%، بدلاً من 50%، أسوة بسيناء، للعاملين بالهيكل الوظيفى فى الدولة.

وتوجهت إلى مساعد وزير الداخلية رئيس قطاع الأحوال المدنية، وعرضنا عليه مطالبنا فيما يخص تسهيل استخراج الأوراق الثبوتية للمواطنين من (شهادات الميلاد وبطاقات رقم قومى)، لأن هناك أهالى لا يمتلكون أرواقا ثبوتية نظرا لطبيعة المنطقة وانتشارهم فى الجبال والوديان.

• وهل هناك حصر بعدد من لا يمتلكون أوراقا ثبوتية؟

ــ تقريبا 40 % من سكان المنطقة منهم لا يمتلكون أوراقا ثبوتية. والأجهزة المعنية وعدت بتسهيل استخراج الأوراق الثبوتية، وهو ما بدأ تنفيذه بالفعل.

• المنطقة تمتلك الثروة السمكية والتربة الخصبة ومياه الأمطار و«جبل علبة» الذى يعد أحد أكبر المحميات الطبيعية.. أين حلايب وشلاتين من خريطة الاستثمار؟

ــ هذا السؤال موجه للحكومة، ولا بد أن توفر الدولة بنية تحتية حقيقة ومرافق (مواصلات، فنادق، طرق ممهدة، تزويد طاقة الكهرباء) لجذب المستثمرين المصريين، والعرب والأجانب.

المنطقة لا توجد بها استثمارات، ولكن لدينا موارد طبيعية من معادن وغيرها، وساحل يمتد إلى 200 كيلو غير مستغل سياحيا، ولكن الدولة بإمكاناتها الحالية يصعب عليها استغلال تلك الموارد، لذلك لا بد أن مشاركة الدولة القطاع الخاص فى وضع حلايب وشلاتين على الخريطة الاستثمارية.

• أين منطقة حلايب وشلاتين من الخريطة السياحية فى مصر؟

ــ المنطقة مؤهلة لأن تصبح مزارا سياحيا، ولكن لكى تكون هناك تنمية سياحية، على الدولة أن توفر متطلبات تلك التنمية، نحتاج إلى مطار لتسهيل انتقال الأشخاص من وإلى حلايب وشلاتين.

السياحة نجحت فى شرم الشيخ ومرسى علم لأن بهما مطار، ونحتاج إلى بنية تحتية من مستشفيات وفنادق. نستطيع من خلال طبيعة المنطقة أن نجعلها قائمة على السياحة البيئية مثلا، لأنها منطقة بدوية فمن الممكن أن تنجح بها سياحة السفارى مثلما نجحت سياحة الشواطئ فى الغردقة، بالإَضافة إلى وجود المحميات الطبيعية مثل محمية جبل علبة التى بها أكثر من 2000 نبات طبيعى وحيوانات وطيور، ولكن للأسف تلك الثورات غير مستغلة.

• كان هناك مقترح خاص بالتبعية الإدارية لمنطقة حلايب وشلاتين.. هل الأفضل أن تتبع محافظة البحر الأحمر، أم أسوان؟

ــ تلك الفكرة كانت مثار جدل أثناء فترة عادل لبيب وزير التنمية المحلية السابق، وكان هناك مقترح بتقسيم البحر الأحمر على محافظات الصعيد، ولكن الاقتراح لاقى رفضا من غالبة أهالى محافظة البحر الأحمر.

ونحن كنواب نطالب بعدم تقسيم البحر الأحمر على محافظات الصعيد، وإنشاء محافظة جنوبية أسوة بسيناء، أى أن تقسيم البحر الأحمر إلى شمال يضم (رأس غارب، الغردقة، سفاجا) وجنوب يضم (القصير، مرسى علم، شلاتينو حلايب)، وذلك سيؤثر بالإيجاب على مدن المحافظة.

• كيف ترى الوضع الأمنى فى منطقة حلايب وشلاتين؟

ــ حين نقارن منطقة حلايب وشلاتين بمناطق حدودية أخرى، نجد أننا أكثر أمنا، قد تحدث مشاكل عادية كالتى تقع فى أى مكان، لكن حرس الحدود يقومون بواجبهم فى عملية التأمين، ومديرية أمن البحر الأحمر كذلك تقوم بواجبها، نحن نحيا حياة آمنة ونتمنى من الله أن يديمها علينا.

• هل تم الانتهاء من تشكيل لجان زيارة المحافظات الحدودية التى دعا إليها الرئيس.. ومتى ستبدأ؟

ــ بالفعل مجلس النواب اتخذ قرارا باستغلال الإجازة الحالية للبرلمان حتى 27 مارس، بتشكيل لجان لزيارة المناطق الحدودية والنوبة، وتم تحديد مواعيد الزيارات، حيث خصصت لجنة مكونة من 16 نائبا لزيارة حلايب وشلاتين من 20 إلى 23 مارس، ولجنة لشمال سيناء وأخرى لجنوب سيناء من 16 إلى 17 مارس، ولجنة للواحات البحرية فى 17 مارس، ولجنة للوادى الجديد من 20 إلى 24 مارس، ولجنة للنوبة من14 إلى 15 مارس، ولجنة لزيارة مرسى مطروح من 16 إلى 17 مارس.

• وهل ستتكرر تلك الزيارات مستقبلا؟

ــ اللجان التى خصصت لزيارة المناطق الحدودية ليست دائمة، ولكن خلال الفصل التشريعى الحالى، وهذه الزيارة ليست الأولى ولن تكون والأخيرة، على أساس أن المادة 236 من الدستور نصت على أن «تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية، والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية والمحرومة».

• وما أجندتكم بخصوص تلك الزيارات؟

ــ اللجان ستزور المناطق الحدودية والنوبة على طبيعتها وتلتقى الأهالى، وتتعرف على مطالبهم واحتياجاتهم، كى نتعرف على موقعها من بيان الحكومة المرتقب وهل لديها خطة لتنمية هذه المناطق، بجانب أن الزيارات تعد فرصة جيدة للنواب للتعرف على احتياجات تلك المناطق كى يناقشوا الحكومة فيما بعد فى برنامجها بخصوص المناطق الحدودية.

• ما رأيك فى أداء البرلمان منذ أن تم انعقاده حتى الآن؟