المحتوى الرئيسى

هارون الرشيد قائد عظيم ظلمته الشائعات

03/24 17:40

يعد الشخصيه الاكثر جدلاً في تاريخ ملوك المسلمين بعد "الحاكم بامر بالله "، فتاره تذكر كتب التاريخ انه من اكثر خلفاء الدولة العباسية جهادا وغزوا واهتماما بالعلم والعلماء، وتاره يزعمون انه المارق الذي جعل شغله الشاغل الجواري والخمر والطرب .

في ذكري وفاته يوم 24 مارس من عام 809 لزم علينا استعاده تاريخ ذلك الخليفه الاسلامي والوقوف علي اهم فتوحاته وغزواته .

هو ابو جعفر هارون بن المهدي محمد بن عباس الهاشمي العباسي، كان مولده بالري حين كان ابوه اميرا عليها وعلي خراسان في سنه 148 ، وفي عام 158 هـ توفي ابو جعفر المنصور واصبح المهدي في منصب الخلافه ودفع بابنه هارون للتدرب علي الفروسيه والرمي وفنون القتال, وعندما اصبح هارون شابا يافعا عينه والده قائدا في الجيش الذي يضم العديد من القواد الكبار وامراء الدوله وكان عمر الرشيد وقتها لا يتجاوز الخمس عشره عاما، وقد اتسم هارون الرشيد منذ صغره بالشجاعه والقوه مما اَهله لقياده الحملات في عهد ابيه، وهو لم يتجاوز العشرين بعد .

كانت اولي المعارك التي خرج فيها هارون الرشيد في عام 165هـ ضد الروم وحقق فيها الرشيد نصرا ساحقا جعل والده يعده ولياً ثانياً للعهد بعد اخيه موسي الهادي.

تولي هارون الرشيد مقاليد الخلافه وتمت البيعه له بعد وفاه اخيه الهادي وكان ذلك في الرابع عشر من ربيع الاول عام 170هـ، وكان تولي الرشيد للخلافه بدايه لعصر جديد قوي ومزدهر في تاريخ الدوله العباسيه، فلقد كانت الدوله متراميه الاطراف متعدده الثقافات والعادات والاصول مما جعلها عرضه لظهور الفتن والمؤامرات، والثورات، فتمكن الرشيد من الامساك بمقاليد الحكم بيد من حديد، كما تمكن من فرض سيطرته وحكمه علي جميع الانحاء المتفرقه من البلاد.

ولم يكتفِ "الرشيد" بهذا بل سعي بكامل طاقته لان يجعل منها دوله متقدمه في جميع المجالات، فشهد عصره نهضه شامله وارتقاء هائلا بالدوله، مما اثبت ان الرشيد لم يكن رجلاً متجهاً نحو اللعب واللهو بل كان قائداً، وحاكماً يتمتع بعقل، وفكر راجح تمكن من السيطره علي الامور في دولته ونهض بها علمياً، وسياسياً، واجتماعيا.

وقد ذكرت كتب التاريخ ان الخليفه كان ذا فصاحه وعلم وبصر باعباء الخلافه وله نظر جيد في الادب والفقه، كما اتسم الرشيد بالورع والتقي ، حتي قيل انه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائه ركعه الي ان مات لا يتركها الا لعله ويتصدق من صلب ماله كل يوم بالف درهم.

شهد عهد هارون الرشيد نهضه شامله بكافه قطاعات الدوله حيث  زادت الاموال الداخله الي خزانه الدوله مما عم بالرخاء والازدهار علي كافه اركانها، هذا بالاضافه للتقدم في العلوم والفنون وغيرها، فشهد عصر الرشيد نهضه معماريه ايضاً فبنيت المساجد، والقصور وحفرت الترع والانهار، وامتد الرخاء الي بغداد حيث نالت حظها من الرخاء، والازدهار فاتسعت رقعتها وبنيت بها المساجد، والقصور.

فضلاً عن هذا شهدت الدولة الاسلامية ،نهضه علميه واسعه ، فكانت الدوله وقتها هي الملجا الاول الذي يفد اليها العلماء من فقهاء، ولغويين وغيرهم من كل حدب وصوب فكانوا يتبادلون العلوم ويلقنون الطلاب علومهم المختلفه.

كما يرجع الفضل لهارون الرشيد في انشاء “بيت الحكمه” وهو اشبه بمكتبه ضخمه جمعت فيها العديد من الكتب من مختلف البلدان كالهند وفارس وغيرها فكانت تضم قاعات للكتب واخري للمحاضرات وغيرها للناسخين والمترجمين.

ولم يقتصر دور الرشيد علي كونه حاكما فقط مهتما بالشئون الداخليه للبلاد والغزوات بل امتدت علاقاته للعديد من البلدان فقام بتوطيد العلاقات بين الدول فكان يستقبل الوفود علي الرحب والسعه ويرسلهم الي بلادهم محملين باغلي واثمن الهدايا، مما دفع العديد من الممالك  لملاقاته من اجل بناء علاقات قويه مع الدوله الاسلاميه وهارون الرشيد.

وبالرغم من اهتمام الرشيد بالنهضه والعلم ، الا انه كان لخلافته بعد اخر عامر بالغزوات ، فقيل عنه يغزو عاماً ويحج عاماً فتم في عصره العديد من الغزوات، وكان اهم تلك الغزوات فتح مدينه هرقله، الواصله ما بين بحر الروم وبحر القلزم .

فيما خاض الرشيد العديد من الحروب مع الروم سواء قبل توليه الخلافه او بعدها والتي كلل فيها بالفوز والنصر وعمل علي تامين البلاد ضد هجماتهم، كما اعاد بناء البلاد التي قد دمرت في الحروب وولي عليها امهر القاده، وعمل علي تزكيه جيشه باسطول ضخم يدعم مع الجيش حروبه ضد الروم، ونظراً للانتصارات المتواليه التي حققها الرشيد مع الروم فقد طالب الروم بعقد هدنه مع الجيوش الاسلاميه وبالفعل عقدت ايريني الملكه الروميه صلحاً مع هارون الرشيد وذلك مقابل دفع جزيه سنويه للمسلمين وظلت هذه المعاهد قائمه الي ان توج نقفور امبراطوراً علي الروم بدلاً من الامبراطوره السابقه ايريني عام 186هـ ، فقام بنقض المعاهده .

وكتب لهارون رساله جاء فيها ” من نقفور ملك الروم الي ملك العرب، اما بعد فان الملكه ايريني التي كانت قبلي اقامتك مقام الاخ، فحملت اليك من اموالها، لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن، فاذا قرات كتابي فاردد ما حصل قبلك من اموالها، وافتد نفسك، والا فالحرب بيننا وبينك.

ولم يكن من الرشيد بعد ان قرا الرساله سوي ان تملكته ثوره من الغضب وقام ببعث الرد علي رساله امبراطور الروم وقال فيها :” من هارون امير المؤمنين الي نقفور كلب الروم، قد قرات كتابك يا ابن الكافره، والجواب ما تراه دون ان تسمعه، والسلام "وبعد الرد الكتابي جاء الرد العملي من الرشيد فقام بالخروج بنفسه في عام 187هـ لمحاربته فاضطر الامبراطور الي عقد الصلح ودفع الجزيه مره اخري للمسلمين ولكنه مالبث ان نقض المعاهده فما كان من الرشيد سوي ان توجه له مره اخري لمحاربته وجاءت الهزيمه المنكره من نصيب الامبراطور الرومي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل