المحتوى الرئيسى

سيناريوهات «الحرب القادمة» بين مصر وإثيوبيا

05/29 09:55

لم يكن اعلان اثيوبيا عن بدء تحويل مجري النيل الأزرق في اطار مشروع سد النهضه سوي نتيجه منطقية لسنوات من الحرب البارده؛ حيث سبق ان اصدرت مؤسسه «ستراتفور» -وهي شركه استخبارات امريكية خاصه- في اكتوبر الماضي تقريرا تؤكد فيه ان مصر تواجه خطر «وجود» اذا تمكنت اثيوبيا من بناء «سد النهضه».

الخلاف بين القاهره وأديس أبابا حول مياه النيل عميق جدا، و«سد الالفيه» او النهضه -الذي ما زال تحت الانشاء- يجسد هذا الخلاف بين دولتين، احداهما تري ان السد مساله حياه او موت لمستقبلها والثانيه تراه «خطر وجود» علي شعبها، اديس ابابا تعتبر سد النهضه بوابه عبور للمستقبل، وتدعي انه ضروري لاحتياجاتها من الكهرباء؛ فـ«النهضه» -الذي سيصبح واحدا من اكبر 10 سدود في العالم- سيكون قادرا علي توليد 6000 ميجاوات من الكهرباء، اي نحو 3 اضعاف انتاج سد «هوفر» العملاق في الولايات المتحده. هذه الطاقه الضخمه ستمكنها من التوسع -كما تقول- في مشاريع زراعيه طموحه، وزياده انتاجها من الكهرباء لبيعها لجيرانها كينيا والسودان وجنوب السودان وجيبوتي، التي تعاني جميعها فقرا كهربائيا مزمنا. اضف الي كل ذلك ان السد سيعزز من اهميه اثيوبيا سياسيا ويعطيها اداه استراتيجيه مهمه لمواجهه الهيمنه المصريه علي حوض النهر، وليس من الواضح حتي الان كيف سيتم تمويل السد، بعد ان تكاتفت القاهره والخرطوم لاثناء المستثمرين الدوليين عن اي محاوله لتمويل السد، خاصه ان عمليه البناء تحتاج الي 5 مليارات دولار، وهو ما يعادل تقريبا ميزانيه اثيوبيا السنويه.

وطبقا لمؤسسه «ستراتفور» فان امام مصر 3 خيارات لوقف بناء السد، اولها: مواصله الضغط الدبلوماسي علي اديس ابابا، وتستند مصر في هذا الاتجاه الي ادوات متعدده، منها الشرعيه الدوليه؛ فبناء السد غير قانوني وفقا لاحكام اتفاقيه عام 1959 واتفاق عام 2010. وقد بادرت مصر بالفعل بالضغط علي الهيئات التشريعيه في هذه الدول لتاخير او منع التصديق علي الاتفاقيه.

وتضيف «ستراتفور»: «واذا فشلت هذه الجهود، فالخيار الثاني للقاهره هو تنشيط ودعم جماعات مسلحه لشن حرب بالوكالة علي الحكومه الاثيوبيه، ولن تكون هذه الخطوه جديده علي مصر؛ ففي السبعينات والثمانينات، استضافت مصر -وهو ما فعلته السودان لاحقا- جماعات مسلحه معارضه لاديس ابابا، ومن بينها الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا التي انفصلت عن اثيوبيا في عام 1994 بدعم مصري، بالاضافه الي ان مصر تستطيع دعم هذه الجماعات المسلحه مره اخري للضغط علي الحكومه الاثيوبيه الاستبداديه والمقسمه عرقيا، وهناك ما لا يقل عن 12 جماعه مسلحه منتشره في انحاء اثيوبيا وتعمل علي قلب نظام الحكم او اقامه مناطق مستقله.

وطبقا لموقع Awramba times -وهو موقع اثيوبي امريكي يحرره الصحفي الاثيوبي المنفي داويت كيبيدي، الفائز بجائزه حريه الصحافه الدوليه من لجنه حمايه الصحفيين لعام 2010- فانه يمكن لمصر الاستعانه بحلفائها في اريتريا لزعزعه استقرار اثيوبيا، ويبدو ان ذلك هو السيناريو الذي بدا بالفعل؛ فقد اعلنت اثيوبيا مؤخرا انها ضبطت 500 قطعه سلاح وكميات كبيره من الذخيره اثناء محاوله تهريبها الي داخل البلاد من السودان، وجاءت هذا الواقعه بعد شهر واحد من اعلان 6 جماعات اثيوبيه معارضه في المنفي تشكيل حركات مسلحه ضد الحكومة، وحسب موقع «افريقيا ريفيو» فان اثيوبيا قد تكون الان في طريقها لحرب أهلية بتحريض وتمويل من مصر.

ويدعم الموقع تحليله بالايحاء بتورط دول خارجيه، ومنها مصر، في دعم الفكر الجهادي الوهابي داخل اثيوبيا المسيحيه. وفي نوفمبر 2011، اكتشفت الحكومه الاثيوبيه خططا من قِبل مجموعات تنتمي للفكر الوهابي لتحويل اثيوبيا الي دولة إسلامية تحكمها الشريعه، وفي مؤتمر صحفي اعربت حكومه اديس ابابا عن قلقها ازاء تزايد حالات العنف ضد المسلمين المعتدلين والمسيحيين من قبل هذه الجماعات المتطرفه، وفي 20 اغسطس الماضي توفي رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي فجاه، وخلفه سياسي قليل الخبره وينتمي للاقليه البروتستانتيه، كما يتردد حديث عن صراع محتمل علي السلطه، ويختتم الموقع تقريره بان مصر المهدده بفقدان سيطرتها علي سر وجودها وشريان حياتها، قد تسعي لاسقاط النظام في اثيوبيا معتمده علي «معدات عسكريه امريكيه تقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات، ولديها جماعات عميله تحظي بدعم محلي داخل اثيوبيا وعلي حدودها».

اما الخيار الثالث -حسب تصور «ستراتفور»- فهو التدخل العسكري المباشر الذي قد تلجا اليه القاهره في حاله نجاح اثيوبيا في بناء السد وتاثرت حصتها بالفعل وبشكل كبير، ومهما كانت توجهات القياده المصريه او شخص الرئيس المصري وقتها فلن يتسامح اي زعيم مصري في ضياع جزء كبير من حصتها المائيه.

كان موقع «ويكيليكس» قد سرب عده رسائل الكترونيه -سُرقت من مقر «ستراتفور»- تشير جميعا الي ان «مبارك» كان يدرس بالفعل اللجوء للخيار العسكري في 2010 بالتعاون مع السودان ضد اثيوبيا في عام 2010؛ ففي رساله الكترونيه تعود الي 1 يونيو 2010 منسوبه لمصدر امني رفيع المستوي كان علي اتصال مباشر بـ«مبارك» وعمر سليمان يقول: «الدوله الوحيده التي لا تتعاون هي اثيوبيا، نحن مستمرون في التفاوض معهم، وبالوسائل الدبلوماسيه، وبالفعل نحن نناقش التعاون العسكري مع السودان، لكن اذا وصل الامر الي ازمه، فسنقوم ببساطه بارسال طائره لقصف السد والعوده في نفس اليوم، او يمكننا ان نرسل قواتنا الخاصه لتخريب السد، وتذكروا ما فعلته مصر في اواخر السبعينات، اعتقد ان ذلك كان في عام 1976، وقتها كانت اثيوبيا تحاول بناء سد كبير فقمنا بتفجير المعدات وهي في عرض البحر في طريقها الي اثيوبيا».

وفي برقيه اخري تعود الي 29 يوليو 2010، قال سفير مصر في لبنان وقتها: «ان مصر وقاده جنوب السودان -التي كانت في طريقها للاستقلال- قد اتفقوا علي تطوير علاقات استراتيجيه بين البلدين، بما في ذلك تدريب جيش جنوب السودان». واضاف: «ان افاق التعاون بين البلدين لا حدود لها؛ لان الجنوب يحتاج الي كل شيء». وتكشف برقيه ثالثه، بتاريخ 26 مايو 2010، عن ان «الرئيس السوداني عمر البشير وافق للمصريين علي بناء قاعده جويه صغيره في منطقه كوستا لاستضافه قوات خاصه مصريه قد يتم ارسالها لتدمير السد علي النهر الازرق»، وهي البرقيات التي سبق ان انفردت «الوطن» بنشرها بتاريخ 5 سبتمبر الماضي ونفتها «الخارجية» المصريه.

وفي ابريل الماضي، اكد الباحث الاسرائيلي ارنون سوفر، استاذ الجغرافيا وعلوم البيئه بجامعه حيفا رئيس مركز الابحاث الجغرافيه الاستراتيجيه: «كجغرافي وباحث في علوم البيئه والموارد المائيه تحديدا، اقول: انه من الواضح تماما ان هناك صراعا مائيا سيندلع في الشرق الاوسط». واضافت «تايمز اوف اسرائيل»: «وكدليل علي ان ذلك التحول بدا بالفعل، اشار (سوفر) الي منطقه ابوسمبل القريبه من السودان؛ حيث حوّلت السلطات المصريه احد المطارات المدنيه هناك الي مطار عسكري.

«عبدالمنعم»: فات الاوان.. والمسئولون المصريون «ان وُجدوا» فهم مقصرون

«صباحي»: التطورات تمثل مخاطر حقيقيه والدوله لم تواصل جهد «الدبلوماسيه الشعبيه»

كاتب اثيوبي: هزيمه مصر بنهر النيل اصعب من هزيمتها في الحرب

مصادر: «المخابرات» و«الخارجيه» حذرتا «مرسي».. والرئاسه لم تهتم

«مايو» شهر تحويل مجري النيل.. فعلها عبدالناصر في 64 فغرقت النوبه

وزير الري: تحويل المجري «اجراء هندسي» لا يمنع المياه عن مصر

عصام العريان يتجاهل «سد النهضه»

خبراء: الحكومه الاثيوبيه ضحكت علي مصر.. والحل في التحكيم او القوه

«عالم جديد»: الحكومه ضللت الشعب.. واثيوبيا بدات تنفيذ السد

ازمه حوض النيل برعايه «قنديل» و4 وزراء «ري»

مواقع التواصل: «مرسي» اول رئيس يطبق مشروعه الانتخابي في دوله تانيه

تحويل مجري النيل الازرق اختبار اثيوبي لنظام «مرسي» واستكمال «سد النهضه» يعني ان مستقبلنا «ضايع»

امين «حوض النيل»: قدمنا تحركات اثيوبيا لـ«الخارجيه والري» و«ضربوا بها عرض الحائط»

السفير المصري في اثيوبيا: لا مجال للحوار علي «وقف المشروع»

سياسيون: اثيوبيا استهانت بـ«مصر» بعد زياره «مرسي».. ونطالب الحكومه بـ«التصعيد الدولي»

نواب «الشوري» يحملون «مرسي» المسئوليه.. ويطالبون بايضاح موقف اثيوبيا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل