مصر الحائرة!!

بقلم: محمد السروجي

"لخبطة وارتباك واشتباك" هذا هو عنوان المرحلة الحالية من تاريخ مصر على مستوى الحكم "المجلس العسكري وحكومة عصام شرف" والأحزاب والإعلام والقضاء والشرطة والمتظاهرين ومطالبهم المشروعة والعادلة، بكثرة ائتلافاتهم التي استدعت مع الفارق عدد الأحزاب المصرية قبل ثورة 25 يناير، ولم نكن نعلم ماهيتها وبرامجها ولا حتى أسمائها، وأخيرًا حيرة المواطن المصري الذي يعاني الهواجس والتخوفات والتساؤلات الحائرة دون إجابة.

 

شواهد وتصريحات:

** طرح ما يسمى بالمواد فوق الدستورية، لإعادة تدوير بضاعة قديمة ومعيبة هي النموذج التركي المتهالك الذي تخلصت منه تركيا بعد نضال سياسي استمر لعقود.

 

** وصاية المجلس العسكري على الحياة السياسية والدستورية؛ ما يهدد التحول الديمقراطي المنشود، فضلاً عن إتاحة الفرص للبعض بالمزيد من التحريض ضدَّ الدول المدنية المنشودة لتكون العسكرية المأمولة.

 

** اجتماع القوى السياسية على مسودة لقانون مباشرة الحقوق السياسية، ثم خروج الحكومة والمجلس العسكري بقانون مخالف بل مستفز.

 

** تأكيد أن الانتخابات في موعدها، سبتمبر الجاري، ثم التأجيل لعدة أشهر غير معلومة، ثم الإعلان على أن اللجنة العليا للانتخابات ستمارس مهامها في 18 سبتمبر القادم.

 

** تعيين الدكتور عبد الفتاح البنا وزيرًا للآثار، ثم التراجع وإلغاء الوزير والوزارة وربما الآثار.

 

** تحديد موعد اليمين الدستورية لحكومة شرف أمام المشير طنطاوي، ثم التأجيل للمزيد من المشاورات.

 

** إعلان رئيس الوزراء عصام شرف أن الوزراء الجدد عليهم مباشرة مهام أعمالهم لحين حلف اليمين الدستورية!! وعلى الطرف الآخر لم تعلن الحكومة القائمة استقالتها أو يعلن إقالتها.

 

** تأكيد علنية جلسات المحاكمة لرموز النظام المخلوع وبث جلسة واحدة، ثم التراجع والتصريح بعدم علنية الجلسات القادمة.

 

** اختزال ملايين المصريين شركاء الثورة في بضع آلاف من متظاهري ميدان التحرير والميادين الأخرى، وبالتالي استمرار الارتباك والاشتباك.

 

** تصدر بعض الكيانات الهامشية، السياسية والحقوقية، وبعض أصحاب الأصوات العالية الذين لا يملكون ثقلاً شعبيًّا يذكر لجمعية تأسيس الدستور تصدرًا لا يكافئ الثقل الشعبي ولا التمثيل النيابي.  

 

** المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار والشائعات؛ بسبب تأخُّر بناء مؤسسات الدولة المنتخبة.