المحتوى الرئيسى

أمريكا والعدالة المفترضة !!بقلم:ميسون كحيل

06/05 00:41

أمريكا والعدالة المفترضة !! انتشرت في الآونة الأخيرة وعبر الشبكة العنكبوتية وغيرها من وسائل الإعلام، خبر و صور البطة التي أحزنت العالم بعد أن فقدت فراخها واحداً تلو الآخر في حفرة لتصريف مياه الأمطار ، أثناء قطعها احد شوارع الولايات المتحدة الأمريكية ،، ثم طالعتنا تلك الوسائل مرة أخرى بتكملة للخبر مفاده أن شرطية كانت متواجدة في نفس المكان شهدت الحادثة وقامت بإنقاذ فراخ البطة وانتشالهم من الحفرة التي وقعوا فيها !! وثّق احد المتواجدين بالصور الحدث لحظة بلحظة قبل وقوع الفراخ في الحفرة حتى إنقاذهم بمساعدة الشرطية الأمريكية !! هذه هي الصورة التي تحاول الولايات المتحدة رسمها وإيصالها للعالم بأنها تساعد كل من يحتاج المساعدة سواءاً كان طيراً أو حيوانا !! في مطلع مايو من العام الجاري 2011 أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وقال أوباما في بيان ألقاه من البيت الأبيض:" هذا المساء بإمكاني أن أعلن للأميركيين وللعالم أن الولايات المتحدة قامت بعملية أدت إلى مقتل أسامة بن لادن قائد القاعدة و"الإرهابي" المسئول عن مقتل آلاف الأبرياء"، وأوضح "بعد تبادل لإطلاق النار قتلوا أسامة بن لادن وأخذوا جثته".وما لم يذكره اوباما في بيانه أنهم قرروا إلقاء جثة بن لادن في البحر لأنهم حسبما قال مسؤولهم إن قرار الدفن في البحر يرجع إلى صعوبة إقناع أي بلد باستضافة الجثمان !! فالولايات المتحدة التي يعمل بإشارة منها معظم الحكام العرب وجدت صعوبة في إقناعهم ولم تجد صعوبة تذكر في احتلال وضرب العراق والإطاحة برئيس عربي وذبحه في صباح عيد الأضحى عند المسلمين !! الولايات المتحدة لم تجد في الأرض كلها حفرة بطول مترين وعرض متر واحد لدفن جثة رجل فقذفته لأسماك القرش ليكون طعاماً لها في سابقة تاريخية تحت شعار تحقيق العدالة!! .. أمريكا هذه التي تتبجح بقتلها بن لادن تحقيقا للعدالة وانتقاماً لقتلاها الأبرياء ،قامت بقتل مئات الآلاف في العراق وأفغانستان .. بينما ربيبتها إسرائيل ، ما توقفت يوماً واحداً عن قتل وتعذيب أبناء الشعب الفلسطيني البريء ، لا تجد من يقف في وجهها ويقول كلمة الحق عند السلطان الجائر : "توقفوا عن قتل الأبرياء من العرب والمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان " والمثير للسخرية أن أمريكا قد "حققت العدالة" بتصفيتها لرجل مريض ،كان سيموت على أي حال خلال أشهر من مرض الفشل الكلوي ، بدلا من اعتقاله والتحقيق معه ومن ثم تحويله للقضاء إلا أن القوة العظمى خرجت بروايات متعددة لكيفية تصفية أسامة بن لادن ولكن طريقة دفن الرجل كانت واحدة في جميع الروايات !! لقد تم قذف الرجل من فوق بحر العرب " بعد الصلاة عليه حسب الشريعة الإسلامية" !!! فأي استهتار هذا وأي استخفاف وغطرسة تمارس أمريكا تحت ستار تحقيق العدالة؟؟ !!!ألهذا الحد وصل الاستهتار بالشعائر والتقاليد الإسلامية ؟!إلقاء جثة رجل مسلم تحت سمع وبصر العالم الإسلامي خوفا من ان يتحوّل قبره إلى مزار للإرهابيين !! ألا يعلمون إن أتباع الشيخ بن لادن ومريديه يحرمون زيارة القبور فما بالكم بتحويلها إلى مزار ؟! نزولاً عند رغبة الشعب الفلسطيني بإنهاء الانقسام فاجأ قادة حركتي حماس وفتح العالم بالاتفاق على إنهاء الانقسام الذي دام أربعة أعوام مريرة، جرت خلالها الكثير من المياه الآسنة لتعميق الخلافات ، وخاصة من قبل الكيان الصهيوني المسمى دولة إسرائيل والتي اجتهدت لزيادة الفرقة والشقاق بين "الأخوة الأعداء" الذين جمعتهم وأصلحت ذات بينهم مصر الجديدة ، مصر ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ،، ليزفوا البشرى للشعب الفلسطيني بأن الانقسام قد أصبح من الماضي وأن صفحته قد ، تم طيها ليتخندق الجميع لمواجهة العدو اللدود على قلب رجل واحد ، ان صدقت النوايا لدى الأخوة الأعداء .. كانت فرحة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات لا توصف!! فقد خرج الآلاف كبارا وصغارا ، نساءا ورجالا وأطفالا في غزة وفي الضفة للإحتفال بهذا الحدث الذي انتظروه طويلا .. هذا التطور في التئام الشمل الفلسطيني لم يعجب إسرائيل والولايات المتحدة اللتان بذلتا كل جهدهما لاستمرار الانقسام الفلسطيني !! استقبلته الولايات المتحدة بفتور واضعة شروطا لتعزيز قضية السلام !! وكأن امريكا تحاول الإيحاء بوجود ما يسمى بعملية السلام وبأنها تقوم بإعداد خطط لمفاوضات لا تفضي إلى شيء سوى للمزيد من المفاوضات التي كفر بها الشعب الفلسطيني وقياداته ، فما تفعله امريكا حقيقة هو تقديم سراب يحسبه الظمآن ماءا في ظل استمرار القتل الممنهج ومصادرة الأراضي والاعتقال والعمل على تهجير الفلسطينيين باختلاق أساليب مخالفة لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية .. إن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية لا يستدعي تدخل العدالة الأمريكية لأنه يحدث تحت رعايتها وحمايتها المطلقة .. تستطيع امريكا ان تتدخل في الشأن الفلسطيني وتدلي بدلوها وتحاول أن تفرض رأيها ليقتل الأخ أخاه وتخالف رغبة الشعب الفلسطيني بالمصالحة لكنها لا تستطيع رفع الظلم المستمر منذ مئة عام بحق الفلسطيني الأعزل ولو بكلمة او الصمت حتى في مجلس يقال انه للأمن الدولي !! إن خبر البطة التي أحزنت العالم والذي يتم تكراره بلا كلل أو ملل لتبييض صورة أمريكا في العالم بانها ترعى الحيوان والطير، تنكشف فيه سوأتها في العراق وأفغانستان وفلسطين باستمرار القتل والدمار في تلك الدول وتحت شعار تحقيق العدالة ، ما هو إلا استعمار بوجه جديد .. لن تجدي نفعا صورة اخراج فراخ البطة من الحفرة طالما ان نفس اليد هي من قذفت بجثة رجل مسلم في البحر .. تلك اليد التي تضع علامة توقف في وجه الأخوة لمنعهم من الصلح هي نفس اليد التي تحمي القتلة والمجرمين والتي تمنع عنهم العقاب الذي يستحقونه !! وفي النهاية يجب أن تقطع تلك اليد التي تعرقل حياة البشر وتحاول أن تجعلهم عبيداً لتتسيد العالم بشعارات جوفاء إحداها ... العدالة المفترضة !!. 18 مايو 2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل