المحتوى الرئيسى

طاقة الإبداع الحقيقية في مواجهة «مقدرة خارقة» عند الأغبياء بقلم: بسّام عليّان*

04/17 23:43

طاقة الإبداع الحقيقية في مواجهة «مقدرة خارقة» عند الأغبياء • بسّام عليّان* الإبداع حالة عقلية بشرية تنحو لإيجاد أفكار أو طرق ووسائل غاية في الجدة والتفرد بحيث تشكل إضافة حقيقية لمجموع النتاج الإنساني كما تكون ذات فائدة حقيقية على أرض الواقع إذا كان الموضوع يرتبط بموضوع تطبيقي أو أن يشكل تعبيرا جديدا وأسلوبا جديدا عن حالة ثقافية أو اجتماعية أو ادبية إذا كان الموضوع فلسفيا نقديا أو ان يشكل تعبير ضمن شكل جديد وأسلوب جديد عن العواطف والمشاعر الإنسانية إذا كان الموضوع يتعلق بالنتاج الأدبي وأشكاله. ويمكن تعريفه اجرائيا أو شرطيا بانه إنتاج عقلي جديد ومفيد واصيل ومقبول اجتماعيا ويحل مشكلة ما منطقيا أو بما قبل الشعور. ويعتبر العقل هو الذي يمثل مركز التفكير لدى الإنسان، و العقل هو المصنع الذي يلتقط المواد الخام (من خلال قنوات اتصاله بالعالم الخارجي من بصر وسمع ولمس وشم وتذوق) فيختبرها ويحللها ثم يفرزها ويوزعها على خلايا المخ التخزينية، وإذا كان العقل هو منبع الابتكار والأفكار وهو عنصر هام من عناصر العملية الابداعية في الانجاز. إن من يعمل يخطئ ويصيب ومن لا يعمل لا يخطئ ولا يصيب، لذلك عليك أن تعمل وتسعى إلى ما يسمى بالإبداع قدر المستطاع ،ولا تخشى الوقوع في الخطأ . واعلم أن الإنسان لا يولد مبدعا هكذا، بل هو من يحرك في نفسه هذه الكوامن ،فكل شخص يستطيع أن يبدع ويبتكر. واعلم أنه من الطبيعي جدا ان تستعمل كل حواسك وان تجير كل طاقاتك الايجابية لتفهم ما يدور حولك من أمور، أو مؤامرات؛ أوتصرفات شاذة، انتهاكات للحقوق، اكتشافات، إضافة للتطورات السياسية والاقتصادية والعلمية عامة في هذا الكون؟ أوليس من الضروري أن تستعمل عقلك وتناقش ما توصلت إليه من حقائق مع من حولك لتكتمل لديك الصورة، وبالأحرى ليكتمل لديك نصف الحقيقة الذي حصلت عليه فتحصل على الحقيقة كاملة لترتاح! تطرح الموضوعات والاهتمامات للنقاش أو لمجرد التفكير، لكن سرعان ما تصطدم بنوعين من ردود الفعل، فاما ألا احد يتفاعل مع ما تقول، فهو بعيد كل البعد عن الهم العام عادة - فتتهم بقلة العقل.. وإما أن من يوافقك الرأي لا يملك الجرأة للتعبير فيخاف.. يتراجع وينصحك بالصمت لان ما تفكر به لا يجلب إلا وجع الرأس، أما أنت فتعترض على هذا الموقف الجبان فتوصف بالجسارة بل بالوقاحة، وهكذا تدرك أن نصف الحقيقة الذي حصلت عليه ليس فقط لا يكفي، بل انه يتعبك ويثقل عليك، فيزداد شعورك بالغربة والغرابة في آن معا. تفكر في نفسك لماذا لا أتصرف كما الجميع، لما لا أتقوقع في بوتقتي الخاصة اهتم بشؤوني وابتعد عن الهم العام؟ فعلى ما يبدو لا يستريح في هذه الدنيا إلا الأغبياء واللامبالون! تظن انك وجدت الحل... وان سبيل الراحة بين يديك ولابد وان تصبح لا مباليا ـ أنانيا لكن كيف يتم ذلك؟ لابد لك من التغابي! نعم التغابي.. وهكذا تنفتح لك وأمامك عوالم وموضوعات تناسب هذه الحال الجديدة - موضوعات لم تفكر يوما لا بالأحلام ولا الأوهام أن تكون جزءا من اهتماماتك أو أجندتك الحياتية... فتتخبط بينك وبين ذاتك تتصارع أفكارك ومشاعرك الرافضة لهذه الغربة المؤذية للفكر التي وضعت نفسك فيها.. فتأخذك الغرابة إلى أماكن وحالات يصعب تحملها ويستحيل التعود عليها مهما حاولت... ومهما سخرت قدراتك وطاقاتك! وهكذا تدرك أن هذه الوسيلة غبية، بل مقرفة ليس فقط لأنها ابعد عن نصف الحقيقة الذي أدركته أولا، بل لأنها جرفتك إلى اللاحقيقة واللااصالة وهما أمران لا يمكنك العيش في معزل عنهما مهما كلفك الأمر... فماذا عليك أن تفعل؟ كيف تتصرف وكيف يمكنك التصالح مع نفسك من دون الشعور بالغربة والغرابة؟ من دون ان تفقد الحقيقة من دون أن تخسر الأصالة وأسباب الوجود! لكن على ما يبدو فان عدم الشعور بالغرابة مقرون بشروط لا تقدر على الإيفاء بها، على ما يبدو أن الشعور بالراحة منوط بتنازلات لست مستعدا لتقديمها.. وعليك الاختيار بين حالين.. بين نارين بين واقعين، ورغم كل ذلك تدرك انه لابد من تدخل قوة خارقة قادرة، تتوجه اليها بالطلب قائلا وملخصا حالتك: قدر المستطاع تحاول استعمال ذكائك في الحياة لكن ذلك يحيرك.. إذ لا تحصل إلا على نصف الحقيقة فيشعرك ذلك بالقلق والاضطراب! تقول لنفسك: لا يرتاح إلا الأغبياء في هذه الدنيا! إذن، أفليس من الذكاء أن تخفي ذكاءك متظاهرا بالغباء؟ وهكذا تلجأ إلى التغابي!! لكنك لم تحصل على الهدف المنشود! بل على الجزء الناقص من الحقيقة! وكنت تظن نفسك ستسعد بهذا الجزء، لكن سرعان ما تكتشف انك خسرت بذلك نصف الحقيقة الذي تدرك وتحب!! إذن أفقدك التغابي الحقيقة كلها بشكل آو بآخر وهكذا تتعب أكثر، بل تشقى لان الحياة بلا حقيقة موت للعقل والروح والذات. ورغم إن الإنسان يتعب ويشقى في حياته بقدر معرفته وذكائه إلا انه يشقى أكثر كلما حاول إخفاءهما: فما العمل إذن؟ ماذا على الأذكياء أن يفعلوا ليرتاحوا؟ إذا كان التغابي أسلوبا فاشلا؟ تطلب من القادر أن يمدك ولو بقليل من الغباء الحقيقي...!!! • بسّام عليّان ـ كاتب وباحث فلسطيني/عربي [email protected] www.nice1net.jeeran.com

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل