مواقف
.. والشعب اليمني يطالب الرئيس بأن يرحل بعيدا عن البلاد, التي أرهقها واستنزفها هو وأهله وقبيلته, ولكن الرئيس علي عبد الله صالح وقع في نفس المعضلة: إما هو وإما الشعب, أو أنه هو الشعب, والحقيقة أنه لم يكن الشعب في أي وقت, وإنما هو تسلل إلي السلطة وتربع ثلاثين عاما, وكفاية كده. ولكن الرئيس عليه أن يختار إما هو وإما الشعب, وحتي الآن يري أنه هو الباقي والشعب إلي زوال, والشعب قد نظم خطوطه واقتنع به أفراد الجيش فانضموا إليه, ويوما بعد يوم يتكاثف الناس في ميدان الجامعة الذي يشبه ميدان التحرير, ومظاهرات مليونية مرة ومرتين, لعل علي عبدالله صالح يقتنع أنه آن الأوان لأن يرحل فلم يعد له شعب, أي لم يعد هناك مبرر لوجوده. وسوف يسقط علي صالح والقذافي في وقت واحد, وسقوط رؤساء الدول العربية معا دليل علي أن هذه النظم لا حياة لها ولا حاجة للشعوب لحكم الطغاة في مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا والسودان, لقد أصبح الشرق الأوسط جزيرة تغرق في بحر الظلمات والسبب هو الظلم والقهر ونهب أموال الشعوب والقذافي وعلي صالح يتكلمان لغة واحدة وهي أنه: وإيه يعني أن يموت الشعب كله فداء للرئيس, والشعب يري أن الرئيس بلغ من الندالة والسفالة قدرا يري فيه أنه مركز الكون, وإيه يعني أن يموت شعب اليمن, وشعب ليبيا من أجل الرئيس وأولاده! إن القوي الدولية لن تنتظر حتي يبقي علي صالح وحده ويهلك الشعب, وأن يبقي القذافي من أجل البقاء وهو في الواقع يندب حاله وماله, وسوف يموت القذافي بأيدي الليبيين بمساعدة القوي الدولية ويعيش البترول في اليمن وليبيا. [email protected] المزيد من أعمدة أنيس منصور
Comments