رحيق الحياةصلوا من أجلها
لن أنسي ما حييت، ذلك المشهد العفوي الذي جسد مكنون المصري الحقيقي في وسط ميدان التحرير عندما صنع الشباب المسيحي بأجساده سياجا من الحماية لاخوته المسلمين وهم يؤدون الصلاة، لن أنسي ما حييت، ذلك التلاحم العفوي الذي جعل شباب المسلمين يرددون مع اخوتهم المسيحيين ما يترنمون به، لم يرفع احد طوال ايام الثورة شعارا دينيا، من حاول ان يفعل ذلك وجد من الجميع ما يسكته في الحال، لم نر طوال ايام الثورة وفي ظل الفراغ الامني اعتداء واحدا علي كنيسة أو مسجد، اللجان الشعبية التي تشكلت لحماية الممتلكات العامة والخاصة لم يكن أحد يعرف المسلم فيها من المسيحي، اختفت لغة التمييز والتصنيف وعلت أعلام مصر لكي يستظل بها الجميع، وطفت علي سطح المشهد عبارة " انا مصري". لهذا استغرب ما يجري من احداث مستغربة بين ابناء مصر التي طهرتها الثورة وألبستها ثوب الوطنية والنقاء، من عايش اعظم مشاهد التلاحم الوطني في ميدان التحرير لايمكن ان يصدق ان هناك مسلما من ابناء هذا الوطن من الممكن ان تمتد يده لتدمر كنيسة وتسوِّيتها بالارض، ولا يمكن ان يصدق احد ان هناك مسيحيا من الممكن ان تمتد يده لتعبث بمسجد أو مقدس إسلامي، المصري ياسادة بطبعه مؤمن منذ فجر التاريخ وبيوت الله لها قداسة خاصة في نفسه.لا يمكن ان نصدق ان خروج البعض في جماعات غاضبة للمطالبة بفتح ملف كاميليا شحاتة أو غيرها هو تحرك عفوي في هذه الظروف الحرجة التي لا تحتمل رفاهية الاحتكاك والصدام التي نتج عنها إسالة للدماء . مثل هذه التحركات التي ظهرت فجأة عقب سقوط مقرات امن الدولة بعد حرق وفرم اغلب ملفاتها، تتناقض تماما مع روح التلاحم والمحبة التي ظهرت بين ابناء الوطن في ميدان التحرير، التناقض يكشف عن أياد لها مصلحة مباشرة في خلق هذا المناخ الدموي الفوضوي الذي من الممكن ان يذهب بالجميع إلي مصير مظلم لا يعلم مداه إلا الله. لابد ان يدرك البعض ان اسقاط النظام لا يعني بأي حال من الاحوال اسقاط الدولة، ما جري خلال الايام الماضية مخطط لرفع وتيرة الصدام الاجتماعي، وإعادة الاحتقان الطائفي من جديد، سوف يؤدي كل ذلك في ظل غياب العقل والامن إلي تفكيك مفاصل الدولة، وتدمير الباقي من مؤسساتها، وتخريب اقتصادها ومصادر انتاجها، وتعطيل انتخاب رئيس وبرلمان جديد علي أسس ديموقراطية وانتقال سلمي لسلطة مدنية تكون الكلمة فيها لارادة الشعب، ما سبق هو من ملامح إسقاط الدولة وادخالها في حلقة مفرغة تسرق الفرحة من ثورة 25 يناير، ولهذا يجب ان نصلي جميعا من اجل استعادة المشهد الذي عشناه في ميدان التحرير، من اجل سلام مصر الحبيبة. >> خماسيات : لو فتحت قلب مصري أي مصري. راح تلاقي جوه دمه النيل بيجري. في شرايين جرجس محمد ومحيي.بس الغريبة لسه فينا مين يقول: انت سني وانت شيعي وانت قبطي. عجايب [email protected]
Comments