المحتوى الرئيسى

نحو شرق أوسط جديد بقلم: رامز حسنين

02/15 00:58

بقلم / رامز حسنين يبدو أن اتفاقية سايكس – بيكو التي وقعت عام 1916م بين فرنسا وبريطانيا لم تروق للأمريكان ، هذه الاتفاقية التي قسمت الوطن العربي إلي دول صغيرة تقاسمها الاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني وجعل منها دول صغيرة وهزيلة غير قادرة على الاعتماد على ذاتها ، هذه الاتفاقية أصبحت لا ترضي غرور أمريكيا وبات من الواضح الآن أن أمريكا تريد أن تقول لفرنسا وبريطانيا جاء دورنا في تقسيم اكبر وأكثر فتكاً بالوطن العربي ليصبح دول صغيرة مجزأة أكثر ويسهل السيطرة عليها واضعف ممن هي علية الآن هذه المخططات الأمريكية أصبحت أكثر وضوحاً عندما أعلنت عنها كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة ووصفتها بالفوضى الخلاقة " الهدامة" وأكملها الآن باراك اوباما الرئيس الأمريكي الحالي مع أن رايس من الحزب الجمهوري واوباما من الحزب الديمقراطي لذلك يتضح لنا أن هذه سياسة أمريكية معدودة مسبقاً بغض النظر عن الحزب الحاكم في أمريكيا وقبل أن تقوم أمريكا بأي عمل أو مخطط في المنطقة تعمل على دراسة المدخل الذي تريد الدخول به إلي تلك الدول وتعمل على خطة مناسبة تستطيع أن يتفاعل معها الشعوب العربية فمثلاً تستخدم في مصر شعار محاربة الفساد المالي والحريات وفي تونس الحريات والديمقراطية وفي فلسطين خيانة القضية والدين وفي اليمن الحضارة والبادية أو تقدميين ومتخلفين وفي لبنان والسودان شعارات طائفية ومذهبية ، تسلطها أمريكا من خلال بعض الفضائيات المحسوبة على الاستخبارات الأمريكية والبريطانية . أخر المخططات الأمريكية كان في جمهورية مصر العربية والتي أسقطت نظام الرئيس مبارك بذريعة الحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد . الرئيس مبارك بقى وطنياً حريص على مصر حتى أخر لحظة في حكمة عندما شعر أن الهجمة التي تقودها أمريكا ضده قوية ولن تهدأ وان هناك قراراً أمريكيا مسبوقاً فسلم الجيش المصري صلاحيات رئيس الجمهورية في خطوة جريئة للحفاظ على مصر من أيدي الطامعين فيها وهذه الخطوة لم تعجب الرئيس الأمريكي اوباما عندما قال " نبارك خطوة تنحي الرئيس ولكن ليست هذه الخطوة المطلوبة قاصداً تسليم الجيش المصري صلاحيات الرئيس وهذا ما اكدة محمد البرادعي عندما طالب ولا يزال مجلس رئاسي مدني من اجل خلط الأوراق في مصر ودخولها في فوضي عارمة تتم من خلالها تقسيم مصر إلي دول طائفية وقبلية وكل هذه المخططات تتم من دون تدخل عسكري أمريكي في المنطقة بل من خلال رجال أمريكا في المنطقة كما حدث في السودان من خلال تقسيمه إلي جنوب وشمال ولاحقاً دولة دارفور وكما حدث بفلسطين غزة والضفة ولاحقا لبنان ودولة سنية وشيعية وربما مسيحية ، أتذكر هنا كتاب شمعون بيرس رئيس الكيان الصهيوني حالياً " الشرق الأوسط الجديد" عندما طالب بتغير جذري في المنطقة وتغير اسم جامعة الدول العربية إلي جامعة دول الشرق الأوسط تكون إسرائيل عضواً فيها وفي ذلك الوقت دهشنا لما يقول ولكن الآن لا نستبعد هذا بل أكثر من ذلك بكثير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل