عقار «التميمى» ليس الأول.. مسلسل انهيار بيوت «كرموز» القديمة عرض مستمر | المصري اليوم

مع انهيار عقار «التميمى» فى منطقة كرموز، والذى أسفر عن إصابة شخص وتحطم سيارتين، فيما تدخلت العناية الإلهية لإنقاذ 7 أسر تمكنت من مغادرة العقار قبل انهياره بلحظات، عادت أزمة انهيار العقارات القديمة بالثغر من جديد، فلم يكن عقار مسجد التميمى هو الأول فى مسلسل انهيار عقارات هذه المنطقة التى تصدرت المشهد فى الانهيارات هذا العام.

رئيس حي غرب الإسكندرية: عقار كرموز المنهار صادر له قرار هدم لم ينفذ

انتشال مصاب من تحت أنقاض عقار كرموز المنهار في الإسكندرية (صور)

مأهول بالسكان.. انهيار عقار قديم بمنطقة كرموز بـ الإسكندرية

رفع أنقاض العقار المنهار

وكشفت المهندسة سحر شعبان، رئيس حى غرب الإسكندرية، أن عقار كرموز المنهار مكون من طابق أرضى وآخر علوى مأهول بالسكان، وصادر له قرار إزالة حتى سطح الأرض منذ عام 2012، لم يُنفذ، مضيفة أن السكان أنقذوا اثنين من تحت الأنقاض دون إصابات، وأن الحادث لم يسفر عن أى قتلى، فيما تم نقل المصاب إلى المستشفى لتلقى العلاج.

رفع أنقاض العقار المنهار

«المصرى اليوم» رصدت أهم حالات العقارات المنهارة بمنطقة كرموز غرب الإسكندرية، والتى خلف بعضها ضحايا تحت الأنقاض، وكانت أبرزها الكارثة التى طالت عدة عقارات، فى سبتمبر من العام الماضى، إذ انهار عقار خالٍ من السكان مكون من 5 طوابق صادر له قرار هدم، ورغم عدم وجود خسائر فى الأرواح، تسبب العقار المنهار فى ميل شديد لعقار آخر مكون من أرضى و9 طوابق علوية، وعلى الفور أخلت قوات الحماية المدنية بالإسكندرية العقار المائل ونحو 11 منزلًا وعقارًا آخر فى محيطه من جميع الاتجاهات من السكان حفاظًا على سلامتهم تمهيدًا لتحديد مصيره وهدمه.

ووفقًا للتحقيقات التى أجرتها الجهات المعنية، تبين من الفحص أن العقار المنهار خالٍ من السكان مكون من 4 طوابق أرضى وصادر له قرار هدم منذ 7 سنوات، لم يُنفذ، وانهيار العقار حتى سطح الأرض دون وقوع إصابات أو وفيات.

وكشفت المعاينة أن انهيار العقار تسبب فى ميل شديد لعقار مجاور له مكون من أرضى و9 طوابق بصورة خطيرة، ما يمثل خطورة داهمة على جميع العقارات فى محيطه.

وتوصلت تحقيقات النيابة العامة إلى أن العقار المائل مبنى دون ترخيص، وصادر له قرار هدم حتى سطح الأرض، وتقطنه 5 أسر فقط، جرى إنزالهم بواسطة قوات الحماية المدنية على الفور.

وأصدر الحى قرارًا إداريًّا بالإخلاء المؤقت والعاجل لـ11 عقارًا بمحيط العقارين المنهار والمائل، لحين هدم العقار المائل، وذلك حفاظًا على سلامة المواطنين والمارة. وتحرر محضر بالواقعة بقسم شرطة كرموز، وباشرت النيابة العامة التحقيق. فيما قدمت مديرية التضامن الاجتماعى الدعم والبطاطين والوجبات للمتضررين.

ثم توالى بعد ذلك مسلسل انهيارات العقارات القديمة، سواء كليًّا أو جزئيًّا، بمنطقة كرموز التى تُعد من أقدم أحياء الإسكندرية. فيما كان عدم تنفيذ قرارات إزالة أو هدم صادرة بشأن هذه العقارات هو كلمة السر والقاسم المشترك فى معظمها.

وحذر الخبراء من خطورة وضع العقارات القديمة الآيلة للسقوط بالإسكندرية، وأن المشكلة معقدة وشائكة، والتعامل معها لابد أن يكون بحكمة وروية، ولاسيما أن الإسكندرية تتميز بتاريخ حافل من مسلسل انهيار العقارات العتيقة.

وأرجع الدكتور التونى محمود التونى، أستاذ الخرسانة فى كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، رئيس لجنة المنشآت الآيلة للسقوط فى حى شرق، سبب مشكلة العقارات الآيلة للسقوط والمتهالكة إلى عدم تنفيذ القرارات الصادرة بشأنها، مشيرًا إلى أن لجان العقارات الآيلة للسقوط فى الأحياء تفحص قرارات إزالة وترميم صادرة منذ عام 2000 بمعنى مرور حوالى 25 سنة، ولم يتم تنفيذها.

وأوضح «التونى» أن السبب الرئيسى فى انهيار العقارات القديمة يرجع إلى أن معظم المواطنين يفتقدون ثقافة الترميم والصيانة لهذه العقارات، ما يؤثر على حالتها الإنشائية، خاصة أن طقس الإسكندرية وموقعها الجغرافى على البحر المتوسط له أثر كبير فى الإضرار بالمبانى الإنشائية، بفعل عوامل الرطوبة التى تؤثر على مواد البناء.

وأكد «التونى» أن الحل يتمثل فى التركيز على العقارات التى تُصنف تحت بند «درء خطورة» أو خطورة داهمة من المبنى، وبالتالى لابد من إزالتها على الفور باعتبارها أمرًا مستعجلًا، حيث تتم الإزالة وتوفير بدائل آدمية للسكان.

وثمّن «التونى» دور الدولة فى إطلاق مبادرة «حياة كريمة» ونقل سكان العشوائيات، وتوفير مساكن لائقة بديلة لهم، مثل مشروعات بشاير الخير وغيرها.

وقال الدكتور التونى إن مشكلة عدم تنفيذ قرارات الترميم الصادرة بشأن المبانى المتهالكة تتمثل فى ارتفاع تكلفة الترميم والصيانة، وهو ما يكون فوق مستوى قدرات السكان، ولاسيما أن معظم العقارات تقع فى مناطق عشوائية وشعبية، مقترحًا أن يتم منح قروض ميسرة للسكان مخصصة للترميم يتم تحصيلها بأقساط بسيطة وتسهيل إجراءات تراخيص البناء.