المحتوى الرئيسى

أمجاد على أعتاب القدس (2).. إجنادين: أول معركة فاصلة بين المسلمين والروم

03/28 12:13

ظلت القدس لقرون طويلة درة تاج بلدان المسلمين لتشهد ساحاتها وأكنافها المباركة ملاحم عظيمة سطرتها أيدي الأبطال بدمائهم دفاعا عن مسرى الرسول الكريم وأولي القبلتين ضد الغزاة الطامعين بدءا من قتل الروم ومرورا بكسر الحملات الصليبية تباعا وصد غزوات المغول البربرية، وانتهاء بقتال الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين المباركة.

وتسرد "الشروق"، وقائع معركة إجنادين بين المسلمين والروم على أرض الخليل الفلسطينية، والتي ورد ذكرها بكتاب فتح الشام لأبو إسماعيل الواقدي.

• خطة رومية لاستئصال جيش المسلمين

غضب هرقل قيصر الروم لسماعه بنجاح فتح أول مدينة شامية على يد المسلمين وهي بصرة الشام ليرسل جيشا عظيما من 100 ألف لقتال المسلمين في فلسطين، وكان عدد المتواجدين بفلسطين 700 بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه.

وكتب عمرو بن العاص للجيوش الإسلامية الـ3 المتفرقة بالشام لنجدته فحضر إليه الجيوش بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد.

• أرض المعركة

وجمع الروم قواتهم في إجنادين بالخليل، وذلك لكونها تطل على الطرق للقدس ودمشق وساحل البحر.

وحضر المسلمون وتخطى عددهم الـ30 ألف بقليل ما يعادل ثلث عدد الجيش الرومي، واستعدوا للقتال بداية جماد الأولى 13 للهجرة.

• صحابي أرعب الروم

لاحظ الروم اقتراب طليعة جيش المسلمين للاستطلاع، فلاقاهم عدد من فرسان الروم، وكانوا أكثر عددا؛ ليخرج الصحابي ضرار بن الأزور لإشغال الفرسان الروم بعيدا عن المسلمين ليقتل وحده 19 من فرسان الروم ما ألقى الرعب بقلوبهم.

وأطلق الروم على ضرار رضي الله عنه بعد هذه الوقعة لقب الشيطان عاري الصدر لشدة قتاله ولتخليه عن الدروع والخوذة أثناء القتال.

• المساومة الفاشلة

اصطف الجيشان صباح الخامس من جماد فخرج أحد كبار قساوسة الروم، ونادي خالد بن الوليد قائد المسلمين فعرض عليه أن يعطي كل من المسلمين ثوب وعمامة ودينار ولخالد 100 دينار و100 ثوب فكان رد سيف الله المسلول بأن المسلمين ستصير لهم جميع ثياب ودنانير الروم بعد الفتح، ورفض المساومة المتعجرفة من قس الروم.

• اشتعال الحرب

أمر خالد بن الوليد المسلمين بالصبر حتى حلول الظهر اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما الروم فرشقوا المسلمين بوابل من السلام وأغاروا علي الميمنة مرة والميسرة مرة أمام صمود من المسلمين.

أخطأ الروم بكثرة هجماتهم بالميمنة والميسرة وترك القلب مكشوف.

قرر خالد ابن الوليد بدئ الهجوم مع الظهر وقاد الهجوم ضرار ابن الأزور رضي الله عنه.

قتل ضرار في تلك الهجمة بنفسه 30 من فرسان وجنود الروم ما أغضب قائدهم وردان، وكان ضرار قد قتل ابنه همذان في حرب سابقة فهم القائد، وردان بمبارزة ضرار بنفسه.

وعرض بطريرك ووالي مدينة طبرية علي وردان أن يبارز، بدلا منه مقابل أن يزوجه ابنته فخرج لضرار ولكن ضرار قتله بطعنة في كبده.

وزاد غضب وردان فأرسل البطريرك حاكم عمان الأردنية لمبارزة ضرار ومعه 10 من الفرسان.

وقرر خالد ابن الوليد التدخل ليهجم بـ10 فرسان والذين ألحقوا خسائر بالروم وأما ضرار فقد قفز عن جواده وتصارع علي الأرض مع بطريرك عمان حتى قتله.

واستغل المسلمون الفوضي التي وقعت بين جنود الروم وسقوط معنوياتهم بعد مقتل 2 من كبار البطريركية فهاجموا بكل قوتهم حتي غروب الشمس ما أوقع ٣٠٠٠ قتلي من الروم بينهم ١٠ من الملوك والبطريركية.

• حيلة وردان أمام حيلة خالد

قرر وردان قائد الروم اللجوء للحيلة فأرسل رسول من نصارى العرب يعرض علي خالد القدوم للمفاوضات وأعد وردان كمين من 10 فرسان لاغتيال خالد.

وخاف الرسول العربي من انتصار المسلمين يوما فاستغل الفرصة، وأبلغ خالد ابن الوليد بنية وردان الغادرة ليرسل خالد ضرار ابن الأزور لموقع الكمين لمباغتة الفرسان.

وتمكن ضرار و10 من فرسان المسلمين مباغتة الجنود الروم في موقع الكمين، وكانوا نائمين فقتلوهم.

• هزيمة ساحقة للروم

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل