وزيرة المياه المغربية السابقة: التغيرات المناخية المؤثر الرئيسي على التنمية الزراعية

أكدت المهندسة شارفات افيلال وزيرة المياه السابقة في المغرب، والخبيرة في شئون المياه أن أزمة التغيرات المناخية وتأثيراتها المباشرة على المياه السبب الرئيسي في التأثير على التنمية الزراعية، وخاصة في أفريقيا.

جاء ذلك في جلسة اليوم حول "التغيرات المناخية" ، على هامش فعاليات أسبوع القاهرة الثاني للمياه الذي يعقد في الفترة من 20 إلى 24 أكتوبر الجاري تحت عنوان "الاستجابة لندرة المياه " .

وقالت افيلال إن نقص وجود المياه ، فضلا عن جودتها من الأسباب الرئيسية التي يمكن أن تسبب عدم تحقيق أهداف التنمية المستدامة .. مشيرة إلى أن المجتمع الدولي بذل جهودا كبيرة لحل أزمة التغيرات المناخية والقضايا المرتبطة بها .

وأشارت خبيرة المياه إلى ندرة المياه في أفريقيا ، فهناك 30 مليون شخص يعانون من نقص المياه والطاقة، كما أن هناك تدهورا في نوعية المياه، فضلا عن التأثير الاقتصادي وتعطيل تنمية الدول، وخصوصا النامية منها .. مؤكدة أن التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الثروة السمكية، حيث تقوم بتغيير النظام البيئي.

وأوضحت أن أزمة التغيرات المناخية بدأت بالمياه وستنتهي بالمياه، حيث إن ٩٠ في المائية من التغيرات مرتبطة بالمناخ مثل التصحر والجفاف.

من جانبه، أكد الدكتور هيك كين خبير المياه بهولندا ضرورة اتخاذ إجراءات لاستغلال مياه الأمطار .. موضحا أن الأمم المتحدة واتفاقية باريس أشارتا إلى فقد ١.٥ في المائة من مياه الأمطار سنويا، وهذه ظاهرة سيئة.

وقال كين إنه يجب على العلماء الاهتمام بهذه الظاهرة بالتخطيط والتعدد والتنوع في الاستفادة من المياه .. لافتا إلى أن التقارير تفيد بأن الوضع سيئ وهناك مخاطر كثيرة تحيط بنا، وهناك معاناة في الفلبين وكاليفورنيا ولابد من بذل جهود خلال ال ٢٠٠ سنة القادمة لحماية أنفسنا والتكيف مع هذه التغيرات ولا نرغب أن نكون جزءا من هذه الكارثة.

وأضاف "نحن لدينا دلتا في مصر معرضة للغرق، فالتأثير على الزراعة في الدلتا قادم، لذلك نحن نعاني من القحط بسبب الفيضانات".

وأشار خبير المياه الهولندي إلى أن هناك مناطق كارثية في أمريكا وهولندا أيضا، أما في أفريقيا فهناك كارثة تتمثل في الفيضانات والمخاطر المائية .. مؤكدا ضرورة وجود إصلاحات حول العالم وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

وتابع "إننا نستطيع أن نوفر إمكانيات أفضل للمستقبل، وعلينا أن نفعل الكثير مثل السياسيين، وهناك احتياج إلى التعاون لمواجهة التغيرات المناخية، ونحن ننفق الكثير دون النظر للمشاكل والأزمات التي سوف تحدث في المستقبل، فيجب مواجهة التحديات لأهمية توفير جودة مياه وصحة جسدية للأفراد ولابد من توفير المياه لكل أنحاء العالم ودراسة مدي تأثير المياه علي الاقتصاد، بجانب تناول الموضوع على المدى البعيد.

وأوضح أنه لابد من وجود خطط ومشاركة من الجميع مثل المعاهد البحثية، كما يجب حل المشكلة تدريجيا عن طريق زيادة مهارات الأفراد واتخاذ الإجراءات الخاصة بإنفاق المليارات لتوفير بيئة صحية.

وأشار إلى أن هذه المخططات ليست محدودة فنحن بحاجه إلى هذه المشروعات وجمع البرامج بالاقمار الاصطناعية، والتعاون مع منظمة الأغذية لتوفير المعلومات، وعمل مشروعات صناعية، والتدريب على فهم المياه آثار الفيضانات والجفاف.

في سياق آخر، قال الفنان التشكيلي أحمد عبدالجواد، صاحب فكرة "ملتقى سلسبيل النيل"، إن مشاركة تشكيليو مصر في "أسبوع القاهرة للمياه"، يأتي انطلاقا من دورهم في تعريف العالم بحضارة مصر العظيمة، وأن المصريين لا يحترمون فقط ماء النيل، ولكنهم ورثوا تقديس النيل من أجدادنا القدماء.

جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات النسخة السادسة من ملتقى "سلسبيل النيل"، والذي يقام على هامش فعاليات "أسبوع القاهرة الثاني للمياه"، والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الفترة ٢٠-٢٤ أكتوبر الحالي.

وقال التشكيلي أحمد عبد الجواد إن الدكتور رجب عبدالعظيم وكيل أول وزارة الري، افتتح فعاليات الملتقى .. مشيرا إلى أن الفن المصري بصفة عامة وسلسبيل النيل على وجه الخصوص يعد أحد قوى مصر الناعمة، التي تترجم أن الالتفاف الوطني على جميع الأصعدة وفي الاتجاهات كافة لهو واجب وطني تجاه قضايانا المصيرية، والتي يأتي على رأسها حاليا قضية المياه ونهر النيل وريد حياتنا ومتنفسنا للحياة

وأشار إلى أنه في ضوء ذلك كان لزاما على فناني مصر التشكيليين الاصطفاف مع قوى الشعب المصري، كل في موقعه لنبلور موقف قوي وصلب تجاه قضية المياه، كأحد الذين عاشوا وتربوا على ضفاف النهر الخالد مثل كل المصريين.

وقال عبدالجواد إن هذا الاهتمام ليس وليد اللحظة، بل وضعت لبنته الأولى بإقامة ملتقى سلسبيل النيل الدولي للثقافة والفنون على أرض الذهب والجمال أرض الشمس "أسوان" تحت رعاية وزارة الموارد المائية والري، وتم إهداء كل أعمال الملتقى لمتحف النيل في أسوان.