المحتوى الرئيسى

خبير ألماني لـDW: أستبعد أن تكون إيران وراء هجوم السعودية

09/18 16:56

أدت هجمات على معمل معالجة النفط في بقيق التابع لمجموعة أرامكو العملاقة وحقل خريص النفطي بخفض إنتاج السعودية بمقدار النصف ورفعت درجة التوتر في المنطقة إلى حالة غير مسبوقةDW . وقفت على قراءة الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز للهجمات والواقفين وراءها وتداعياتها ورد الرياض عليها:

DW: هل بمقدور المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران القيام بمثل ذلك الهجوم الذي استهدف منشأتي النفط السعوديتين؟

ميشائيل لودرز: بادئ ذي بدء، لا نعرف حتى الآن من يقف وراء الهجمات. تبنى المتمردون الحوثيون المسؤولية. سيكون هذا الهجوم الأول من نوعه بالطائرات المسيرة الذي يقوم به الحوثيون على الأرض السعودية. بيد أن الحوثيين كرروا في الماضي هجماتهم بالصواريخ على السعودية.

الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز

الدعم الإيراني للحوثيين هو بالدرجة الأولى بـ 80 إلى 90 مستشاراً عسكرياً وبميليشيا حزب الله اللبناني، الذين يعلّمون ميلشيا الحوثيين على كيفية تجهيز صواريخ من عتاد الجيش اليمني بحيث تصيب أهدافها بشكل دقيق. الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في الماضي كانت إما أمريكية أو روسية من مخزونات الجيش اليمني.

حتى الآن لم تسلم إيران مثل تلك الأسلحة للحوثيين. مثل ذلك الأمر كان سيكون صعباً جداً نظراً للحصار على الموانئ اليمنية.

هل الحوثيون قادرون، إذا، على تنفيذ مثل ذلك الهجوم؟ المسافة بعيدة بين اليمن والمنشأتين النفطيتين وتتجاوز الألف كيلومتراً.

هناك نظرية أخرى انتشرت على بالدرجة الأولى على قناة الجزيرة (الفضائية القطرية): "الحشد الشعبي" الشيعي نفذ تلك الهجمات من جنوب العراق. على الأقل للنظرية بعض المعقولية، وبالأحرى كرد على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المواقع الموالية لإيران في سوريا والعراق في الأسابيع الماضية.

DW: ألا يضر ذلك الهجوم بالسياسة الخارجية الإيرانية؛ خاصة بعد ظهور بوادر تقارب مثل لقاء محتمل بين ترامب وروحاني والمبادرة الفرنسية لرفع الصادرات النفطية الإيرانية؟

ميشائيل لودرز: أضرّ الهجوم على المنشآت النفطية السعودية بإيران كثيراً. لذا ليس من المرجح جداً أن تقف القيادة الإيرانية وراء الهجوم، كما ادعى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. بعد إقالة مستشار الأمن القومي جون بولتن الذي كان مؤيداً بشدة لشن حرب على إيران، كان سيكون من غير الحكمة أن تقدم القيادة الإيرانية على مثل هذا الاستفزاز.

ومن غير المرجح جداً أن تكون إيران على علاقة مباشرة بهذا الهجوم. أرى أن ذلك خاطئاً، لكن من الواضح أن الوضع الأمني ازداد تصعيدياً بفعل الهجوم. وأعلن الرئيس روحاني أن لقاء الرئيس الأمريكي ترامب على هامش اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك غير وارد.

بالطبع الهجوم يشكل إحراجاً كبيراً بالنسبة للسعودية؛ إذ أنها أهم مشتر للسلاح الأمريكي، فهي تشتري 10 بالمائة من صادرات السلاح الأمريكي. وبعشر طائرات مسيرة فقط سهلة التصنيع أو الشراء- من الحوثيين أو من غيرهم- يتم إصابة قلب صناعة النفط السعودية. هذا الأمر إحراج للسعودية وترسانتها من السلاح التي لم تفلح في صد الهجمات بالطائرات المسيرة.

DW: هل طعن الحوثيون، وبشكل واعٍ، إيران في الظهر؟

ميشائيل لودرز: لا أتصور ذلك. لا نعرف بالضبط ما يدور في رأس الحوثيين. إنهم مقاتلون مؤدلجون جداً على درجة عالية من التصميم، لا يخضعون بأي طريقة لسيطرة طهران. ربما نفذوا هذا الهجوم كما يقولون. وفي هذه الحالة لم يسدوا معروفاً لإيران؛ إذ أن الإيرانيين الآن هم من يقفوا في قفص الاتهام لا الحوثيون. وهذا له تبعات خطيرة على الأمن والسلام في المنطقة.

DW: كيف سيكون رد الرياض حسب اعتقادك؟

ميشائيل لودرز:  من المثير للاهتمام جداً أن السعودية لم تحمل إيران مسؤولية الهجوم. السلطات في الرياض متحفظة جداً وعلى الأرجح تتشاور الآن مع الأمريكيين في كيفية الرد. وأستبعد أن يخطر على بال السعوديين الهجوم على إيران، بيد أنه ستكون هناك بالتأكيد إجراءات عقابية من نوع ما.

الأمريكيون يعرفون أيضاً بالطبع أنهم إذا نفذوا هجوماً انتقامياً على طهران ستندلع حرب لا يعرف نتيجتها في المنطقة. كل ذلك سيكون في الميزان.

سيكون هناك رد أمريكي، بحيث لا تخذل واشنطن حليفتها الرياض. غير أن السعوديين يعرفون أيضاً أنه إذا اندلعت الحرب مع الإيرانيين لن تحترق فقط المنشأتين النفطيتين تلك فقط بل على الأرجح معظم المنشآت النفطية السعودية. وهذا ما تخشاه القيادة السعودية.

أجرت المقابلة: شبانام فون هاين

قطعت السعودية الاحد 3 يناير/كانون الثاني 2016 علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على الهجوم على بعثاتها الديبلوماسية فيها وعلى الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإقدام الرياض على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وليست هذه هي الأزمة الدبلوماسية الأولى بين البلدين.

شهدت سنة 1943، أول أزمة دبلوماسية بين البلدين إثر إعدام السعودية لأحد الحجاج الإيرانين بعد إدانته بتهمة إلقاء القاذورات على الكعبة وغيرها من التهم الأخرى. وبعد هذا الحادث قطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944، لتعود بعد عامين من جديد.

توترت العلاقات بين السعودية وإيران في يوليو تموز عام 1987 عندما لقي 402 حاجا مصرعهم ومن بينهم 275 حاجا إيرانيا، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية.

خرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وهو ما دفع الملك فهد بن عبد العزيز الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل نيسان عام 1988.

اعيدت العلاقات بين البلدين عام 1991 بعد لقاء بين الملك عبد الله بن عبدالعزيزآل سعود بالرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني في العاصمة السنغالية داكار في ديسمبر 1990 خلال مؤتمر القمة الإسلامي السادس، ثم فتحت سفارتيهما في الرياض وطهران في مارس 1992.

زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي(يمين الصورة) السعودية عام 1999بعد عامين من توليه منصبه، خلفا للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للمملكة منذ قيام الثورة عام 1979. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في أبريل نيسان عام 2001.

هنأ الملك فهد الرئيس الايراني محمد خاتمي لفوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الاصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979.

أبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير كانون الثاني عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة للصراع بين للجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول العراق وعلى البرنامج النووي الايراني. بعدها وتحديدا في شهر آذار/ مارس من نفس العام قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للرياض لتهدئة الأوضاع بين البلدين.

منذ عام 2012 أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. هذا فيما اتهمت طهران الرياض بدعم الارهاب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل