المحتوى الرئيسى

عبدالرحيم علي: الربيع العربي كان فرصة لوصول الإرهاب للسلطة

08/24 12:12

كشف الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو"، استراتيجية التنظيمات الإرهابية للانتشار في دول العالم خلال الوقت الراهن، التي تعتمد على المناطق الرخوة واستغلال الثغرات الأمنية.

جاء ذلك خلال الندوة، التي يعقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، على هامش انعقاد قمة الدول الصناعية السبع، في منتجع "بياريتز"، بإقليم الباسك جنوب غربي فرنسا.

وأضاف "علي"، أن الإرهابيين يستغلون فقدان أي دولة لسيطرتها الأمنية على منطقة ما ووجود فوضى سياسية وأمنية في تلك المنطقة، للتمركز فيها واعتبارها نقطة انطلاق للتخطيط لعملياتها الإرهابية، مستشهدا بالعراق وليبيا.

وتابع: "للأسف الشديد، عندما بدأ ما أسماه البعض بـ ثورات الربيع العربي، وتحمس الأوروبيون له، وقلنا لهم آنذاك إن المقصود من هذا الربيع هو صناعة مناطق واسعة تعج بالفوضى لتصبح بيئة صالحة لنمو الجماعات الإرهابية، وسيطرة الإسلاميين على السلطة بما يعطي قوة وزخم لأفكار الكراهية والتمييز العنصري".

واستطرد: "طلبنا منهم أن يتريثوا قليلا في الحكم على تلك الظاهرة ودعمها إلا أنهم كانوا متشبعين برؤية بعض الكتاب الغربيين، الذين كانوا يعتبرون القوى المسيطرة على الربيع العربي آنذاك مناضلون من أجل الحرية، وبالفعل ظهر تنظيم داعش كنتيجة طبيعية لذلك الربيع العربي وتوغل في المنطقة العربية، واستهدف بعد ذلك عدد كبير من المدن الأوروبية، وكبدها خسائر فادحة".

قال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو"، إن قضية التعاون والتنسيق والحوار الدائم والمتصل بين الدول الصناعية السبع وبين دول أفريقيا بل وآسيا حول القضايا والمشكلات المشتركة وفي مقدمتها كيفية مواجهة الإرهاب، أمر بات ضروريا .

وأضاف "علي": "الارهابيون وممولوهم استفادوا كثيرا من التناقضات السياسية والخلافات الأيدولوجية بين المحاور الدولية العالمية والاقليمية، فى عالمنا المعاصر".

واستشهد "علي" بما عانى منه الوطن العربي من انتشار العمليات الإرهابية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي والتى كانت تطال أجهزة الأمن والمنشآت السياحية والمواطنين الأقباط في مصر، في الوقت الذي كانت بعض البلدان الأوروبية كبريطانيا يعتبرون هؤلاء الإرهابيين مناضلين من أجل الحرية وفي أقل التوصيفات "معارضة مسلحة"، يفتح لهم مجال اللجوء السياسي وتقام لهم المؤتمرات وتعقد من اجلهم جلسات الاستماع في المجالس النيابية المنتخبة، ومجلس العموم البريطاني مثال صارخ على ذلك، كما تجرى معهم الحوارات الصحفية والتليفزيونية ليقدموا وجهات نظرهم الخاصة بتكفير الحكومات والمختلفين عنهم دينيا أو عقائديا".

وأضاف: "إلى الآن، للأسف الشديد، مازالت بعض الوسائط الإعلامية الكبرى، مثل قناة BBC، تطلق على الإرهابيين الذين ينفذون عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة المصرية في سيناء مصطلح (المسلحون) في تغطيتها الصحفية للأحداث، بينما لو قام إرهابي واحد بطعن مواطن بريطاني فى لندن بسكين، أو قاد سيارة لدهس مجموعة من البريطانيين يطلقون علية مسمى  الإرهابي)، في تناقض واضح تستغله الجماعات الارهابية بشكل ملحوظ.

وأردف: "على الجانب الآخر من الصورة، يدعو البعض إلى قمع المرأة واشاعة مناخ الكراهية ضد الآخر المختلف دينيا ويدعو الى استهجان واحتقار الفنون والموسيقى وتحريمها باعتبارها تتعارض مع معتقداته الدينية، وهي كلها اولويات وضعتها قمة الدول السبع لمناقشة كيفية مكافحتها، كما انها تعتبر ضمن جرائم الكراهية والتمييز العنصري في كل اوروبا، وبالرغم من ذلك نجد كتابا كبار فى كبريات الصحف الاوروبية، يعتبرون قادة التنظيم الدولي للاخوان والتنظيم نفسه، الذى يؤمن بمجمل تلك الافكار العنصرية، مناضلين من اجل الحرية، وتفتح لهم ابواب البرلمانات والمراكز الحقوقية ليعرضوا بضاعتهم تلك أمامها".

وطالب "علي" بنبذ التناقضات السياسية، قائلا "توحيد المفاهيم في هذا الاطار، بات ضرورة بين دول أوروبا القوية والبلاد الأفريقية حتى نمنع الارهابيين ودعاة الافكار العنصرية وناشري الكراهية من الاستفادة من تلك التناقضات"، منتقدا الخطاب الإعلامي الغربي في مسألة حقوق الإنسان وقصرها على حقوق دون أخرى.

وعن مؤتمر قمة ادلول الصناعية الكبرى، قال علي: "نجتمع اليوم بمقر مركز دراسات الشرق الأوسط بالعاصمة الفرنسية باريس على هامش مؤتمر قمة الدول الصناعية السبع الذي يبدأ أعماله اليوم في "بياريتز" ويستمر حتى الإثنين المقبل، ويشارك فيه بجانب قادة الدول السبع عدد من قادة الدول الذين يؤمنون بذات القيم التي تؤمن بها أوروبا مثل الديمقراطية والحرية وضرورة التعاون الدولي في مجال مكافحة الارهاب والتمييز العنصري.

وأضاف "علي": ينعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار مكافحة "أوجه انعدام المساواة باعتبارها مسألة تتعلق بالعدالة"، وحددت فرنسا باعتبارها رئيس المجموعة في هذه الدورة 5 أولويات رئيسية مطروحة للمناقشة وهي:

١- مكافحة أوجه انعدام المساواة في المصير، من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين والانتفاع بالتعليم وبالخدمات الصحية الجيدة.

٢- تقليص أوجه انعدام المساواة البيئية من خلال حماية كوكب الأرض بفضل التمويل المخصص للأنشطة المناخية والانتقال البيئي المنصف الذي يركّز على صون التنوّع البيولوجي.

٣- اغتنام الفرص التي يتيحها المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي على نحو أخلاقي محوره الانسان.

٤- العمل من أجل إحلال السلام ومكافحة التهديدات الأمنية والإرهابية التي تزعزع أسس مجتمعاتنا.

٥- تجديد الشراكة مع القارة الأفريقية على نحو يتّسم بقدر أكبر من الإنصاف.

أكد الكاتب الصحفي أن التعاون الدولي، وليس فقط الاوروبي- الأفريقي لمكافحة ظاهرة الارهاب وتمويله بات ضرورة قصوى في تلك المرحلة من تاريخ البشرية، محددا 3 خطوات مهمة لمكافحة الإرهاب ؛ وهي:

١- تعزيز التعاون الاستخباراتي في مجال تبادل المعلومات.

٢- وتعزيز التعاون الأمني والعسكري فى مجال مطاردة العناصر الإرهابية وافقادها الملاجئ الآمنة التي تستخدمها عادة في إعادة الهيكلة والانطلاق مرة أخرى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل