المحتوى الرئيسى

على كرسي متحرك.. طالب لجوء لبناني يعلّم البريطانيين فنون الطبخ

08/20 08:24

"حسنًا، سنبدأ بتقطيع البصل، ثم الجزر، ثم نضيف 500 غرام من العدس وثلاثة لترات من الماء (...) لا ليس هكذا! ينبغي أن تقوم بالتقطيع هكذا!" هذا ما يقوله أحمد، وهو يمسك بسكين بمهارة بينما ترتسم ابتسامه على وجهه. يقوم أحمد بتدريس الطبخ اللبناني لمجموعة مكونة من حوالي 13 شخصًا في شرق لندن، في أمسية دافئة في شهر يوليو/تموز.

تم تكليف بعض المشاركين بصنع شوربة عدس متبلة بالكمون والكركم، بينما ينشغل آخرون بتحضير الأرز وتقطيع البقدونس والبندورة من أجل التبولة. الحديث مع أحمد ممتع فهو يشرح لماذا يجب القيام بالأشياء بطريقة معينة، وبينما يتحدث عن المطبخ اللبناني يسرد بعض تفاصيل حياته الشخصية، بينما يتبادل الجميع أطراف الحديث ويضحكون أثناء انشغالهم بتحضير الطعام.

ينتقل أحمد برشاقة بين أماكن الطهي على كرسيه المتحرك مثل قائد أوركسترا، فهو ينظم العمل ويزود المشاركين بالمعلومات ويحافظ على معنوياتهم عالية. وقد لا يدرك المرء للوهلة الأولى المعاناة التي مر بها أحمد، ومع ذلك، فإن شعاره في الحياة: "لا أستسلم أبدًا" و "لا يوجد شيء لا أستطيع فعله".

اندماج من خلال تعليم الطهي

تشرف على دروس الطهي هذه جمعية "مايغريت فول" الخيرية، والتي تهدف إلى مساعدة اللاجئين والمهاجرين على إيجاد موطئ قدم لهم في المجتمع الجديد، فطالبو اللجوء غير قادرين على العمل قبل الموافقة على طلبهم.

العشاء على الطاولة بعد أن تم تحضيره بإشراف أحمد

وقد تم تأسيس الجمعية عام 2017 من قبل جيس تومبسون، بهدف "دعم اللاجئين والمهاجرين والاحتفاء بهم في رحلتهم إلى الاندماج من خلال مساعدتهم على إعطاء دروس للطهي"، كما تقول الجمعية.

وأحمد ليس سوى واحد من مجموعة من الطهاة المسجلين لدى الجمعية. وعلى الرغم من إمكانياته، فإنه لا يستطيع العمل حتى يتم منحه حق اللجوء. تقول رندة، وهي إحدى العاملات في الجمعية، إن أحمد "معوز"، فهو يعيش على خمسة جنيهات في اليوم. ولا يسمح له كطالب لجوء بتلقي أموال مقابل دروس الطبخ التي يقدمها. ورغم ذلك فإن الجمعية تعطيه فرصة "ليكون جزءاً من عائلة ويشعر بأنه إنسان مفيد".

أكمل أحمد دراسته الجامعية في لبنان، كما عمل هناك مسعفاً ومحللاً للبيانات. ورغم أنه ودود في التعامل مع المجموعة، إلا أنه يبدو أكثر تحفظاً عندما يُطلب منه أن يروي قصته لشخص قابله للتو. لكن أحمد روى  قصته مطولاً في حديث نشر موقع الجمعية في حزيران/يونيو الماضي، وقال: "كنت أحب حياتي في لبنان".

يتحدث أحمد العربية والإنجليزية والفرنسية بطلاقة، ودرس في المدارس الأمريكية في بيروت. كما تطوع للعمل مع الصليب الأحمر في بيروت. وكان تطوعه بعد وفاة والدته عندما كان في السادسة عشر من العمر. يشعر أحمد أنه يتحمل المسؤولية عن ذلك، فهو الذي كان يقدم الدواء لأمه، التي كانت تعاني من مرض في القلب، كل مساء. إلا أنه لم يقم بذلك في إحدى المرات ظناً منه ان خالته كانت ترعاها، ويقول في المدونة: "لن أغفر لنفسي أبداً"، يوضح على الموقع، قبل أن يضيف أن "كل شيء في الحياة يحدث لسبب ما، حتى ولو لم يكن هذا السبب واضحاً في البداية".

في إحدى الليالي، عندما كان في الرابعة والعشرين من العمر، أطلق عليه رجل النار أمام حاجز على الطريق أثناء أحداث 7 أيار في لبنان، والتي شهدت أعمال عنف واسعة نتيجة صراع بين فصائل شيعية وسنية عام 2008. يقول أحمد: "عندما قمت بشد الشعر على فخذي، لم أكن أشعر به، عندها أدركت أن إطلاق النار أصابني بالشلل".

سعى لاجئ سوري للعمل حلاقا في ألمانيا منذ قدومه إليها وتمكن من الحصول على عمل في صالون للحلاقة ببراندنبورغ، وكان نموذجاً للاندماج الناجح، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ هاجم رئيسته بسكين ما استدعى نقلها إلى المستشفى. (03.07.2017)

قبل عام تم نقل نحو 20 مهاجراً من بين 630 تم إنقاذهم من البحر المتوسط بواسطة السفينة اكواريوس إلى البرتغال. انتهى المطاف بهؤلاء جميعاً في بلدة فونداو الصغيرة التي نجحت في دمج هؤلاء في المجتمع وسوق العمل. (11.08.2019)

كشف استطلاع ألماني حديث عن زيادة عدد اللاجئين الذين يقومون بالتدريب المهني في الشركات الألمانية. ومازال "الموضوع الأساسي" في الحصول على فرصة تدريب هو إتقان اللغة. (15.08.2019)

ورغم أنه عرّف عن نفسه وقتها أنه متطوع لدى الصليب الأحمر، كما يروي في الموقع، تم إطلاق النار عليه، حيث أن لقبه هو أحد ألقاب العوائل المعروفة بدعم الحكومة السنية في لبنان، كما يقول. وبعد ذلك بثماني سنوات تعرض لرصاصة أخرى من قبل أشخاص على دراجة نارية. وبناء على نصيحة من أجهزة الأمن الحكومية، على حد تعبيره، فرّ من البلاد.

وعندما وصل إلى المملكة المتحدة قبل ثلاث سنوات، شعر أحمد بالأمان لأنه كان "بعيداً عن الخطر". ورغم أنه كان يعتقد أن البريطانيين "عدوانيون" في البداية، إلا أنه وجد أن هذه الفكرة "خاطئة تماماً"، كما يقول، ويضيف: "أنهم متواضعون ويحبون مساعدة الآخرين".

"في انتظار أن تعيش حياتك"

ومنذ وصول أحمد إلى بريطانيا وهو يحاول إقناع السلطات بقصته. ورغم صعوبة الحصول على اللجوء، إلا أن حماسه لم يتراجع، فيقول: "في الواقع يمكنني تفهم ما يفعلونه، إذ أن لديهم الآلاف من المهاجرين كل عام"، ويتابع: "المشكلة هي أن الناس الطيبين يخسرون بسبب الأشخاص السيئين، فالسلطات تعتقد أن جميع قصص طالبي اللجوء مجرد قصص ملفقة وهذا هو الشيء المؤسف".

ويتحدث أحمد عن الجانب السلبي من حياة طالبي اللجوء أثناء فترة الانتظار فيقول: "طلب اللجوء يجعلك تشعر كما لو كنت لست إنساناً، فلا يمكنك فعل شيء، ولا يمكنك العمل، ولا يوجد لديك حساب بنكي"، ويضيف: "وضعك غير مستقر، فلا تعرف أبداً متى سيتم نقلك إلى منزل آخر. يكون المرء في حلقة مفرغة وينتظر أن يعيش حياته".

ويعتقد طالب اللجوء اللبناني أن عدم منحه اللجوء حتى الآن "سخيف"، ويوضح: "أعطيتهم كل ما طلبوه مني، وكان لدي دليل قوي ولا يزال".

وما يقض مضجع أحمد بشكل خاص هو عدم السماح له بالعمل، ويشرح: "عدم القدرة على العمل هو أمر مرهق جداً، فعندما تستيقظ في الصباح دون أن تفعل شيئاً فإن ذلك يسبب الإحباط، وقد يصل ذلك إلى الانهيار العصبي في مرحلة ما". ولذلك يحاول أحمد أن يبقي نفسه مشغولاً من خلال الانضمام إلى العديد من الجمعيات والقيام بأنشطة مختلفة.

وعلى الرغم من الصعوبات التي اعترضته في البداية، إلا أنه الآن جزء من لجان الترحيب المحلية بطالبي اللجوء، ومتطوع في جمعية "مايغريت فول" والصليب الأحمر البريطاني، بالإضافة إلى لعب كرة السلة على الكراسي المتحركة في الدوري البريطاني. وبسبب ذلك فقد طُلب منه أن يصبح عضواً في الفريق الأولمبي للاجئين، الذي يمثل بريطانيا. ومن المقرر أن يكون أول معسكر تدريبي للفريق الشهر الجاري في ألمانيا. ورغم أنه سعيد بذلك، إلا أنه لا يعرف فيما إذا كان سيستطيع الالتحاق بزملائه في الفريق إذا لم يتم قبول طلب لجوئه.

انضم أحمد إلى جمعية "مايغريت فول" في أيلول/سبتمبر عام 2018، ويقول وهو مبتسم: "أنا الآن جزء من الفريق وجزء من العائلة".

هذا الصيف تقام الدروس التي يقدمها بانتظام في لندن، كما يمثل الجمعية في مهرجان الموسيقى العالمي. وقد كان الدعم المعنوي الذي قدمته الجمعية لأحمد ضرورياً له، كما يقول. فقد ساعدته على إيجاد محام آخر بعد أن أغلق مركز الاستشارات القانونية الذي كان يرعى طلب لجوئه.

ويتحول الأشخاص الذين يحضرون دروس الطهي إلى مساعدين لطالبي اللجوء، حيث يساعدونهم في الإجراءات القانونية. يقول أحمد: "أنهم مثل عائلة". وهذا ما يجعل أحمد مصمماً على المواصلة، ويتابع: "أنا لا أكذب ولا أقول إلا الحقيقة. آمل أن يصدقوا في النهاية".

وعند سؤاله عن خططه المستقبلية، يوضح أحمد أنه تقدم بطلب لدراسة الماجستير في الاستراتيجيات وريادة الأعمال والابتكار، وهو يأمل أن يحصل على منحة ليبدأ بالدراسة. ويضيف أحمد: "في غضون عام أتمنى أن أكمل دراستي للحصول على شهادة الماجستير وأن أحصل على اللجوء".

ويهدف أحمد إلى العمل لدى شركة تجارية عالمية، ويقول: "عملت لمدة 15 عاماً في هذه المجال في لبنان وأعرف كل شيء عن المبيعات، من الألف إلى الياء".

ويؤكد أحمد على ضرورة أن تعيد السلطات البريطانية النظر في ملفات اللجوء الفردية، ويوضح: "يتم وضع الجميع في سلة واحدة". ويقول بهدوء: "أنا متأكد من أنني سأكون ذو فائدة كبيرة للملكة المتحدة".

وبالعودة إلى نشاطه في تعليم فنون الطبخ، يشير أحمد إلى أن نشاطه مع جمعية "مايغريت فول" يساعده في التمسك بالأمل، ويقول: "أشعر أنني أنسان أساهم في المجتمع، وهذا أمر مهم بالتأكيد".

بحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.

وتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".

في نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.

في شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.

كانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.

في فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.

بين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.

مدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل