المحتوى الرئيسى

الأجيال الأربعة للحرب.. من الحشود البشرية للمخططات «الشيطانية» (صور وفيديو) | المصري اليوم

11/07 19:18

الجيل الرابع للحرب.. مصطلح تردد كثيرًا في الاونه الاخيره في سياق تحذيرات توجه للشعب المصري حول ما يحيق بالبلاد من مخاطر وتهديدات، وما تواجهه من تحديات.

المصطلح لم يرد علي لسان ساسه واعلاميين فقط، خاصه فيما بعد 30 يونيو، بل ذكره رأس الدولة نفسه في مناسبات مختلفه، لم تقتصر علي لقائه مع الاعلاميين، اغسطس الماضي، الذي قال فيه «ان مصر تتعرض للجيل الرابع من الحروب»، مشيرًا باصابع الاتهام في تنفيذ مخططات هذه الحرب الي «قنوات ومواقع الكترونيه جديده».

في ذلك الوقت، حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من ان هذه المخططات «الشيطانيه» لا تستهدف نظام الحكم، بل تدمير وطن ودوله، من خلال هذا النوع من الحروب غير التقليديه.

تجدد حديث السيسي عن الجيل الرابع للحروب، الاثنين الماضي، اثناء حضوره المناوره العسكريه «بدر»، واعتبر غايته «كسر اراده مؤسسات الدوله، خاصه الجيش والشرطه والقضاء والاعلام»، في تحذير متكرر يعكس اهميه وربما «خطوره» هذا الجيل، لدرجه ان خصص العقيد اركان حرب احمد محمد علي، المتحدث العسكري السابق، في مارس الماضي، محاضره لشرحه في المركز الثقافي القبطي.

والجيل الرابع للحروب، بحسب محللين وخبراء عسكريين امريكيين هو ما يوظف في اطاره الشبكات، الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه والعسكريه، فيما يمثل طمسًا لخط فاصل بين الحرب والسياسه، والصراع والسلام، والجنود والمدنيين، وساحات المعارك والمناطق الامنه، والهدف هو السيطره علي اراده العدو، وافشاله واقناعه بان اهدافه الاستراتيجيه غير قابله للتحقق.

وعلي مدار التاريخ وقبل الوصول للجيل الرابع، تطورت الحروب في اجيال 3 اخري، كان اولها معتمدًا علي حشد الرجال، وثانيها علي تاثير السلاح وقوته كمًا وكيفًا، اما ثالثها فاستند الي الحيل والمناورات، وذلك بحسب شرح عسكريين واكاديميين لتلك الاجيال.

- امتد من عام 1648 الي 1860، وكان متمثلاً في حروب الخطط والخطوط الحربيه والتكتيكات المعتمده علي حشود بشريه، حيث كانت المعارك رسميه في ساحات وجبهات محدده، وكانت اهميتها تنبع من انها خلقت ثقافه عسكريه، بحسب المحلل العسكري الامريكي ويليام ليند.

- يقول «ليند» انه في ظل هذا الجيل، كان كل شئ يهدف لتعزيز الثقافه النظاميه، لذا فان كل ما يفرّق بين العسكري والمدني مثل «الزي الرسمي، والتحيه، وتراتبيه المناصب داخل المؤسسه العسكريه»، ليس الا نتاج للجيل الاول من الحروب، الذي كانت ساحته في الغالب هي الصحراء، الي ان بدات ملامح اندثاره من منتصف القرن التاسع عشر.

- تمثلت مشكله هذا الجيل من الحروب، بمرور الاعوام، في تنامي التناقض بين الثقافه العسكريه واختلاف حدود واماكن ساحات وطبيعه المعارك، للحد الذي اصبحت معه فكره النظاميه غير ملائمه لعصر تطلبت مقتضياته ظهور الجيل الثاني من الحروب.

- وتعد الحروب النابليونيه التي اندلعت في الاعوام من 1789 الي 1799، وحروب الثلاثين عامًا بين فرنسا واسبانيا، فيما بين القرنين 17 و18، وحرب السبع سنوات في الهند في الاعوام من 1756 الي 1764، من اهم الامثله علي حروب هذا الجيل.

الجيل الثاني.. «المدفعيه تنتصر، والمشاه تحتل»

- ظهر كحل للتناقض بين تعزيز الجيل الاول للحروب لثقافه النظاميه، وبين اختلاف اسلوب المعارك وحدود ساحاتها، بحسب «ليند».

- تطورت حروب هذا الجيل علي يد الجيش الفرنسي، بدءً من عام 1914، الحرب العالمية الاولى، وكانت ترتكن الي استخدام القوه المكثفه الشامله للاسلحه، واغلبها كانت نيران المدفعيه غير المباشره.

- كان الهدف منها هو استنزاف قوه الخصم بالسلاح، وهو ما لخصه الفرنسيون بعباره «المدفعيه تنتصر، والمشاه تحتل»، في اشاره الي ان الاسلحه تقوم بالمهام القتاليه لتحتل بعدها القوات بلاد الخصم بسهوله وهو اسلوب اتبعته القوات الامريكيه في حرب أفغانستان.

- كانت الاسلحه خاضعه لتحكم مركزي ذو تراتبيه زمنيه، حيث توضع خطط وتصدر اوامر محدده للاسلحه المختلفه «المشاه، والمدفعيه، والدبابات»، في معركه منظمه ومتراتبه يكون فيها القائد العسكري اشبه بـ«قائد اوركسترا» تمثلها مختلف الاسلحه.

- في هذا الجيل كانت طاعه القياده اهم من المبادرات الفرديه، التي لم تكن مطلوبه من الاساس، لانها قد تخرّب الخطط الحربيه.

- علي الرغم من انها ليست الاحدث، الا ان ابناء هذا العصر يعرفون حروب الجيل الثاني بعد ان تعلمها الجيش الامريكي من نظيره الفرنسي خلال الحرب العالميه الاولي وما بعدها، واصبحت اسلوبًا تتبعه الولايات المتحده في حروبها الاخيره، وان حل الطيران محل المدفعيه كاحد اهم الاسلحه الحربيه، وبخلاف ذلك التطور الذي يفرضه اختلاف العصور، وعلي الرغم من العقيده الرسميه لمشاه البحريه الامريكيه المستنده للمناورات «حرب الجيل الثالث»، لم يختلف نمط الجيش الامريكي فيما يخص هذا الجيل عن الفرنسي.

- تعد الحرب العالميه الاولي «1914- 1918» هي نقطه انطلاق هذا الجيل من الحروب علي يد الفرنسيين، فيما تعتبر حربي افغانستان والعراق في الالفيه الجديده، احدث الامثله عليها.

الجيل الثالث.. «التف، ناور، ثم دمر»

- هو احد نتائج الحرب العالمية الثانية، وتطور علي يد الجيش الالماني ويٌعرَف باسم «حرب المناورات».

- ولا يعتمد الجيل الثالث من الحروب علي استخدام السلاح واستنزاف قوه العدو، بل علي عناصر السرعه والمفاجاه والتفكير، ومرونه التحركات.

- ترفع معارك هذا الجيل شعار «المناوره والتدمير»، ففي الهجوم علي العدو، يسعي الجيش للوصول الي مؤخره جيش العدو ليهاجمه من الخلف للامام وليس بالتعامل وجهًا لوجه، اما في الدفاع فيحاول الجيش الذي يتبع مدرسه الجيل الثالث استدراج خصمه، مما يعني ان هذا الجيل ليس جيل خطوط المواجهه الصريحه.

- في ظل هذا الجيل، وعلي العكس من «الثاني»، اصبحت المبادره اهم من الطاعه، لدرجه ان جزء من تدريب صغار الضباط الالمان في القرن الـ19 كان يتمثل في وضعهم في مواجهه مشكلات لا يمكن حلها الا بعصيان الاوامر، التي كانت اداه لتحديد النتيجه المطلوب تحقيقها فقط، وليس الطريقه التي تتحقق.

- يعود الفضل لحروب الجيل الثالث، في ان تصبح «اللامركزيه، والمبادره» خصائص لحروب الجيل الرابع، فيما بعد.

- تعد الحرب العالميه الثانيه احد الامثله الواضحه علي حروب الجيل الثالث.

الجيل الرابع.. «لا صراع، لا سلام»

- ظهر مصطلح الجيل الرابع للحروب عام 1980، كاحد محاولات التفكير خارج الصندوق، لكن سبب انتشاره كان حرب العراق والهجمات التي تشنها الجماعات المتطرفه في مختلف ارجاء العالم، بحسب الكاتب والمحلل العسكري انتوليو ج. اتشيفاريا، الذي يشير الي اعاده طرح نظريه وجود تلك الحرب بعد هجمات 11 سبتمبر وما اتبعها من مواجهات مع كيانات «غير نظاميه».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل