المحتوى الرئيسى

آخر حوار لـ "صوفي ولودي أندراوس"سيدتى قصر الأقصر المقتولتين

01/07 17:33

الشقيقتان: دافعنا عن مقتنياتنا الاثريه ولم نتزوج خشيه ضياع الثروه

عثرت الاجهزه الامنيه بمحافظة الأقصر، ظهر اليوم الاثنين، علي جثتي ابنتي توفيق باشا اندراوس، عضو مجلس الامه بعد ثوره 1919، مقتولتين في حجرتين منفصلتين داخل قصرهما الكائن علي شاطئ النيل بجوار معبد الأقصر.

تلقي اللواء احمد ضيف صقر، مدير امن الاقصر، اخطارًا بالواقعه من العميد رفعت خضر، مدير المباحث الجنائيه، بالعثور علي جثتي كل من لودي "79 سنة"، وصوفي "82 سنه" ابنتي توفيق باشا اندراوس، العضو الوفدي السابق بمجلس الامه المصري، مقتولتين داخل قصرهما، بعد كسر الباب الرئيسي للقصر.

انتقلت الاجهزه المباحث الجنائيه والأمن العام وقوات من الامن المركزي، حيث تم تطويق القصر وتنظيم حركه المرور علي طريق الكورنيش، وتم تشكيل فريق بحث برئاسه العميد زكريا عباس، رئيس اداره البحث الجنائي، وانتقل المعمل الجنائي لرفع البصمات واخطار النيابه التي امرت باشراف المستشار محمد فهمي، المحامي العام لنيابات الاقصر، بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثتين ومعرفه اسباب الوفاه.   وقد كان لموقع "الاقباط متحدون" الفرصه لاجراء اول واخر حوار صحفي مع صوفي ولودي اندراوس باشا اللتين تجاوزتا الثمانين وكانتا مشهورتين بثرائهما الفاحش، حيث يمتلكان معظم اراضي مدينة الأقصر، ورفضتا الزواج من اجل الحفاظ علي اموالهما من الورثه وكان والدهما هو توفيق اندراوس، احد اخلص رجالات الحركه الوطنيه ونائب الاقصر لثلاث دورات، ولم تنتخب الاقصر نائبًا غيره حتي وفاته وكان عضوًا بحزب الوفد عندما نفت السلطات سعد باشا زغلول ورفاقه.

وهذا هو نص الحوار الذي اجراه الاستاذ نصر القوصي:

"هو حلم لاي مصري ان يدخل هذا القصر المهيب المطل علي نهر النيل بالاقصر مباشره ليري التحف الاثريه الموجوده بداخله والتي يسمع عنها من ابائه واجداده، فالقصر نوافذه وابوابه مغلقه معظم الوقت وساكنيه من النادر رؤيتهم.

ظلت حاله الانبهار تلازمني وانا اري الرسومات الموجوده علي سقف المنزل وكلمه "اهلاً وسهلاً بالجالسين هنا" المنقوشه علي قطعه من الاثاث وكلمه "شرفتمونا يا سادتي"، فلم امتلك نفسي واستاذنت من انسات القصر ان التقط صوره او صورتين لمحتوياته فوجدتني وبدون ان اشعر التقط عشرات الصور.

كل شيء في القصر جذاب ومبهر فلم اشعر بنفسي الا واحدي انسات القصر تسالني "هل سوف تستغرق الوقت المحدد لنا معك في التصوير فقط؟"، فاعتذرت لها واخبرتها بان المكان رائع جدًا وجلست علي ما يشبه الإنتريه بصاله القصر فاخبرتني الابنه الكبري لتوفيق اندراوس باشا بان قطعه الانتريه التي اجلس عليها جلس عليها زعيم الامه سعد باشا زغلول، فظللت جالسًا طيله الوقت اتامل كيف كان الزعيم جالسًا وكيف انا الان جالسًا ثم بدات معهم حوارًا، حيث اكدت الانسه جميله انها البنت الكبري لتوفيق باشا اندراوس ولديها ثلاث شقيقات اخريات احداهن توفت اما الاخ الوحيد جميل اندراوس توفي ايضًا والموجودات حاليًا بالقصر اختها الوسطي الانسه صوفي والصغري لودي.

واخبرت الانسه جميله بانه من المفترض ان تتم ازاله هذا القصر لانه موجود داخل معبد الاقصر، فوجدتها ترد علي قائله بان ارض معبد الاقصر نفسه ملكنا، اما الانسه لودي كان ردها اكثر قوه حينما سمعت كلمه إلازاله، مؤكده انه "لا يستطيع احد مهما كان ان يقترب من منزل والدي نهائيًا، فقد حاول اللواء سلمي سليم، رئيس المجلس الأعلى الاسبق لمدينه الاقصر، ان يزيل سلالم القصر فوقفنا امامه وكنا نجلس وننام يوميا علي هذه السلالم لحمايتها الي ان تراجع عن موقفه"، وقالت انهم يحافظون علي قصر والدهم لانه يحتوي علي مقتنيات اثريه ضخمه بجانب انه تراث انساني في حد ذاته يجب المحافظه عليها، فقد استقبل هذا القصر سعد باشا زغلول والزعيم مصطفى النحاس باشا وكان الناس يسمونه بيت الامه في الاقصر. وعن سبب اغلاق نوافذ القصر بصفه مستمره لدرجه ان الجميع يعتقد ان القصر لا يوجد به احد، اخبرتنا الانسه جميله ان السبب في ذلك بعض المتطفلين الذين يحرموننا من الجلوس وفتح شبابيك القصر للاستمتاع بهواء النيل.

اما عن توفيق باشا اندراوس، فاكدت كتب التاريخ انه واحد من اخلص رجالات الحركه الوطنيه ونائب الاقصر لثلاث دورات ولم تنتخب الاقصر نائبا غيره حتي وافته المنيه وهو يعد للمؤتمر الوطني في السادس من يناير 1935.

هذا المسيحي الثائر الذي انتخبته الاغلبيه المسلمه نائبًا لها في البرلمان ثلاث دورات ولو عاش ما انتخبوا غيره لم يكن في حاجه للمال، فوالده اندراوس باشا بشاره من اثري اثرياء مصر، لكن هذا الثراء لم يكسب اسرته انانيه وتكبرًا بل سخاءً وعطاءً وخيريه، فقام والده بوقف مائه فدان لخدمه مساجد وكنائس الاقصر مناصفه واوقف عشره افدنه لخدمه المدرسه الصناعيه لانه كان يؤمن بان الصناعه والحرف تشكل المستقبل لشباب الاقصر.

ثم قام ببناء مدرسه الاقباط التي مازالت قائمه، وبني مسجد المقشقش ومسجد المدامود وجمعية الشبان المسلمين والعديد من المشروعات الخيريه.

وتصدر توفيق اندراوس صفوف الثوره ووهب لها عمره، وحاول القصر الملكي ان يثنيه وعرض عليه أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي، وكان زميل له في جامعه اكسفورد، رغبه الملك فؤاد في تعيينه سفيرًا في لندن علي ان يترك سعد زغلول فكان رده الرفض بشده.

وعندما نفت السلطات سعد ورفاقه علم ان ام المصريين صفيه هانم زغلول تشكو من نضوب خزينه الوفد، فما كان من توفيق اندراوس الا ان باع سبعمائه فدان ووضع ثمنها تحت تصرف ام المصريين للصرف علي الحركه الوطنيه.

وفي رحله سعد زغلول النيليه الي الصعيد، استقبله توفيق اندراوس علي راس اهالي الاقصر وما حولها، رغم كل محاولات بدر الدين بك، مدير الامن العام ايامها، وكان في عنفوان قوته وجبروته، ولم يهب توفيق اندراوس قوات بدر الدين واسلحته التي حاولت الحيلوله دون رسو باخره سعد باشا في الاقصر بحجه دواعي الامن، فتصدي لهم توفيق باشا اندراوس واستقبل سعد بمنزله وكان اجتماعًا تاريخيًا مشهودًا للوطنيه في الصعيد في سنه 1921، ودوت الجماهير بهتافها المدوي "يحيا سعد"، وهتف سعد زغلول "بل يحيا توفيق اندراوس".

نرشح لك

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل