دعاء دخول المنزل المأثور عن النبي

دعاء دخول المنزل

يذكر المسلم ربه في كل حين، ويدعوه ويسأله يد العون في جميع أمور حياته، مهما صغُرت، ومنها دعاء دخول المنزل الذي نذكره بالتفصيل في هذا الموضوع.
فلم يترك لنا القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أمرًا مهما صغر إلا بيّنته وأوضحت ثوابه..
والرسول -صلى الله عليه وسلم- خير أسوة نسير على نهجها، فقد أمرنا الله أن نقتدي بنبيه وحذر الله تعالى من مخالفة سنته، فقال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً).
ومن سنن النبي الكريم، دعاء دخول المنزل .

اتباعًا لأمر الله (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

فضل دعاء دخول المنزل

عن أبي أمامة أن رسول الله قال: ثلاثةٌ كلُّهم ضامنٌ على اللهِ عزَّ وجلَّ: رجلٌ خرج غازيًا في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ
فهو ضامنٌ على الله حتى يتوفَّاه فيدخلُه الجنَّةَ بما نال من أجرٍ أو غنيمةٍ
ورجلٌ راح إلى المسجدِ ، فهو ضامنٌ على اللهِ حتى يتوفَّاه فيدخلُه الجنَّةَ أو يرُدّه بما نال من أجرٍ أو غنيمةٍ
ورجلٌ دخل بيتَه بسلامٍ ، فهو ضامنٌ على اللهِ عزَّ وجلَّ”.
ومعنى ضامن على الله تعالى: أي صاحب ضمان، والضمان هو الرعاية للشيء
لذا فإن معناه أنه في رعاية الله عز وجل.

دعاء دخول المنزل من السنة النبوية

يستحب أن يقول المسلم إذا دخل منزله: (بسم الله)
وأن يكثر من ذكر الله تعالى ، وأن يسلم سواء كان في البيت آدمي أو لم يكن.

فقد روى أبو داود من طريق شُرَيْح بن عبيد عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
“إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ ، وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ
بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ”.

وروى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
“إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ
وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ
قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ”

كما روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
“يَا بُنَيَّ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ”.

دعاء دخول المنزل

دعاء دخول المنزل الجديد

يُستحب لمن سكن منزلاً جديداً أن يقول عند نزوله: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
وذلك لما رواه مسلم عن خولة بنت حكيم رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
” من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك”.
وهذا يشمل من نزل منزلاً ينوي الرحيل منه كالمسافر المُقيم بالمنزل بضع أيام
أو من دخل منزلاً ليقيم فيه، سواء أكان ملكًا له أم لا.

كما يستحب أن يقول: (اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا)
 لما صح في ذلك من الحديث الشريف.
إلا أن هذا الدعاء لا يختص بالنزول لأول مرة، بل يقوله المرء كلما أراد دخول بيته بعد غيبة
وينبغي له أن يتلو شيئاً من القرآن خصوصاً سورة البقرة لطرد الشياطين وتحصين البيت منهم
ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة”.
ولا فرق بين أن يكون المحل مملوكاً أو مستأجراً.

آداب دخول المنزل

ينظر الإسلام للمنزل باعتباره مكانًا يأوي إليه الناس ليجدوا فيه الراحة والأمن والطمأنينة
ومن ثم فقد شرع للدخول والخروج منه آدابا يتحقق معها كل ذلك. ومن تلك الآداب:

  • إلقاء السلام:

    وذلك لأن السلام هو تحية أهل الجنة، قال تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ)
    بل سمى الله تعالى الجنة دار السلام، لما في السلام من الراحة والطمأنينة، حيث إن السلام
    يحمل في طياته كل الخير وإلا لما كان جزاء أهل الجنة
    قال تعالى: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
    لذا كان من الآداب لمن يدخل بيته أن يسلم، حتى لو لم يكن في البيت غيره
    قال الله تعالى: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً).
    وكيفية السلام أن يقول: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ويجاب عليه بـ (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)
    كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    “هذا جبريل يقرأ عليكم السلام قالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته”.

  •  ذكر الله تعالى:

    ذكر الله ذكر الله نعمة كبرى، والذاكر في معيّة الله وحفظه، لذا ينبغي لمن يدخل البيت أن يسمي الله تعالى، لأن الشيطان لا بقاء له مع اسم الله تعالى.

    وفي الحديث عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
    “إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه
    قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، فإذا دخل ولم يذكر الله
    قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء”.

  • شكر نعمة المسكن:

    النعم واجبها الشكر ، ولذلك يعلمنا النبي- صلى الل عليه وسلم- أن نشكر نعمة السكن
    ففي صحيح مسلم عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ:
    “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَطْعَمَنَا ، وَسَقَانَا ، وَكَفَانَا ، وَآوَانَا ، فَكَمْ مِمَّنْ لاَ كَافِيَ لَهُ وَلاَ مُئْوِىَ ” 
    أي: لا موطن له ، ولا مسكن يأوي إليه ويسكن إياه.

  • التريّث واللطف عند دخول المنزل:

    روي في صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً يَتَخَوَّنُهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ
    وشرح النووي رحمه الله معنى يَتَخَوَّنُهُمْ: أي يظن خيانتهم، ويكشف أستارهم، ويكشف هل خانوا أم لا
    قال ابن القيم رحمه الله في كتابه ( زاد المعاد ) لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِيَفْجَأَ أَهْلَهُ بَغْتَةً،
    يَتَخَوّنُهُمْ ؛ وَلَكِنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِهِ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُمْ بِدُخُولِهِ ؛ وَكَانَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ
    وَكَانَ إذَا دَخَلَ بَدَأَ بِالسّؤَالِ ، أَوْ سَأَلَ عَنْهُمْ ؛ وَرُبَّمَا قَالَ: ” هَلْ عِنْدَكُمْ مَنْ غَدَاء؟ ”
    وَرُبَّمَا سَكَتَ حَتّى يُحْضَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ مَا تَيَسّرَ.

مواضيع قد تعجبك