آداب بعد دعاء الصباح : وقت أذكارِ الصباح بعد صلاة الصُبح إلى ما قبل طلوع الشمس ، و أذكارِ المساء من بعد صلاة العصر إلى المغرب ، و قيل : يمتد وقتها من المغرب إلى ثُلث الليل أو نصفهُ .
آداب بعد دعاء الصباح :
إذا فرغ العبد من اذكار الصباح الموظة استُحِبَّ له أن يشرع في الأذكار والأدعية المُطلقة , وأفضلها على الإطلاق قرأة القرآن الكريم , ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، و التهليل ، و الاستغفار ، و التسبيح ، و التحميد ، و التكبير ، و الحوقلة ، و غيرها ، فإذا قام عن مجلسه
ختم الذكر بكفارة المجلس :
سبحان الله و بحمدِه ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنتَ ، أستغفِرُك ، و أتوب إليك .
من آداب الصباح و المساء :
-
الأول :
أن يستحضر أن الله سبحانه و تعالى يستعتبه ، ويمد في أجله عسى أن يتوب إليه ، ويقبل عليه ،
و لهذا المعنى كان صلى الله عليه وسلم ، إذا اسيقظ من نومه حمد الله على أن
(( رَدَّ عليه رُوحه ، و عافاه في جسده ، و أَذِن له بذكره )) ، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” ليس أحدٌ أفضلَ عند الله من مؤمنٍ يُعَمَّر في الإِسلام ، لتسبيحه ، وتكبيره ، وتهليله ” .
و قال ابن مسعود رضي الله عنه لجاريته حين أخبرته بطلوع الشمس :
” الحمد لله الذي وَهَبَ لنا هذا اليوم ، وأقالنا فيه عثراتنا , ولم يعذبنا بالنار ”
من آداب بعد دعاء الصباح أيضاً ( اذكار الصباح و المساء ):
-
الثاني :
أن يلزم الاستغفار ، و يجدد التوبة من جميع الذنوب بالكف عنها ، و الندم عليها ، و العزم الأكيد على عدم معاودتها ، وأداء الحقوق إلى أصحابها .
قال رجل لحاتم الأصم : (( ما تشتهي؟ )) .
قال: (( أشتهي عافية يوم إلى الليل )) .
فقال له: (( أليست الأيام كلها عافية؟ )) .
قال: (( إن عافية يومي أن لا أعصي الله فيه )) .
-
الثالث :
أن يكون من أصحاب هَمِّ الآخرة ، قال صلى الله عليه وسلم :
” من كانت همَّه الآخرةُ , جمع له شملَه , وجعل غناه في قلبه ، و أتته الدنيا راغمةً ،
و من كانت همَّه الدنيا ، فرَّق اللهعليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كَتَبَ الله له ” .
وذلك يقتضي أن يجتهد في تعمير وقته ، وشغل قلبه بكل ما يرضي الله من صالح الأعمال .
-
الرابع :
أن يعزم على كف شره عن الناس , ويطهر قلبه من الغل لأَيٍّ من المسلمين ،
قال الصحابي _ الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم ، بأنه من أهل الجنة
_ لعبد الله ابن عمرو لما أقام معه ثلاثاً كي يرقب عبادته ، فاستقلها ،
و سأله عما يكون قد بلغ به هذه المنزلة ، فقال رضي الله عنه :
” ما هو إلا ما رأيتَ ، غير أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غِشًّا ، ولا حسداً على خير أعطاه الله إياه ”
-
الخامس :
أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان , تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك , فإن استقمتَ استقمنا , وإن اعوججتَ اعوججنا ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : (( أكثر خطايا ابن آدم لسانه)) .