هل غسل الجمعة واجب وما ثوابه؟

هل غسل الجمعة واجب؟

هل غسل الجمعة واجب؟ هل يكفي الوضوء عن الغسل؟ وما وقت غسل الجمعة، وما فضله؟
تجيب لكم “تريندات” في هذا المقال عن كل هذه التساؤلات بالدليل من القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة.

هل غسل الجمعة واجب؟

  • يعد غسل الجمعة من السنن المستحبة، تبعًا لما اتفقت عليه المذاهب الأربعة،
    الحنفية، والمالكية، والحنابلة، والشافعية.
  • ونستدل على ذلك بما جاء في القرآن الكريم، قال تعالى:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجُمُعة: 9].
    وقد فسر العلماء “أن سياقَ الآية يُشير إشارةً خفيَّة إلى عدمِ وجوبِ الغُسل;وذلك لأنَّه لم يَذكُر نوعُ طهارةٍ
    عندَ السَّعي بعدَ الأذان، ومعلومٌ أنَّه لا بدَّ من طُهرٍ لها، فيكون إحالةً على الآية الثانية العامَّة في كلِّ الصلواتِ: 
    إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ… [المائدة: 6] الآية؛ فيُكتَفَى بالوضوءِ، وتَحصُل الفضيلةُ بالغُسلِ”.
  • وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((كان الناسُ يَنتابونَ يوم الجُمُعةِ من منازلِهم والعوالي، فيأتون في الغُبارِ، يُصيبُهم الغبارُ والعَرَقُ، فيخرج منهم العرقُ، فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنسانٌ منهم وهو عندي، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو أنَّكم تَطهَّرتُم ليومِكم هذا))،
    وقد فسر أهل العلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لو أنَّكم تَطهَّرتم ليومِكم هذا))
    أن فيه دلالة على أنَّ غُسلَ الجُمُعةِ ليس بواجبٍ، حتى ولا على مَن له رِيحٌ تَخرُج منه، وإنَّما يُؤمَرُ به ندبًا واستحبابًا.
  • وقد ورد عن ابنِ عبَّاسٍ  أيضًا قوله:
    ((غُسل الجُمُعة ليسَ بواجبٍ، ولكنَّه أطهرُ وخيرٌ لِمَن اغتَسَل، وسأُخبِرُكم كيف كان بَدءُ الغُسلِ…))
  • ومن الوقائع التي وردت عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما:
    ((أنَّ عُمرَ بن الخطَّابِ بينما هو قائمٌ في الخُطبة يومَ الجُمُعة إذ دخَلَ رجلٌ من المهاجرين الأوَّلين مِن أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فناداه عمرُ: أيَّةُ ساعةٍ هذه؟ قال: إنِّي شُغِلتُ فلم أنقلبْ إلى أهلي حتى سمعتُ التأذينَ،
    فلم أزِدْ أن توضَّأتُ. فقال: والوضوءُ أيضًا، وقد علمتَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يأمُرُ بالغُسل؟!))
    وقد رأى أهل العلم أن في تلك الواقعة تأكيد على عدم وجوب الغسل لأن عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنه
    لم يأمُرْ هذا الصحابيَّ- وهو عثمانُ بن عفَّانَ على ما جاءَ في الرِّوايات الأُخرى- بالانصرافِ للغُسل،
    ولا انصرَفَ عثمانُ حين ذَكَّره عمرُ بذلك، ولو كان الغسلُ واجبًا فرضًا للجمعة ما أَجزأتِ الجُمُعةُ إلَّا به،
    كما لا تُجزئ الصلاةُ إلَّا بوضوءٍ للمُحدِث، أو بالغُسلِ للجُنُبِ، ولو كان كذلك ما جَهِلَه عمرُ ولا عثمانُ،
    وقد حضَر ذلك الجمُّ الغفيرُ من الصَّحابة.

كيفية غسل الجمعة

  • ولا فرق بين غسل الجمعة، وغسل الجنابة في شئ سوي ضرورة أن يحرص المغتسل على الزيادة
    في التطيب والتعطر والزينة.
  • والأفضل أن يتوضأ المغتسل للصلاة قبل البدأ في الغسل، ثم يغتسل ويصب الماء على رأسه ثلاث مرات،
    ثم شقه الأيمن، ثم الأيسر، ثم يكمل الماء على جسده هذا هو الأفضل بعد الوضوء،
    وإن توضأ بعد ذلك فلا بأس، ولا يكفي الغسل عن الوضوء، ويمكنه أن يتوضأ بعد ذلك، أو يقدم الوضوء وهو الأفضل.
  • وفي حال إذا لمس المغتسل عورته بعد الغسل فعليه أن يعيد الوضوء، إذا مسها بعد الغسل،
    فعليه أن يعيد الوضوء أما إذا لمس عورته وقت الاستنجاء وقبل الغسل، أو قبل أن يبدأ في الغسل فلا يعيد الغسل،
    لكن يعيد الوضوء إن كان قد توضأ؛ لأن لمس العورة ينقض الوضوء، ولكن لا ينقض الغسل،
    الغسل صحيح ولو مس عورته، ولكن إذا سبقه بالوضوء فعليه أن يعيد الوضوء.
  • فعن ابن عباس قَالَ: قَالَتْ مَيْمُونَةُ:
    (وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً لِلْغُسْلِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا،
    ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى شِمَالِهِ، فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ،
    ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ)
    ودلالة هذا الحديث بيان ميمونة _ رضي اللهُ عنها _ لكيفية غسلِ النبي _ صلى اللهُ عليهِ وسلم.

من يجب عليهم الغسل؟

  • على الرغم من عدم وجوب الغسل، وكفاية الوضوء عنه، إلا أنه واجب في بعض الحالات.
  • ونستدل على ذلك بما ورد عن أبي سَعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
    أَشهدُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال:
    (الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ محتلمٍ، وأنْ يَستنَّ، وأن يمسَّ طِيبًا إنْ وَجَد).
  • كما صرح أهل العلم أيضًا أن الغُسل واجبٌ على من كان له عَرَقٌ أو رائحةٌ يتأذى منها مَن في المسجد.

فضل غسل الجمعة وثوابه

  • جاء في فضل يوم الجمعة أن من حرص عليه يغفر له من الجمعة إلى الجمعة التي بعدها،
  • فقد ورد عن أبو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    (مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَدَنَا وَأَنْصَتَ وَاسْتَمَعَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى،
    وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ).
  • وعن سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قال النَّبِيُّ _ صلى الله عليه وسلم _:
    (لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ،
    أوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ،
    ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى).

وقت غسل الجمعة

يبدأ وقت غسل الجمعة من بداية فجر الجمعة إلى قرب دخول موعد الصلاة،
ويرى الشافعيّة وأغلب أهلِ العلمِ أنَّ المُسلِمَ إذا اغتسلِ بعدَ طلوعِ الفجرِ لصلاةِ الجمعةِ،
وذهبَ بعدَ اغتسالهِ مباشرةً إلى المسجدِ فقد أتى بالأفضلِ، ومن اغتسلَ للجنابةِ والجمعةِ غُسلاً واحداً ونوى لهما،
أجزأهُ ذلك، ولكن من المستحب أن يكون وقت الغسل قريبًا من موعد الذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعة،
هذا وقد رأى العديد من أهل العلم اشتراط اتصالُ الغُسلِ بالذهابِ إلى المسجدِ، ولا بأس بالفصلِ اليسير الذي لا يضر،
لأنه بذلك يحقق المغتسل المقصود من الغسل يوم الجمعة وهو اختفاءُ الرائِحةِ الكريهةِ.

هل يجب الاغتسال يوم الجمعة للنساء؟

  • يعد الاغتسال من السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    لذلك فهو مستحب لجميع المسلمين، سواء كانوا رجالًا أو نساءًا.
  • وقد بوب ابن حبان في صحيحه بقوله: ” ذكر الاستحباب للنساء أن يغتسلن للجمعة إذا أردن شهودها “.
  • ومما يؤكد استحباب اغتسال النساء للجمعة: ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبيدة ابنة نائل قالت:
    سمعت ابن عمر وابنة سعد بن أبي وقاص يقولان: من جاء منكن الجمعة فلتغتسل.
    وروى عن طاوس بمثله، وعن شقيق أنه كان يأمر أهله الرجال والنساء بالغسل يوم الجمعة.
سنن يوم الجمعة

هل غسل الجمعة واجب؟

  • الاجتهاد في الدعاء، وتحري ساعة الإجابة.
  • استحباب الغسل.
  • التطيب بأجمل العطور.
  • السواك.
  • ارتداء أجمل الثياب، والتزيين غير المبالغ فيه.
  • الحرص على قراءة سورة الكهف.
  • التبكير في الذهاب إلى المسجد.
  • الاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
  • الاستماع إلى الخطبة، وعدم التحدث أثناء تحدث الإمام.
  • عدم الاستعجال في مغادرة المسجد.

مواضيع قد تعجبك