سورة الأعلى.. أقرب السور إلى قلب النبي ﷺ

سورة الأعلى.. أقرب السور إلى قلب النبي ﷺ

سورة الأعلى هي السورة السابعة والثمانون تبعًا لترتيب المصحف العثماني،
حيث تقع في الجزء الثلاثون، الحزب الستون ـ الربع الخامس، وهي سورة مكية،
وقد أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سورة التكوير، وكانت واحدة من أحب السور إلى قلبه صلى الله عليه وسلم،
وفي هذا المقال تسرد لك “تريندات” فضل سورة الأعلى والموضوعات التي تناولتها، وسبب تسميتها.

سورة الأعلى مكتوبة

﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴿١﴾ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ﴿٢﴾ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ﴿٣﴾ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ﴿٤﴾
فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ﴿٥﴾ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى ﴿٦﴾ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ﴿٧﴾
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى ﴿٨﴾ فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى ﴿٩﴾ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى ﴿١٠﴾ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴿١١﴾
الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ﴿١٢﴾ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ﴿١٣﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى ﴿١٤﴾
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴿١٥﴾  بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿١٦﴾ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴿١٧﴾
إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ﴿١٨﴾ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴿١٩﴾

التفسير المبسط لسورة الأعلى

  • سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ( 1 ).. نَزِّه اسم ربك الأعلى عن الشريك والنقائص تنزيهًا يليق بعظمته سبحانه.
  • الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ( 2 ).. الذي خلق المخلوقات, فأتقن خلقها وأحسنه. 
  • وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ( 3 ).. والذي قدَّر جميع المقدرات، فهدى كل خلق إلى ما يناسبه.
  • وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ( 4 ).. والذي أنبت الكلأ الأخضر.
  • فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ( 5 ).. فجعله بعد ذلك هشيمًا جافًا متغيرًا.
  • سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ( 6 ).. سنقرئك – أيها الرسول- هذا القرآن قراءة لا تنساها.
  • إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ( 7 ).. إلا ما شاء الله مما اقتضت حكمته أن ينسيه لمصلحة يعلمها. إنه – سبحانه- يعلم الجهر من القول والعمل، وما يخفى منهما.
  • وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى ( 8 ).. ونيسرك لليسرى في جميع أمورك، ومن ذلك تسهيل تَلَقِّي أعباء الرسالة،
    وجعل دينك يسرًا لا عسر فيه.
  • فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ( 9 ).. فعظ قومك – أيها الرسول- حسبما يسرناه لك بما يوحى إليك،
    واهدهم إلى ما فيه خيرهم، وخُصَّ بالتذكير من يرجى منه التذكُّر،
    ولا تتعب نفسك في تذكير من لا يورثه التذكر إلا عتوًّا ونفورًا .
  • سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ( 10 ).. سيتعظ الذي يخاف ربه.
  • وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى ( 11 ).. ويبتعد عن الذكرى الأشقى الذي لا يخشى ربه. 
  • الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ( 12 ).. الذي سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي حرَّها.
  • ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا ( 13 ).. ثم لا يموت فيها فيستريح، ولا يحيا حياة تنفعه.
  • قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ( 14 ).. قد فاز مَن طهر نفسه من الأخلاق السيئة. 
  • وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ( 15 ).. وذكر الله، فوحَّده ودعاه وعمل بما يرضيه،
    وأقام الصلاة في أوقاتها؛ ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرعه.
  • بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ( 16 ).. إنكم – أيها الناس- تفضِّلون زينة الحياة الدنيا على نعيم الآخرة.
  • وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( 17 ).. والدار الآخرة بما فيها من النعيم المقيم، خير من الدنيا وأبقى.
  • إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى ( 18 ).. إن ما أخبرتم به في هذه السورة هو مما ثبت معناه في الصُّحف التي أنزلت قبل القرآن. 
  • صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ( 19 ).. وهي صُحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.

موضوعات السورة

  • بدأت هذه السورة بتنزيه الله تعالى الذي أبدع الخلق وخلق فأحسن، رحمة بالعباد.
  • ثم نتعرف من خلالها على بعض صفات الله تبارك وتعالى والدلائل على القدرة والوحدانية.
  • كما تحدثت عن الوحي والقرآن الكريم ، و بشرت رسول الله عليه الصلاة والسلام ببشارة حفظه فلا ينساه أبداً ،
    وبينت علم الله تعالى للغيب وتيسيره أمور نبيه صلى الله عليه وسلم بقدرته.
  •  الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أهل القلوب الحية، ويستفيد منها أهل السعادة والإيمان.
  •  فقد أمرت بالتذكير بهذا القرآن العظيم فيستفيد من نوره المؤمنون ويتعظوا.
  • ثم أوضحت حال من يستمع إلى كلام الله ويتبع أوامره، وحال من يتجنب أمر الله وما ينتظره من عذاب في النار.
  • ثم ختمت ببيان فوز من طهر نفسه من الأثام وزكاها بصالح الأعمال.

سبب التسمية

سميت بهذا الاسم بسببِ ما بدأتْ به هذه السورة في الآية الأولى منها، حيث ذُكر فيها اسم الله الأعلى،
وهو من أسماء الله الحسنى التي توضح صفة عُلوِّ الله سبحانه، وتنزيهه عمّا لا يليق به من النقائص،
فالتسبيح صفةٌ لا تُضاف إلى غير الله تعالى، لأنه المنزَّهُ سبحانه عن كل نقص أو عيب،
كما أنه لا يُقارن بغيره؛ لأنّ كلّ شيء يخضعُ لعظمته -عزّ وجل-، أمّا مخلوقات الله -عزّ وجل- فهي خالية من صفة التنزيه أو الكمال، ويرجع أمرها كله في النهاية إلى الله تعالى، كما تُسمّى هذه السورة باسم سورة سبَّحَ.

أسباب نزول سورة الأعلى

  • أمر الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السورة بتسبيحه وتنزيهه عن كل ما لا يليق به من النقائص، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية بأمر الصحابة -رضوان الله عليهم- بأن يتخذوها
    في سجودهم ويسبحوا الله الأعلى في السجود.
  • كما جاءت هذه السورة ببشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من ربه تبارك وتعالى،
    بأنه لن ينسى القرآن الكريم الذي يوحى إليه من جبريل -عليه السلام- بأمره سبحانه،
    حيث كان النبيّ صلى الله عليه وسلم، يتعجَّل إذا جاءه جبريل -عليه السلام- بالوحي خوفًا من أن ينساه،
    قبل نزول هذه الآية، لذلك أراد المولى عز وجل أن يلقى الطمأنينة في قلب نبيه صلى الله عليه وسلم.

فضل سورة الأعلى

  • تميزت هذه السورة بمكانة خاصة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    فقد كان يداوم على أن يُوتِرُ بها قبل أن ينام.
  • كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ هذه السورة في صلاة عيد الفطر،
    وصلاة عيد الأضحى، وفي صلاة الجمعة.
  • وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها لكثرة ما اشتملت عليه من العلوم، والخيرات، والمواعظ.
  • وقد روى  عُقْبَة: لما نزل {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال صلى الله عليه وسلم:
    «اجعلوها في ركوعكم»، ولما نزل {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} قال صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في سجودكم».
مقاصد السورة

بيان عُلُوّ الذات، والصّفات، وذكر الخِلْقة، وتربية الحيوانات، والإِشادة بالثمار، والنبات،
والأَمنُ مِن نَسْخ الآيات، وبيان سهولة الطاعات، وذل الكفَّار في قَعْر الدّركات،
والتحضيض على الصّلاة والزَّكات، وفى الدنيا بقاءُ الخيرات، وفى الآخرة بقاءُ الدّرجات، في قوله: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وأبقى}.

ويمكنكم الاستمتاع بتلاوة مباركة لسورة الأعلى بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي من خلال هذا الفيديو

مواضيع قد تعجبك