المحتوى الرئيسى

حرب غزة: ما أوجه التشابه بين احتجاجات الجامعات الأمريكية والمسيرات المناهضة لحرب فيتنام التي هزت العالم عام 1968؟ - BBC News عربي

05/10 07:14

صدر الصورة، getty

تتزايد الاحتجاجات ضد الحرب في غزة في بعض الجامعات الأمريكية الكبرى، وتستخدم السلطات الشرطة والحرس الوطني لإبعاد المتظاهرين، واعتقلت المئات منهم.

ويطالب الطلاب بوقف الحرب، ويحتجون على سياسة الجيش االإسرائيلي التي أدت حتى الآن إلى مقتل ما يزيد عن 34 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أسفر عن سقوط 1200 قتيل واحتجاز الحركة لأكثر من 250 آخرين.

ويطالب المتظاهرون جامعاتهم بقطع العلاقات المالية مع الشركات الإسرائيلية وغيرها من الشركات التي تستفيد من الحرب، ووقف التعاون مع المؤسسات التعليمية في إسرائيل.

وتتهم إدارات الجامعات المتظاهرين باستخدام هتافات "معادية للسامية" ومسيئة للطلاب اليهود.

ويقارن البعض مشاهد إخلاء الشرطة الطلاب المعتصمين في جامعة كولومبيا الشهيرة في نيويورك الأسبوع الجاري، بما جرى في المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام عام 1968 في نفس الجامعة.

وقد تسببت المظاهرات المناهضة للحرب في فيتنام في تغيرات ضخمة في المجتمع الأمريكي، حتى أنها أدت لتغيير نظام التجنيد في الجيش الأمريكي الذي كان يؤدي لضم الكثير من الشباب صغار السن ويدفع بهم إلى الحرب في فيتنام.

وقد استمعت بي بي سي للعديد من الصحفيين والمحللين الذي قارنوا بين تلك المظاهرات والمظاهرات الجارية الآن.

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

خلفيات الحرب في فيتنام

كانت الحرب في فيتنام تدخل مراحلها الحاسمة عام 1968، وفي مطلع العام بدأت القوات التابعة لفيتنام الشمالية هجوما قويا على مواقع الجنود الأمريكيين لشق الطريق نحو العاصمة سايغون ثم مواصلة التقدم.

لكن انقلبت العملية من النجاح إلى هزيمة واضحة للقوات الشيوعية الشمالية، وبدأت الصور تتوارد في وسائل الإعلام الغربية ومعها بدأ الرأي العام الأمريكي يتغير من الحرب.

واكتشف المجتمع الأمريكي أن إدارة الرئيس السابق ليندون جونسون كانت تكذب عليهم عندما كان تتحدث عن أن الحرب تسير بشكل جيد، وأنه ليس هناك فرصة لحسم الحرب.

ويقول كينيث وولش، بروفيسير في الجامعة الأمريكية في واشنطن، لبي بي سي: "هذا هو ما تسبب في بدء الاحتجاجات".

وأضاف: "لقد اكتشف المجتمع الأمريكي أن العدو لا يفكر في الاستسلام، وأنه سيكون هناك المزيد من الخسائر البشرية على الجانبين، إضافة للضحايا من المدنيين".

وبعد نحو خمسة عقود، صُدم العالم بهجوم حماس على إسرائيل وعبرت العديد من الدول عن تضامنها مع إسرائيل.

لكن بعد أشهر من الحرب المستمرة في غزة، وارتفاع أعداد الضحايا من الفلسطينيين، والمجاعة التي ضربت سكان القطاع تغير الموقف.

ويقول تشارلز كيسر، مراسل سابق لجريدة نيويويرك تايمز خلال حرب فيتنام: "الصور التي رأها الجميع في غزة مؤخرا تكشف استخداما غير مناسبا للقوة من الجيش الإسرائيلي".

وأضاف: "لنكن واضحين، ما فعلته حماس كان هجوما مستفزا، ومثيرا للاشمئزاز بل ومفزعا، لكن إسرائيل حولته بسبب قراراتها التالية لتنتج منه أكبر حملة رأيتها في حياتي من الكراهية والعداء ضد إسرائيل".

وهذا هو سبب المظاهرات التي يقارنها الكثيرون بالمظاهرات المناهضة لحرب فيتنام.

ويضيف والش، الذي كان طالبا وشارك في مظاهرات فيتنام: "ما يحدث الآن مشابه جدا لمظاهرات عام 1968، فقد بدأ الطلاب الاحتجاج في الجامعات وطالبوا إداراتها بوقف التعاون مع الشركات المرتبطة بدعم الجهد العسكري".

ويواصل والش الذي يعمل حاليا بروفيسير في جامعة واشنطن: "هذه الأيام الأسباب قد تختلف قليلا بالطبع، فهناك الدعم للفلسطينيين والأزمة في غزة، لكن السبب الرئيسي هو الغضب تماما كما كان عليه الحال عام 1968".

صدر الصورة، getty

أما مارك كولينسكي، الذي كان ناشطا في مظاهرات فيتنام وألف كتابا عنها، فلا يعتقد أن هناك الكثير من التشابه بين ما جرى وقتها وما يحدث الآن، باستثناء ما جرى من إخلاء خيام الطلاب في جامعة كولومبيا.

ويقول: "لقد اجتحنا ساحة هامليتون ونصبنا الخيام، وحاول الطلاب مؤخرا فعل نفس الشيء".

ويضيف: "لكن الموقف مختلف تماما، حيث كنا نعترض على حرب نخوضها نحن وكانت حكومتنا تجبرنا على خوضها والاستمرار فيها، لذا كنا شرسين في المقاومة، لكن من يحتجون الآن يعرفون أننا لن نتورط في الحرب في غزة".

لكن تشارلز كيسر، الذي كان طالبا في جامعة كولومبيا في أواخر الستينيات، فيرى أن ما يجري حاليا يستحق الثناء.

ويقول: "هذه المظاهرات جديرة بالثناء لأنها غير متعلقة بمصالح شخصية لكنها منصبة على مباديء بسبب تأثير الصور التي رأيناها في غزة، وأنا أدعم أي مظاهرات غير عنيفة للتعبير عن الآراء المعارضة لإسرائيل، وهذا في رأيي أكبر دعم لإسرائيل يمكن أن نقدمه لأنه بسبب تصرفاتهم في غزة يدمرون أنفسهم".

لكن كيرلنسكي يرى أن المظاهرات قد أدت إلى عكس ما كانت تستهدف، مطالبا بوقفها.

ويقول: "أنا واحد من اليهود مثيري المشاكل ولم أكن أبدا مؤيدا لإسرائيل ويوجد بيننا حركة مناهضة بشدة لحكومة نتنياهو، لكن الآن أصبحنا صامتين، لكن لو كان المتظاهرون اتبعوا وسائل مختلفة لكان لدينا الآن حركة فلسطينية يهودية مناهضة للحرب".

ويحذر كيسر من معاداة السامية في المظاهرات قائلا: "أفرق بشكل كبير بين المظاهرات السلمية للتعبير عن الرأي، وهؤلاء الذين يطلقون شعارات معادية للسامية، ويطالبون بموت معارضيهم".

ويختم بالقول: "بينما كان من الواضح أن الطلاب عام 1968 درسوا خلفيات الأمور وتلقوا النصائح من الكبار، لا يبدو أن إدارات الجامعات حاليا تقوم باتخاذ أي تدابير مشابهة، ولم يتعلموا من أخطاء الإدارات السابقة".

لقد كان العالم يغلي في نهاية الستينيات، ولم تكن معارضة الحرب الأمريكية في فيتنام داخل الولايات المتحدة فقط بل في العديد من دول العالم.

وفي الوقت نفسه كان التوتر قائما بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة، والشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي، وفي داخل الولايات المتحدة وقعت جريمة اغتيال الناشط والمدافع عن حقوق السود مارتن لوثر كينغ، ثم بعدها بقليل اغتيال المرشح الرئاسي الديمقراطي روبرت كينيدي، شقيق الرئيس السابق والذي تم اغتياله أيضا جون كينيدي.

وتعرض المجتمع الأمريكي لحالة من الشلل بسبب المظاهرات التي انتشرت في كل المدن، لدرجة أن الرئيس جونسون أعلن صراحة أنه لن يترشح للحصل على فترة رئاسة ثانية، خلال الانتخابات التي كانت مقررة نهاية العام 1968.

ويقول والش إن المرشح الجمهوري وقتها ريتشارد ميكسون استخدم الوضع الذي كان قائما كوسيلة انتخابية مطالبا بمقاومة الجريمة بكل أنواعها، ومتهما الحكومة الديمقراطية بالضعف في مواجهتها وهو الأمر نفسه الذي يفعله دونالد ترامب حاليا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل