المحتوى الرئيسى

بين القلق والغضب.. إسرائيل ترد على تهديدات بايدن

05/09 16:54

في خضم العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة المستمر منذ أمثر من 216 يوم، أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن تهديدًا مدويًا بوقف إمدادات الأسلحة لحليفته التقليدية إسرائيل في حال شنت هجومًا واسع النطاق على مدينة رفح الفلسطينية الواقعة جنوب قطاع غزة، والتي يأوي إليها أكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني، هذا التحذير الأمريكي الحاد غير المسبوق أثار موجة من ردود الفعل المتباينة في إسرائيل، تراوحت بين القلق والغضب الشديد.

جاءت تصريحات بايدن، في مقابلة حصرية مع شبكة CNN، بعد أيام فقط من توقيف واشنطن مؤقتًا لشحنة من القنابل الثقيلة إلى تل أبيب، معترفًا بأن القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، استخدمت في استهداف المدنيين بغزة، إضافة إلى غيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية.

وأضاف بايدن: "لقد أوضحت أنه إذا ذهبوا –الإسرائيليين- إلى رفح الفلسطينية، فلن أزودهم بالأسلحة التي استخدمت تاريخيًا للتعامل مع رفح الفلسطينية، للتعامل مع المدن".

جدل محتدم حول تهديد بايدن

أعرب المسؤولون الإسرائيليون رفيعو المستوى عن قلقهم البالغ إزاء تصريحات بايدن، والتي وصفها السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان بأنها "قرار مخيب للآمال للغاية وحتى محبط"، إذ في حديث للقناة "القناة 12" الإسرائيلية، لمح الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن هذا القرار الأمريكي قد جاء نتيجة للضغوط التي يتعرض لها بايدن من قبل أعضاء الكونجرس والاحتجاجات المناهضة للحرب في الجامعات الأمريكية.

من جانبه، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس الرئيس الأمريكي بشكل غير مباشر بالرضوخ للضغوط الداخلية، حيث قال في تغريدة له على موقع "X" (تويتر سابقًا) ردًا على تهديد بايدن: "ستواصل إسرائيل قتالها ضد حماس حتى دحرها. لا توجد حرب عادلة مثل هذه الحرب". 

رد فعل غاضب من اليمين المتطرف

في المقابل، لم يخفِ أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة غضبهم الشديد تجاه تهديد بايدن، الذي اعتبروه تدخلًا سافرًا في شؤون إسرائيل الداخلية. فقد وصف وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، الذي ينتمي إلى أقصى اليمين، التهديد الأمريكي بأن "بايدن يحب حماس" في تغريدة قصيرة لكنها لاذعة على "X".

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم الحزب القومي الديني المتطرف، فقد اتهم بايدن بشكل صريح بـ "فرض حصار على الأسلحة" على إسرائيل، قائلًا في سلسلة تغريدات على "X": "سنحقق النصر الكامل في هذه الحرب على الرغم من معارضة الرئيس بايدن".

وأضاف: "ببساطة ليس لدينا خيار آخر، لأن هذه الحرب وجودية، وأي شيء آخر غير النصر الكامل سيعرض وجود الدولة اليهودية للخطر".

الرئيس الإسرائيلي يحاول تهدئة الأجواء

في محاولة لتهدئة الأجواء المشحونة، سارع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى إشادته ببايدن واصفًا إياه بأنه "صديق كبير لدولة إسرائيل"، داعيا جميع الأطراف إلى "تجنب التصريحات والتغريدات غير المسؤولة والمسيئة التي تضر بالأمن القومي ومصالح دولة إسرائيل"، في إشارة ضمنية إلى انتقادات الوزراء اليمينيين المتطرفين لبايدن.

إلى جانب ردود الفعل السياسية الحادة، أثارت تصريحات بايدن قلقًا بالغًا بين صفوف الخبراء العسكريين الإسرائيليين، إذ عبر كوبي ميخائيل، الباحث البارز في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، في تصريحاته لشبكة أن بي سي نيو الأمريكية، عن صعوبته في فهم نهج الرئيس الأمريكي، متسائلًا: "هل يُسمح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها فقط من خلال اعتراض الصواريخ والقذائف باستخدام منظومات القبة الحديدية والصواريخ المضادة، ولكن لا يُسمح لها بالدفاع عن نفسها عن طريق مهاجمة مصادر ومنابع الإرهاب في غزة وأماكن أخرى؟"

وفي تصريحات صحيفة له قبل يوم واحد من تصريحات بايدن، قال ميخائيل إن قرار الولايات المتحدة بوقف شحنة الأسلحة الأخيرة لإسرائيل كان بمثابة "إشارة مقلقة" تعكس "عمق التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة".

طابع رمزي إلى حد كبير

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل