المحتوى الرئيسى

حرب غزة: لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإسرائيل؟ - BBC News عربي

05/08 20:16

صدر الصورة، Reuters

تعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي لها تأثير حقيقي على إسرائيل. ومع ذلك، تعمدت إسرائيل تجاهل أغلب نصائح حليفتها المقربة، طوال الحرب في غزة.

وتقول الإدارة الأمريكية إن دعمها للحرب على حماس "لا يتزعزع"، لكنها عبرت مرارا عن قلقها من إخلال الجيش الإسرائيلي بمسؤولية حماية المدنيين، وعدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية الكافية إلى سكان غزة.

وكانت الولايات المتحدة منذ 7 أشهر تزيد من ضغطها على إسرائيل. فقد أسدت لها النصيحة في المحادثات الخاصة، وحذرتها في العلن. وتوقفت عن استعمال حق النقض ضد قرارات الإدانة في الأمم المتحدة. وفرضت عقوبات على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.

وفي مكالمة هاتفية حادة الشهر الماضي، أخطر الرئيس جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه سيخفض الدعم الأمريكي، إذا لم تسمح إسرائيل بعبور قوافل المساعدات الإنسانية للحدود إلى غزة.

لكن كل هذه النصائح وكل هذا الترغيب لم يجد آذانا مصغية. ولذلك، فإن الولايات المتحدة بدأت تشهر عصاها الغليظة.

فالولايات المتحدة هي أكبر مصدر للأسلحة والذخيرة لإسرائيل. وهي ملزمة بالقانون بأن توفر لإسرائيل ما قيمته 3.8 مليار دولار من الأسلحة سنويا، بهدف أن يمنحها هذا الأفضلية على الدول المجاروة. وصدق الكونغرس الأمريكي الشهر الماضي على قانون يمنح إسرائيل 14 مليار دولار إصافية من المساعدات العسكرية.

وعطلت إدارة بايدن لأول مرة شحنة من الذخيرة متوجهة لإسرائيل. فقد أكد مسؤول حكومي كبير لبي بي سي تعليق شحنة من آلاف القنابل.

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

وقال المسؤول إنهم يراجعون بيع أسلحة أخرى أيضا، من بينها تجهيزات تحويل القنابل الحرة إلى قنابل موجهة.

فما الذي جعل واشنطن تلجأ أخيرا إلى أدوات التأثير التي تملكها على إسرائيل؟ الجواب الأول هو العملية العسكرية المطروحة على رفح. فالولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى تخشى أن تؤدي العملية إلى خسائر بشرية كبيرة، وإلى كارثة إنسانية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن القنابل التي توقف شحنها هي من النوع الذي يمكن أن يستعمل في رفح. وستحدث خسائر فادحة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. فالولايات المتحدة لا تريد من إسرائيل أن تهاجم رفح. وهذا ما أرادت تبليغه لها بتعليق الشحنة.

وقال مسؤول أمريكي لصحيفة واشنطن بوست إن هذه "طلقة تحذيرية" لإسرائيل حتى تعرف مدى جدية القلق الأمريكي.

والجواب الثاني هو رغبة الإدارة الأمريكية في مواصلة الضغط على الحكومة الإسرائيلية حتى تدعم صفقة وقف إطلاق النار مع حماس. فالمفاوضات مستمرة في القاهرة، وربما تريد واشنطن أن ترفع التكلفة التي قد تتحملها إسرائيل إن هي لم تقبل التوافق.

والسبب الثالث يتعلق حتماً بالسياسة الداخلية. فالرئيس بايدن يواجه ضغطا رهيبا من أنصار الديمقراطيين للتقليل من دعمه لإسرائيل.

فالولايات المتحدة مقبلة على انتخابات هذا العام. واستطلاعات الرأي تتوقع أن يحجم بعض الديمقراطيين، خاصة الشباب منهم، عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع، والتصويت لبايدن في ديسمبر/كانون الأول، بسبب دور أمريكا في حرب غزة.

وسيكون لنسبة المشاركة المنخفضة تأثير سلبي على حظوظ بايدن أمام دونالد ترامب.

وتتحمل الولايات المتحدة جملة من المخاطر عندما تمنع الدعم العسكري عن إسرائيل، لأن إسرائيل قد تتجاهل، بكل بساطة، ما يقوله وما يفعله حلفاؤها. فقد تعتبر تحذيرات واشنطن، "كلاما فارغا"، معتقدة أن الدعم العسكري الأمريكي سيأتي على المدى الطويل.

وسيكون ذلك دليلا علنيا على تراجع التأثير الأمريكي في العالم. لكن إسرائيل قد تخاطر بإحداث شقاق تاريخي مع أكبر حلفائها، وهي الحليفة التي اعتمدت عليها لحماية نفسها من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، منذ أسابيع قليلة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل