المحتوى الرئيسى

«طهران وتل أبيب».. من اغتيالات الظل إلى المواجهة العسكرية المباشرة

05/08 18:34

«عبود»: من مصلحة إيران وإسرائيل استمرار الحرب فى قطاع غزة 

صراع غامض غير معلوم التفاصيل دام لسنوات بين إيران وإسرائيل، تخللته عمليات مسلحة واغتيالات غير معلنة لينتهى الأمر باستهداف الاحتلال الإسرائيلى عدداً من كبار قادة الحرس الثورى الإيرانى فى هجوم على قنصليتها بدمشق مطلع أبريل الماضى، لترد الأخيرة بعملية «الوعد الصادق»، من خلال إطلاق صواريخ ومسيّرات تجاه إسرائيل لم تسفر عن أى خسائر بعد إسقاط كل الصواريخ والمسيرات التى أطلقتها إيران.

عقب الرد الإيرانى، سرت مخاوف كبيرة بشأن رد إسرائيل على إيران، إلا أن رد الاحتلال وصفه العديد من الصحف الأجنبية بأنه لم يكن رداً حازماً كان يخشاه الرئيس الأمريكى جو بايدن وغيره من القادة الغربيين، الذين طالما حثوا دولة الاحتلال على وضع حدٍّ لسلسلة الأحداث الخطيرة التى بدأت باغتيال إسرائيل لجنرال إيرانى كبير فى دمشق، وهو ما علق عليه د.أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، مفسراً تفاصيل الأزمة الحالية بين إيران وإسرائيل بأن الطرفين يحاولان إشعال منطقة الشرق الأوسط، واصفاً لـ«الوطن»، الوضع بينهما بأنه ما زال تحت السيطرة، لافتاً إلى أن كلتا الدولتين تعلم جيداً أن استمرار الحرب فى غزة يعود عليهما بالنفع.

أما بالنسبة للدولة الإيرانية، فلديها رغبة حقيقية فى أن تظل الأمور مشتعلة داخل قطاع غزة لكنه اشتعال محدود لا يجر المنطقة إلى صدام مباشر، بحسب وصف أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، الذى أوضح أن الدولة الإيرانية تحاول المزايدة على دول الإقليم بأنها الوحيدة التى تدافع عن القضية الفلسطينية بالمخالفة للحقيقة، مدللاً على ذلك بتراجع أخبار غزة فى الإعلام والخطاب الإيرانى.

وتظل حرب غزة ورقة يتم التلاعب بها على طاولة المفاوضات وقتما أراد النظام الإيرانى، فضلاً عن استخدام تلك الورقة فى إقناع شعبها بقدرتها إلى جانب تأجيل كثير من الملفات السياسية والاقتصادية للنظام الإيرانى التى يحاول حلها، بحسب ما أشار إليه «لاشين»، والذى تطرق إلى الوضع الاقتصادى السيئ الذى تعيشه إيران ما يجعل طول الحرب فى غزة بمثابة مبرر للشعب بأن الدولة فى حالة حرب ونزاع مع إسرائيل ما يؤجل الأزمات الداخلية.

ومن جانبه، أكد د.محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، أن الضربة الإسرائيلية لإيران كان الهدف منها الرد على القصف الإيرانى، وإظهار أن إسرائيل لن تتسامح مع الهجوم عليها بالصواريخ والمسيرات، ‎ فضلاً عن إرسال رسالة لطهران بأن إسرائيل قادرة على ضرب عمقها‎ وإرسال رسالة بأن إسرائيل التى ضربت الدفاعات الجوية قادرة على ضرب المفاعل ‏النووى‎، فضلاً عن قدرتها على تحريك خلايا فى الداخل الإيرانى، واستغلال المجال الجوى ‏للدول المحيطة‎.‎

ويرى أستاذ الدراسات الإسرائيلية أن ‎التطور اللافت هذه المرة أن المعركة أصبحت تدور مباشرة فى الأراضى الإيرانية والإسرائيلية، سواء بضرب إسرائيل بالمسيرات والصواريخ ‏الباليستية والموجهة، أو ضرب أصفهان بالطيران والمسيرات‎، وهذا الأمر يؤدى إلى تغيير قواعد اللعبة ‏وإلى تغيير قواعد الاشتباك، ويجعل من الانزلاق إلى حرب إقليمية بين إيران ووكلائها، ‏وإسرائيل وحلفائها خياراً قائماً لا يمكن تجاهله فى أى تحليل سياسى‎.‎

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل