المحتوى الرئيسى

مكتب المبعوث الأممي: التشاور مع طرفيّ الصراع باليمن مستمرّ لإحياء مسار السلام وتنفيذ خارطة الطريق

05/08 11:38

أبلغ مكتب مبعوث الأمم المتّحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأنّ المبعوث الأممي يواصل التشاور مع طرفي الصراع والفاعلين الدوليين بشأن سبل إحراز تقدّم نحو استكمال خارطة الطريق الأممية.

وبحسب المكتب، فإنّ المشاورات التي قال إنّها مستمرّة على الرغم من إشارة مجلس الأمن الدولي إلى توقفها، تهدف للوصول إلى وقف إطلاق نار في أنحاء البلاد، وتحسين الظروف المعيشيّة لليمنيين، وبدء التحضيرات لعمليّة سياسيّة جامعة برعاية الأمم المتحدة.

وأشار المكتب في تصريح خاص إلى لقاء المبعوث الأممي في الأسابيع الأخيرة بالرئيس اليمني رشاد العليمي وأعضاء من مجلس القيادة الرئاسي وكبير مفاوضي جماعة الحوثي محمد عبد السلام، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المسؤولين والدبلوماسيين الإقليميين والدوليين.

وأوضح أنّ النقاشات التي أجريت خلال تلك اللقاءات ركّزت على الخطوات القادمة على مسار الحلّ السياسيّ في ظلّ التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط.

أشار المكتب أيضا إلى أنّ سرحد فتاح، نائب المبعوث الأممي، عقد اجتماعا مع رئيس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك واجتماعات أخرى مع مسئولين يمنيين كبار في العاصمة المؤقتة عدن، تلتها اجتماعات مع قياديين في جماعة الحوثي بمدينة صنعاء.

* تعقيدات متشابكة

وعلى الرغم من آمال مكتب المبعوث الأممي وتطلّعه لإنجاح المفاوضات على نحو يُفضي إلى حلّ سياسيّ شامل في البلاد، فإنّ الباحث السياسي بلال الفقيه يرى أنّ هذه المشاورات السياسيّة في اليمن تمرّ بمرحلة تعثّر، تتخللها خيبات أمل متكرّرة وآمال قد تصطدم بالرّفض من قبل طرفيّ الصراع.

وقال في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إنّه منذ نشوب الحرب بين الحكومة اليمنيّة وجماعة الحوثي المسلّحة عام 2014، تعاقب على اليمن عدد من المبعوثين الأمميين دون أن تُحقق أيّ جولة من جولات المشاورات نتائج ملموسة تخفّف من معاناة الشعب اليمني.

واعتبر الفقيه أنّ مسار المشاورات يواجه تعقيدات متشابِكة "تبدأ من انعدام الثّقة بين طرفيّ الصراع، مرورا بالتدخّلات الخارجيّة المُعيقة لأيّ حلّ سياسي يمنيّ يمنيّ، ووصولا إلى غياب إرادة حقيقية من قبل بعض الأطراف للوصول إلى سلام عادل ودائم".

لكن على الرغم من تلك التعقيدات، فإنّ الفقيه يرى أنه ما زالت هناك آمال معلّقة على إمكانيّة إحياء مسار المشاورات وتحقيق اختراق يُخرج اليمن من محنته، إذا توقّف الرفض المتكرر من قِبَل أطراف وصفها بأنّها تُصرّ على استمرار الحرب من أجل تحقيق "مصالح ضيّقة".

وقال الفقيه إنّ الخروج من الأزمة المعقّدة يتطلّب التزاما حقيقيّا من جميع الأطراف ووضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، بالإضافة إلى ضغط دوليّ مستمر على هذه الأطراف "لحملها على التخلّي عن ممارساتها المدمّرة والانخراط في حوار بناء يؤدي إلى حلول سياسية مستدامة".

* أزمة إنسانيّة

وتشير الأمم المتحدة إلى أنّ اليمن يواجه أزمة إنسانية هائلة في ظل الحرب التي تقترب من عامها العاشر، والتي دفعت ملايين اليمنيين إلى هاوية الجوع ونقص الغذاء والمياه وانتشار الأمراض وانهيار البنية التحتية.

وبات حوالي 23 مليون يمني يحتاجون مساعدات إنسانيّة، فيما يُعاني أكثر من 16 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويقدّر عدد النازحين داخليا جرّاء الحرب بأكثر من أربعة ملايين شخص، بينما يقدّر عدد القتلى المدنيين جرّاء الصراع بأكثر من 20 ألف شخص.

وقالت إيديم وسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، خلال جلسة لمجلس الأمن إنّ الكوليرا انتشرت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ مارس آذار الماضي؛ مشيرة إلى أنّه حتّى السابع من أبريل نيسان الماضي جرى الإبلاغ عن أكثر من 11 ألف حالة مشتبه فيها في هذه المناطق، بالإضافة إلى وفاة 75 شخصا بالمرض.

وأشارت وسورنو أيضا إلى الإبلاغ عن حوالي 3200 حالة مشتبه بها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل