المحتوى الرئيسى

تقييم العلاقات الروسية الجزائرية

05/08 03:51

Русский/English/العربية

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره الجزائري، عبدالمجيد تبون.صورة.ريا نوفوستي

موسكو – (رياليست عربي): في العام الماضي، زار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون روسيا للمرة الأولى، وكانت النتيجة الرئيسية لزيارته إعلان الشراكة الإستراتيجية العميقة، التي ينبغي أن يؤدي تنفيذها إلى الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى نوعي جديد، دون إغفال أن الجزائر تتمتع بعلاقات جيدة بنفس القدر مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وتتمثل أولويات الدولة الواقعة في شمال إفريقيا في العلاقات مع روسيا في التعاون العسكري وتنسيق الإجراءات في ليبيا ودول الساحل، وفي المجال الاقتصادي، تهتم موسكو بإبرام اتفاق أو منطقة تجارة حرة مع الجزائر، فضلاً عن التسويات المتبادلة بالعملات الوطنية، ففي السنوات الأخيرة، شهد حجم التبادل التجاري بين البلدان انخفاضاً، وهناك حاجة إلى محركات لاستعادته وزيادته، وتعد الجزائر الآن ثالث أهم شريك تجاري لروسيا في أفريقيا.

وفي الوقت نفسه، تتكون الحصة الرئيسية من حجم التجارة من الإمدادات الروسية من الأسلحة والمعدات العسكرية، تجدر الإشارة إلى التدريبات المشتركة الأولى للقوات المسلحة الجزائرية والروسية التي أجريت في نوفمبر 2022 على أراضي إحدى دول شمال إفريقيا بولاية بشار المتاخمة للمغرب، ومارسوا عمليات تدمير التشكيلات المسلحة المتمردة في المناطق الصحراوية.

بالنسبة للمغرب، كانت الرباط تقليدياً تحت السيطرة الغربية المهيمنة، والتي يعود تاريخها إلى نادي السفاري، وتقوم الآن ببناء تعاون عسكري مع إسرائيل، بما في ذلك توطين إنتاج المركبات الجوية اليهودية بدون طيار (UAVs) في المغرب، بالتالي، تهدف المناورات العسكرية الجزائرية الروسية إلى إظهار أن سياسة النظام المغربي المتمثلة في زيادة التوتر في شمال غرب إفريقيا على المدى الطويل يمكن أن تؤدي إلى عزلة إقليمية للمملكة.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن الجانبين أجروا “المناورات البحرية المشتركة – 2023” في ديسمبر من العام الماضي في البحر الأبيض المتوسط.

أما بالنسبة لصناعة الطاقة، فهي تستحق اهتماماً خاصاً، ومن الممكن أن توفر روسيا والجزائر، من الناحية الجيو – استراتيجية، حصة كبيرة من إمدادات الطاقة إلى أوروبا، وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم، إلى جانب إيران وقطر، هم المشاركون الرئيسيون في منتدى الدول المصدرة للغاز، وفي شهر مارس من هذا العام، انعقدت القمة السابعة لهذه المنظمة في الجزائر، بالتاي، إن الغرب يخشى من شراكة استراتيجية أكثر استدامة داخل هذه المنظمة، وفي أوروبا على وجه الخصوص، يخافون من مثل هذا التعاون بين الجزائر وروسيا.

ومن نتائج هذا التعاون، سيكون انضمام الجزائر إلى البريكس ذا أهمية خاصة أيضاً، حيث تسعى البلاد إلى تحقيق ذلك، وروسيا تدعم هذه الرغبة، ومن المقرر أن تعقد القمة القادمة للرابطة في أكتوبر من هذا العام في قازان.

وبالتالي، من أجل تعميق العلاقات بشكل حقيقي وتحويلها إلى شراكة استراتيجية، يحتاج البلدان إلى التوصل إلى اتفاقيات في المجال الاقتصادي لزيادة حجم التبادل التجاري، فضلاً عن زيادة التعاون في المجالين العسكري والطاقة.

العلاقات الأمنية بين موسكو والجزائر

إذا كان للقوى الأنجلوسكسونية وشركائها من الاتحاد الأوروبي (وخاصة إيطاليا) نفوذ على الجزائر في الاقتصاد وحتى الطاقة، فإن الجمهورية في مجالات الدفاع والأمن تكون أكثر سيادة، ولا يرجع ذلك فقط إلى التوترات مع المغرب، والوضع في ليبيا ومنطقة الساحل، ولكن أيضاً إلى إحساس الجزائر الجيوسياسي بموقعها بين أوروبا وإفريقيا والمصالح الوطنية الناتجة عن ذلك للدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

وهكذا، فإن المخابرات العسكرية الفرنسية أصبحت مؤخراً منزعجة من ظهور طائرات بدون طيار على ارتفاعات عالية مع مدة طيران طويلة في الترسانة الجزائرية، هذه ما لا يقل عن أربع طائرات بدون طيار من طراز فالكون – WJ-700، تم تصنيعها من قبل الشركة الصينية “كاسيك دبليو جيه”.

بالإضافة إلى حقيقة أن مثل هذه الطائرة بدون طيار يمكن أن تكون حاملة صواريخ، أي طائرة بدون طيار هجومية، فإن هذا الجهاز قادر على أداء مهام استطلاعية فوق غرب البحر الأبيض المتوسط ​​بأكمله، بما في ذلك الساحل الجنوبي لفرنسا، وهذا نوع من التوازن غير المتماثل لقدرات حلف شمال الأطلسي في المنطقة.

بالتالي، إذا كانت الصين قد استغلت هذه الفرصة بالفعل من خلال تزويد الجزائر بطائرة WJ-700، فيمكن لروسيا أن تفعل الشيء نفسه، هذا هو في المقام الأول استطلاع الفضاء، ولا تسعى الجزائر فحسب، بل أيضاً القوى الإفريقية الأخرى، إلى الحصول على قدرات مراقبة أكبر من الفضاء، ولذلك فإن التعاون الناجح مع شريك شمال أفريقي قد يسمح لموسكو بتعزيز مكانتها في القارة في هذه الصناعة.

وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة أيضاً إلى برنامج تعاون البريكس في هذا المجال، والذي يمكن أن يصبح ثقلاً موازناً للخطط الأمريكية في المدار الأرضي المنخفض، وهناك مجال للتعاون هنا بين وكالة الفضاء الجزائرية ووكالة الفضاء الروسية – روسكوزموس.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، تعمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية على تعزيز وجودها في الجزائر، وهكذا، حصلت الشركة الأمريكية SS8، المتخصصة في الاعتراض القانوني للمعلومات، على عقد في الخريف الماضي من وزارة الداخلية الجزائرية لتوفير حلول تحديد الموقع الجغرافي، وكان منافس الشركة الأمريكية شركة هواوي الصينية، وعلى الرغم من موقعها في الجزائر، خسرت الشركة الصينية مناقصة SS8.

وجدير بالذكر أن العميل النهائي هو وكالة الاعتراض “أونبيليتكيك – الجهاز الوطني للوقاية ومكافحة المخالفات” الذي يقدم تقاريره إلى وزارة الدفاع ويدير النظام الوطني لاعتراض البيانات – ويعمل على شبكة 2G، وستقوم شركة SS8 بتحديث قدراتها، وفي هذا المجال، يمكن للموردين الروس أيضاً الاستفادة من المناورات الجيوسياسية للجزائر ودخول سوقها في هذه الصناعة.

وهكذا، قال المدعي العام الروسي إيغور كراسنوف، خلال زيارته للجزائر في أبريل من هذا العام، إن مكتب المدعي العام الروسي، بالتعاون مع إدارة الرئيس الروسي، على استعداد لتنظيم لقاء للجانب الجزائري للتعرف على القضية، حيث أن نظام معلومات الدولة “بوسيدون”، يستخدم في إجراء فحوصات مكافحة الفساد، ويشير القبول بدراسة إمكانيات هذا النظام إلى مستوى جدي من الثقة في الجانب الجزائري.

أما فيما يتعلق بالجوانب العسكرية والسياسية، فتحتاج موسكو إلى تنظيم مصالح الجزائر والحكومات الجديدة لدول الساحل، وشهدت العلاقات بين الجزائر ومالي فتورا ​​بسبب فرص العبور التي تسعى إليها باماكو في المغرب، بالإضافة إلى ذلك، تحاول الجزائر أن تصبح وسيطاً بين جمهورية أفريقيا الوسطى والمجلس الانتقالي السوداني، وهو ما يبدو بديلاً للجهود الروسية لحل الوضع.

خاص وكالة رياليست – ألكسندر هوفمان.

كييف – (رياليست عربي): أعلن جهاز الأمن الأوكراني عن اعتقال عقيدين للاشتباه في محاولتهما اغتيال الرئيس فلاديمير زيلينسكي ورئيس الدائرة...

واشنطن – (رياليست عربي): إن أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة وصلت إلى مستويات قياسية، وفي الوقت نفسه، في بعض...

موسكو – (رياليست عربي): قال خبراء إن الدول الغربية تعمل عمدا على تفاقم مخاطر الصدام العسكري بين روسيا وحلف شمال...

موسكو – (رياليست عربي): تولى فلاديمير بوتين منصبه رسمياً كرئيس لروسيا، وأصبحت بداية الولاية هي الخامسة للرئيس الحالي، ويتوقع الخبراء...

موسكو – (رياليست عربي): قال خبراء إن الدول الغربية تعمل عمدا على تفاقم مخاطر الصدام العسكري بين روسيا وحلف شمال...

دمشق – (رياليست عربي): إشكاليات معقدة تُظلل المشهد السوري؛ هي إشكاليات أدخلت الأزمة السورية في حالة من الجمود السياسي، مع...

بروكسل – (رياليست عربي): قالت المفوضية الأوروبية إن التغييرات على قانون الهجرة التي اعتمدها البرلمان اللاتفي في عام 2022 لا...

موسكو – (رياليست عربي): في العام الماضي، زار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون روسيا للمرة الأولى، وكانت النتيجة الرئيسية لزيارته...

كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل