المحتوى الرئيسى

«رفح الفلسطينية».. العالم يحبس أنفاسه

05/07 02:35

فى تصعيد خطير للأوضاع فى قطاع غزة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى تنفيذ عملية إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من مدينة رفح الفلسطينية اليوم، تمهيداً لاقتحام المدينة الواقعة فى أقصى جنوب قطاع غزة، والتى تضم مئات الآلاف من النازحين من شمال القطاع، يعيشون أوضاعاً مأساوية، مما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية فى قطاع غزة، وبعد أشهر من تهديدات حكومة الاحتلال، برئاسة بنيامين نتنياهو، باجتياح مدينة رفح، أوردت قناة «القاهرة الإخبارية» أن جيش الاحتلال دعا السكان إلى إخلاء المنطقة فوراً.

مصر تنفى إغلاق معبر رفح

وأكد مصدر رفيع المستوى أن الوفد الأمنى المصرى يكثف من اتصالاته مع الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، لاحتواء التصعيد الحالى، وأضاف أن معبر رفح يعمل بشكل طبيعى، مع استمرار حركة دخول الأفراد والمساعدات من الجانب المصرى إلى قطاع غزة، وقال إنه لا صحة لما تم تداوله من بعض وسائل الإعلام بشأن إغلاق معبر رفح من الجانب المصرى.

«مجلس الحرب» يوافق على العملية العسكرية بالإجماع.. وعملية الإخلاء تشمل نحو 100 ألف فلسطينى إلى مخيم «المواصى»

ووفقاً لمراسل «القاهرة الإخبارية»، فقد وافق «مجلس الحرب»، فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى، بالإجماع، على تنفيذ عملية عسكرية فى رفح، من المتوقع أن تبدأ خلال أيام، كما أعلن جيش الاحتلال عن توسيع منطقة الخدمات الإنسانية فى مخيم «المواصى»، ليكون امتدادها من دير البلح وسط قطاع غزة، حتى مدينة خان يونس جنوبى القطاع، وتشمل عملية الإخلاء حوالى 100 ألف فلسطينى من رفح، دون تحديد إطار زمنى معين للإخلاء، ونقلت عن جيش الاحتلال أن عملية إخلاء المدنيين من رفح «جزء من عملية محدودة النطاق»، ويستخدم جيش الاحتلال منشورات ورسائل نصية ومكالمات هاتفية للفلسطينيين، وإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعى لدفع الفلسطينيين للنزوح خارج مدينة رفح.

وطالب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، خلال اتصال مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بعدم اقتحام رفح، وضرورة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بكميات كبيرة، وفق ما أوردت وسائل إعلام عبرية، وقال «ماكرون» إنه يجب الاهتمام بمفاوضات تبادل المحتجزين، ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بحسب بيان صادر عن «قصر الإليزيه»، وأكد الرئيس الفرنسى، خلال الاتصال، أنه «يجب أن تتوقف العملية العسكرية فى غزة الآن».

كما حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلى لمدينة رفح الفلسطينية، وأكدت أن ذلك سيزيد من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون العواقب خطيرة على أكثر من 1.4 مليون فلسطينى، وقالت الوكالة إن الهجوم العسكرى من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى على رفح سيؤدى إلى «مأساة إنسانية» فى قطاع غزة.

وأضافت أن «ما نحتاج إليه الآن هو وقف إطلاق النار فى غزة، وليس النزوح القسرى للفلسطينيين»، كما أكدت «الأونروا» استمرار عملها فى رفح، وأنها تتعاون مع شركائها من أجل الاستمرار فى تقديم المساعدة الحيوية فى رفح لأطول فترة ممكنة.

وقال مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، إن السيناريو الذى كان يخشاه الجميع أصبح حقيقة، حيث تنتقل المجاعة من شمال إلى جنوب غزة، مؤكداً أنه على إسرائيل الالتزام بحق وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فيما حذر المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان من نتائج إصدار جيش الاحتلال أوامره بإخلاء النازحين الفلسطينيين من رفح، واعتبر أن ذلك يمثل حكماً بالإعدام لأكثر من 1.4 مليون فلسطينى، كما أنه يمثل تصعيداً لحرب الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، وأوضح المرصد أن أوامر الإخلاء جاءت وسط تحذيرات بأن مدينة غزة وشمالها منطقة قتال خطرة، ومنع عودة الفلسطينيين إليها.

وواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، وقصفت قوات الاحتلال مدينة رفح، جنوبى القطاع، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن قوات الاحتلال استهدفت 11 منزلاً على الأقل، ما أدى إلى استشهاد 22 فلسطينياً، كما تتصاعد ألسنة الدخان فى مناطق مختلفة برفح، فى إشارة إلى التصعيد من جانب الاحتلال الإسرائيلى، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية محيط مطار غزة، شرق مدينة رفح.

وفى الضفة الغربية، فجرت قوات الاحتلال نقطة طبية، تابعة لجمعية الهلال الأحمر، فى مخيم طولكرم، مما أدى إلى تلف كافة المعدات الطبية وخروجها عن الخدمة، وأضافت أن قوات الاحتلال ما زالت تعيق تحرك طواقم الإسعاف لنقل المصابين والمرضى، خلال عملياتها العسكرية، فى مخيمى طولكرم ونور شمس.

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال لـ«الوطن»، إن الجميع كان يعلم منذ أشهر بقرار الاحتلال الإسرائيلى اقتحام مدينة رفح، ولكنه كان يؤجل العملية العسكرية بسبب التفكير فى طريقة إخلاء الكتلة السكانية ووجهتهم، ولم يعلن الاحتلال الإسرائيلى نهائياً عدم اقتحام رفح الفلسطينية.

وأوضح «الرقب» أن ما يحدث الآن من إخلاء الكتلة السكانية فى رفح سيؤثر على سير المفاوضات التى تبذل القاهرة جهداً كبيراً لإنجاحها، وكان هناك تفاؤل كبير بوقف كامل لإطلاق النار وصفقة تبادل للمحتجزين، لكن «نتنياهو» لا يريد للحرب أن تنتهى، وسيحاول بقدر الإمكان وضع معوقات لذلك، وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن رئيس حكومة الاحتلال كان ينتظر أن يكون رفض المفاوضات والصفقة من قِبل الفصائل الفلسطينية، لكن موافقة الفصائل على الصفقة، وإثبات مرونتها، جعل «نتنياهو» يضغط لإفشال ذلك.

الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسئولية السياسات الإسرائيلية «الخطيرة»

وقال الدكتور ماهر صافى، أستاذ العلوم السياسية، إن الاحتلال الإسرائيلى لا يريد تهدئة وهدنة فى غزة، رغم أن المفاوضات شارفت على النهاية، ويتحجج الاحتلال بأن قصف الفصائل الفلسطينية لمعبر «كرم أبوسالم» أدى إلى توقف مفاوضات الهدنة، مؤكداً أن عملية اجتياح رفح كانت «نية مبيتة» ومخططاً لها منذ أشهر، محذراً من خطورتها على قطاع غزة، وعلى منطقة الشرق الأوسط بالكامل.

«أبوردينة»: الاجتياح قد يخلف مذبحة جماعية

وقال نبيل أبوردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، فى بيان أمس، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلى بدأت فعلياً التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى، عبر اجتياح مدينة رفح، وحمل الإدارة الأمريكية مسئولية السياسات الإسرائيلية الخطيرة، وأضاف أن اقتحام رفح سيعرض أكثر من مليون و400 ألف فلسطينى لمذبحة جماعية، داعياً الإدارة الأمريكية إلى التحرك فوراً لمنع الإبادة الجماعية والتهجير القسرى، ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل