المحتوى الرئيسى

محمود الخولي يكتب: الضغط علي الزر!!

05/06 16:30

زر الموافقة علي اجتياح اسرائيل رفح، هو في الحقيقة لعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية وليس غيرها كما يعتقد البعض، بمعني أن  القرار الأول و الأخير هو لـ"واشنطن، فإذا اختارت تل ابيب الاجتياح، دعمتها  واشنطن من وراء حجاب،  وإن انتظرتها برأي متابعين مذبحة مفتوحة، يذهب ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين.

 أما إذا "أمرت"- وأكرر أمرت- واشنطن تل أبيب، وهي بالمناسبة الوحيدة القادرة علي ذلك بحسب تصريحات الرئيس الفلسطيني ابو مازن في مناسبات عدة، بالتراجع عن فكرة الإجتياح ، فسوف يكون لها ماتريد، فلا تتلطخ بدماء الشعب الفلسطيني، عبر مذبحة سيحملها التاريخ تبعاتها،على قدم المساواة مع إسرائيل، إرضاء للحليف المدلل، وانبطاحا مذلا لدعم جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية  المقبلة،وتلك بالمناسبة قناعات أكثر من في الأرض كلهم جميعا.

أولويات عدة سيسجل التاريخ مدي إدراك الإدارة الأمريكية  بأهمية تدخلها لوقف المذبحة المنتظرة، بعدها يصبح وكما يقولون لكل حادثة حديث ،، بحسب ما يتطلب الواقع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

هذا الواقع برزت أكثر أوجاعه في حوار للدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين، لقناة "العربية" قبل أيام،  وجه خلاله اتهامات لحركة حماس، أنها من يريد ويعمل على الاستحواذ على منظمة التحرير، وأنها من أوجد الانقسام منذ عام 2007 إلى الآن، وأنها  من قام بالإنقلاب على السلطة الوطنية في قطاع غزة وانفصلت بالقطاع، وأورثتنا الوضع الصعب والكارثي الذي نعيشه الآن،علي حد قوله. 

للحقيقة.. تعد منظمة التحريرالفلسطينية وكما يعلم الكافة، مغنما بالنسبة لـ حماس، وقد سعت للسيطرة على قيادتها، وطرحت مرارا دخولها دون انتخابات، لكن ضوابط صارمة وضعتها اللجنة التنفيذية للمنظمة في اجتماعها نهاية ديسمبر الماضي، حالت بينها  وبين  انضمام حماس خاصة وأن الضوابط اشترطت الإعتراف أولا بها كممثل شرعي ووحيد، والقبول بالمقاومة الشعبية السلمية  والشرعية الدولية، بما لا يتوافق وهواها، ناهيك عن أن "المنظمة" تنظر بخطورة محاولة حماس إيجاد قنوات للتفاوض مع الإسرائيليين بعيدا عنها!!

وتبقي علامات الاستفهام مشروعة أمام  سيل التساؤلات الفلسطينية، خاصة بعدما تحدثت حماس عما وصفته بـ رغبة  جادة، في إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة، فهل  تتراجع مثلاعن الانفراد بقطاع غزة وتنضوي تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، بدلاً من أن تكون ذريعة تستخدمها إسرائيل للتهرب من كل الاستحقاقات السياسية،التي كان عليها  الإلتزام بها في إطار الاتفاق مع المنظمةخلال السنوات الأخيرة، فتصبح تصفية القضية الفلسطينية وإبادة الشعب المحتل، مرهونتين بضغطة من "ابهام" أمريكا،علي زر الاجتياح،ارضاء للكيان الصهيوني، رغم مناوشاته، علي نحو ما فعلت مؤخرا وزيرة الاستيطان الإسرائيلي، فهاجمت سلوك الولايات المتحدة، واتفاق الرهائن، ووقف اطلاق النار الوشيك، بخلاف قولها في مقابلة اذاعية أمس الأحد ان الولايات المتحدة لا تستحق أن يطلق عليها اسم صديق لدولة إسرائيل؟!.

 في المقابل، لا يزال الرئيس الامريكي ، يعتبر دعم اسرائيل أمرا لا نقاش فيه، إذ في رد علي سؤال وجهه إليه أحد الصحفيين مؤخرا، حول احتمال وقف دعمه لتل أبيب عسكريا، أجاب ساخرا: "هل تسألني بحق هذا السؤال؟"، في اشارة الي دعمه الثابت لحليف بلاده الاستراتيجي والتاريخي، وأن الضغط علي زر اجتياح رفح  بات وشيكا.. إلا إذا!!

[email protected]

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل