المحتوى الرئيسى

الإفتاء تحسم الجدل حول الاحتفال بشم النسيم

05/05 04:42

الثابت أنّ احتفال شم النسيم هو أحد الأعياد الفرعونية القديمة، وهو عيد الربيع، وكان المصريون القدماء يحتفلون به لأنّه يوافق موعد حصاد المحاصيل وكانوا يأكلون أطعمة خاصة بذلك اليوم رمزاً للخصوبة واستبشاراً بموسم الحصاد.

ولم تتغير مظاهر الاحتفال الأساسية بشم النسيم منذ آلاف السنوات، فما زالت العادة المصرية جارية على أن تخرج الأسر للمتنزهات حاملين معهم الأطعمة والمشروبات الخاصة بذلك اليوم.

وفى هذا السياق كشفت دار الإفتاء، على موقعها الرسمي عبر شبكة الإنترنت، نصًا: "سبق لدار الإفتاء المصرية أن أصدرت في ذلك الفتوى التالية: "شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية".

وأكدت الإفتاء: "وإنما يحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا؛ فبعضها مما حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام".

وأوضحت الإفتاء: "كان الصحابي الجليل عمرو بن العاص، رضي الله عنه، والي مصر من قِبَل أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يخطب المصريين في كل عام، ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء، وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب"، وابن زولاق في "فضائل مصر وأخبارها"، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف".

وأشارت الإفتاء إلى أن "الأصل في موسم "شم النسيم" أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنساني اجتماعي، لا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة، وإن اتحد المسمَّى؛ فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم "عيد شموس" أو "بعث الحياة"؛ احتفل البابليون والآشوريون "بعيد ذبح الخروف"، واحتفل اليهود "بعيد الفصح" أو "الخروج"، واحتفل الرومان "بعيد القمر"، واحتفل الجرمان "بعيد إستر"، وهكذا".

وأكدت الإفتاء: "لم يكن من شأن المسلمين أن يقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش، والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية، ولَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة".

واختتم الإفتاء: "أما ما يقال من أن مناسبة شم النسيم لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له؛ إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الاحتفال، ولا في مظاهره، ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع؛ رُوعِيَ فيه مشاركة سائر أطياف الوطن، بما يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد، والسلوكيات المحرمة إنما هي فيما قد يحدث في هذه المناسبة أو غيرها من سلوكيات يتجاوز بها أصحابها حدود الشرع أو يخرجون بها عن الآداب العامة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل