كيف استفاد «ترامب» من الاحتجاجات الجامعية الأمريكية لدعم أجندته القانونية؟

 بعد أن تحولت احتجاجات الجامعات الأمريكية المنددة بالحرب الإسرائيلية من التظاهرات إلى اشتباكات مع السلطات الأمريكية، سعى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب إلى استغلال هذه الأحداث لصالحه في إطار تبرير قضاياه القانونية قبيل الانتخابات الأمريكية 2024.

اقرأ أيضا: بايدن يلزم الصمت في مواجهة الحراك الطلابي الرافض للحرب على غزة 

حيث إنه بعد انطلاق اعتصام الطلاب الأخير في جامعة كولومبيا ومن ثم انتقلت عدوى الاحتجاجات من جامعة إلى أخرى في أنحاء البلاد، وضعت هذه الأحداث البيت الأبيض أمام تحدي صعب دون إجابات وافية.

الاحتجاجات الطلابية تضع «بايدن» في مأزق

وفي ذات الوقت، وضعت هذه الاحتجاجات الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، على مسار مليء بالمخاطر والتحديات، خاصة في عام يعتبر الأهم له كمرشح ديمقراطي للرئاسة الأمريكية في عام 2024.

ووجد بايدن نفسه أمام خيارات صعبة، فإما أن يدين المتظاهرين ويخسر شريحة كبيرة من الناخبين الشباب، الذين يعتبرون جزءًا أساسيًا من قاعدته الجماهيرية، قبيل انتخابات أمريكا 2024، أو أن يتضامن معهم ويخسر دعم المعارضين للاحتجاجات، بحسب موقع "آكسيوس" الأمريكي.

أما البيت الأبيض فقد اختار الخيار الثالث، الذي تمثل في التأكيد على ضرورة أن تبقى الاحتجاجات قانونية وسلمية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إنه يجب أن تستمر الاحتجاجات بشكل سلمي ودون خرق للقوانين.

وبالتزامن مع اقتراب نهاية العام الدراسي وبداية العطلة الصيفية، يبدو أن الرئيس الأمريكي يعول على استراتيجية تسمح بالاحتجاجات بالاستمرار حتى مغادرة الطلاب الجامعات بنهاية الصيف، على أمل أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة قبل عودتهم مرة أخرى في فصل الخريف، وفقًا لشبكة "العربية" الإخبارية.

كيف يستغل «ترامب» الاحتجاجات لخدمة أجندته القانونية؟

بالمقابل، حاول ترامب استغلال هذه الأزمة لصالحه قبيل انتخابات أمريكا 2024، حيث انتقد حركة الاحتجاج في الجامعات الأمريكية، واتهم المتظاهرين بنفي وقوع "هجوم السابع من أكتوبر"، المعروف بـ"طوفان الأقصى"، مشيرًا إلى أنهم تعرضوا لغسيل دماغ. 

وفي ساحات خارج قاعات المحكمة في مدينة مانهاتن الأمريكية، قارن ترامب المتظاهرين بالمثيرين للشغب الذين اقتحموا الكابيتول في عام 2021، في محاولة للتقليل من أهمية أمثلة العنف المرتبطة باليمين.

وبات ترامب، يطرح تساؤلًا بعد تلك الأحداث المتداولة قبل الانتخابات الأمريكية 2024، قائلًا: "هل سيعامل طلاب جامعة كولومبيا بنفس الطريقة التي عومل بها المؤيدون الذين هاجموا مبنى الكابيتول؟؟".

والجدير بالذكر، أن آلاف الطلاب من الجامعات الأمريكية أقاموا معسكرًا في جامعة كولومبيا دعمًا لغزة، وتم استدعاء رئيس الجامعة نعمت شفيق للتحقيق، وفي ذات اليوم تم اعتقال أكثر من 100 متظاهر، مما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات في جامعات ميشيجان ونورث كارولينا.

فيما اعتقلت الشرطة الأمريكية المتظاهرين في عدة جامعات وأغلقت بوابات جامعة هارفارد في كامبريدج، وحدد مسئولو جامعة كولومبيا موعدًا جديدًا لإخلاء المعسكر.