المحتوى الرئيسى

نبيل درويش.. ماذا نعرف عن صاحب المتحف المهدد بالهدم؟

04/26 16:40

أعلنت أسرة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش، تلقيها إخطارا بضرورة إخلاء متحف الفنان الراحل ومنزله في غضون أسبوعين، للبدء في تنفيذ قرار هدم متحفه الواقع على طريق سقارة السياحي بمحافظة الجيزة، وذلك ضمن أعمال توسعة دائري المريوطية.

وصدر إنذار موجه من مركز مدينة أبو النمرس التابعة لمحافظة الجيزة، في يناير 2024، إلى ورثة الفنان الراحل نبيل درويش، بضرورة إخلاء المبنى لتوسعة وتطوير الطريق من (المنصورية إلى المريوطية) بطول 3.5 كم.

نبيل درويش فنان تشكيلي رحل عام 2002، وقد ولد في قرية السنطة القريبة من مدينة طنطا في محافظة الغربية، في 5 سبتمبر 1936، وتخرج في كلية الفنون التطبيقية، قسم الخزف عام 1962، وحصل على دكتوراه الفلسفة في الفنون التطبيقية من كلية الفنون التطبيقية من جامعة حلوان عام 1981.

بُني المتحف بالجهود الذاتية للفنان الراحل وأسرته، وتم افتتاحه مجانا في 1983، ويضم أكثر من 3000 قطعة خزف، تنوعت بين مقتنيات الفنان الراحل وقطع خزفية فريدة ومكتبته وأدواته الفنية التي عمل بها، وقد أرسلت الأكاديمية الدولية للخزف بسويسرا التابعة لهيئة اليونسكو، في 6 أبريل 2024، خطاب رسمي لوزارة النقل تطالب بإعادة النظر في قرار هدم المتحف نظرا للقيمة الفنية للفنان الراحل. 

المميز في خزف نبيل درويش

في إحدى المقالات المتخصصة بالفن التشكيلي، الذي نشر في مجلة إبداع عام 1985، يفسر الناقد نعيم عطية، بعضا أطر التميز التي ظهرت في إبداعات درويش الخزفية، ويقول: "ألوان أعمال درويش الخزفية تجمع بين الحلاوة والوقار ومنها مجموعة الأواني، الرسوم التي تراها على سطحها الخزفي ليست رسوما ظاهرية مدونة بالفرشاة بل هي رسوم أضحت من صميم جسم العمل الخزفي فإذا أجريت مقطعا في الإناء سوف تجد هذا اللون والخط أصليين كجزء من الإناء ككل ويمتد إلى الوجه المقابل للجسم، أي أن الخط الملون ليس رسما على واجهته الخارجية فحسب بل هو من ذات الطينة الخزفية".

وأوضح عطية: "هذا النهج المذكور يسمى في معالجة الأعمال الخزفية بين المتخصصين بالتطعيم، ويتحقق بخلط طينة ملونة في الجسم الخزفي كله، وبعد الحرق في الفرن يظهر هذا التباين الخطي اللوني، أو بعبارة أوضح التشكيل في نسج الكائن الخزفي، وقد توصل درويش إلى درجة فائقة من الإتقان والتحكم في هذا الشأن، وذلك بعد الدراسة الدؤوبة والممارسة".

واهتمام نبيل بالخزف جعله يتوصل إلى اكتشاف علمي مهم على مستوى الآثار وفن الخزف، من خلال دراسته التي نال على درجة الدكتوراه عنها، وانصبت على الخامات السوداء ذات الحرارة العالية، والتي من خلالها يفسر سر القهوة السوداء في أواني ما قبل الأسرات في الحياة المصرية القديمة، وقد استغرقت الدراسة من عام 1977 إلى 1981، وتوصل أيضا إلى الرسم بالدخان على الإناء أو الطبق الخزفي، وهو ما يعتبره بدوره "إضافة جديدة لفن الخزف" حينها، ويتم ذلك بالتحكم في الدخان أثناء عملية الاختزال (أي نزع الأوكسجين من داخل الفرن ومن الطينة الخزفية والطلاءات وإضافة الكربون).

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل