المحتوى الرئيسى

"حرب الخنادق".. أوكرانيا تواجه روسيا بذات السلاح

04/23 19:34

ربما لا يتسع للقوات الأوكرانية التقدم لوقف زحف القوات الروسية التي تهرع لاقتحام المناطق التي استعادتها كييف، لكن بدلا من التقدم للإمام ربما يتعين على الجنود الأوكرانيون النزول إلى أسفل والبدء في "الحفر" في محاكاة لتكتيك حرب الخنادق الذي يستخدمه الروس بالفعل للحفاظ على مناطق السيطرة.

وتسارع كييف الزمن من أجل بناء التحصينات على طول حوالي 600 ميل من خط المواجهة هذا العام، حيث خصصت الحكومة الأوكرانية لهذه العملية حوالي 800 مليون دولار.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إنه وبعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، ومع شتاء طويل من صد الهجمات الروسية، أصبحت القوات الأوكرانية منهكة وتواجه نقصا حادا في الموارد.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية جزء من التحصينات التي بدأت أوكرانيا في تنفيذها.

ويعتمد المحللون العسكريون الأميركيون، على صور الأقمار الصناعية وغيرها من المعلومات الاستخبارية، ويعملون بشكل وثيق مع ضباط الاتصال الأوكرانيين لتحديد الثغرات في الدفاعات الأوكرانية.

في الوقت الحالي، ومع وجود حقول الألغام والتحصينات التي تجعل من الصعب الهجوم والمناورة دون خسائر كبيرة، يعتمد كلا الجانبين بشكل كبير على الخنادق.

ويمكن أن يشمل ذلك الخنادق العميقة المحصنة بالإسمنت، والحماية العلوية، والتدفئة، ومناطق النوم، وهو ما يتطلب قوة بشرية كبيرة للبناء والدفاع.

ومع ضعف صفوف أوكرانيا بسبب الخسائر البشرية، يظل من غير الواضح ما إذا كانت كييف ستقوم بالمهمة في الوقت المطلوب لجعل الأمر مكلفا قدر الإمكان بالنسبة لروسيا.

وقال المسؤولون إن الدفاعات تشير أيضا إلى استراتيجية عبر جزء كبير من خط المواجهة تتضمن إبقاء القوات الروسية على أهبة الاستعداد بهجمات صغيرة والسعي لاستغلال العيوب في دفاعاتها.

وقال جيمس راندز، المحلل العسكري في شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية مقرها في لندن، إن الدفاعات التي بنتها أوكرانيا خلال الصراعات السابقة مع روسيا كانت استثنائية، وأضاف أن المخابئ في دونباس جافة ومحمية بغطاء علوي ومقاوم للحريق وحماية من الصواريخ الباليستية. 

وأضاف: "المراكز التي عادوا إليها ليست في نفس المستوى بأي حال من الأحوال، وتحتاج أوكرانيا الآن إلى بناء سلسلة من المواقع الدفاعية أثناء الاتصال - وهو أمر صعب".

ويعتقد المحللون أنه من غير المرجح أن تبدأ أوكرانيا هجوما مضادا كبيرا هذا العام، واختارت بدلا من ذلك قضاء الوقت في إعادة تشكيل قواتها، لكنها ستظل بحاجة إلى محاولة درء الهجمات الروسية ومنع أي مكاسب صغيرة لموسكو من أن تصبح اختراقات كاملة.

ومنذ بداية العام، قامت أوكرانيا ببناء خطوط دفاعية طويلة عبر منطقتين في الجنوب، خيرسون وزابوريزهيا.

وإلى جانب الدفاعات الجديدة في الجنوب، أشار مسؤولون في البنتاغون ومحللون مستقلون أيضا إلى دفاعات أخرى خارج أفديفكا في الشرق.

ويحرص الجيش الأوكراني على منع تكرار ما حدث حول أفدييفكا في فبراير، بعد أن دخل الروس إلى تلك المدينة، حيث سمحت الدفاعات الأوكرانية الضعيفة لموسكو بمواصلة التقدم غربا.

وبينما قال أربعة مسؤولين في مقابلات، إن الدفاع القوي والمتعدد الطبقات لا يزال على بعد أسابيع، إن لم يكن أشهر، عبر القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أوروبا، الجنرال كريستوفر جي كافولي، عن تفاؤله معتبرا أنه بالدعم المستمر ستتحسن الأوضاع.

وتختلف الدفاعات المقامة في شرق أوكرانيا بشكل ملحوظ عن العديد من تلك الموجودة في الجنوب، وبدلا من الخطوط الدفاعية العريضة، توجد منشآت تهدف إلى تحصين المناطق الحضرية التي تقع في مرمى النيران الروسية.

وتعتبر كوراخوف واحدة من هذه المدن والتي تقع شمال شرق مارينكا، والتي بدأت روسيا محاولة الدخول إليها عام 2014، عندما كانت تقوم بعمليات توغل في الأراضي الأوكرانية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل