المحتوى الرئيسى

بعد اتهامها بعدم الواقعية والمبالغة وتدمير القيم.. "الأسرة" بعيون دراما رمضان

04/23 13:30

لم تعد مسلسلات رمضان حدثا عابرا يمر دون أن يشعر به أحد، فقد أصبحت الدراما الرمضانية عاملا أساسيا ومؤثرا في وعى المجتمع، ومع حجم المشاهدة الكبير وعروض الإعلانات الكثيفة، أصبحت القنوات الفضائية، ونجوم الفن وصناع الدراما يتنافسون في شهر رمضان المنقضى على جذب المشاهدين لأعمالهم بكل الوسائل، وتنحرف أحيانا البوصلة الأخلاقية لصناعها ونجومها فتؤدي بهم إلى تقديم أعمال تثير الجدل والخلاف بشكل سلبي أو تؤثر على القيم الأساسية للمجتمع .. وهنا نتوقف لنرصد ونحلل ونجيب على السؤال المتكرر كل عام هل شوهت دراما رمضان صورة الأسرة ؟ السطور التالية تجيب..

تنوعت دراما رمضان 2024، فى تصنيفاتها الفنية بين الاجتماعى والتاريخى والكوميدى والحركة «الأكشن»، وشهدت عودة مسلسلات الفانتزيا وقصص ألف ليلة وليلة بعد غياب طويل، وشهد «الماراثون الدرامى» هذا العام مشاركة 35 عملاً دراميا متنوعاً، منها 19 مسلسلاً، مكونة من 15 حلقة فقط، وشهد هذا الموسم، عودة الأعمال التاريخية بقوة بعد سنوات من الغياب، حيث حظى مسلسل «الحشاشين» المستوحى من وقائع تاريخية، نسبة مشاهدة عالية جدا، وحاز على إعجاب الجمهور والنقاد، كما شهد الماراثون عودة القصص التراثية والخيالية فى مسلسل «جودر»، المقتبس من قصص ألف ليلة وليلة، كما قدمت أعمال اجتماعية معاصرة تنوعت بين الكوميدى والأكشن وقدمت أنماط متنوعة من المجتمع، البعض وصفها بأنها غير واقعية وتهدم قيم وثوابت وأخلاقيات المجتمع لذلك قدمنا التساؤلات للخبراء وتركنا لهم الإجابة.

وتجيب د. شيماء عراقى استشارى الإرشاد الأسرى وتعديل السلوك فتقول: شهدت مسلسلات رمضان هذا العام مجموعة متنوعة من المشاهد الدرامية توجه رسالتها المباشرة للأسرة، وبعض المسلسلات ناقشت قضايا اجتماعية هامة وشديدة الخطورة فى تأثيرها السلبى على المجتمع، من زاوية التوعية والتنبيه بمخاطرها وتداعياتها وتأثيراتها السلبية على المجتمع، وتستعرض ما تمر به من حراك مجتمعى تسيطر عليه بشكل كبير وسائل التواصل «السوشيال ميديا»، وانخراط أفراد الأسرة فى منصاتها وتطبيقاتها التى أتاحتها أجهزة الهواتف الذكية مثل فيديوهات «التيك توك»، والفيديوهات «اللايف»، ومقاطع «الريلز» وتحقيق الأرباح من خلالها دون ضوابط، فقد جسد مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» ما يحدث من واقع مؤسف للعديد من البنات اللاتى تم استغلالهن بإغراء الشهرة وتحقيق الأرباح للقيام بأعمال غير أخلاقية، وتقديم مشاهد الإثارة، واستخدام مفاتن جسد البنات لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة، عن طريق تقديم مقاطع الرقص والعرى وغيرها، من استخدام الألفاظ المبتذلة، فأصبحت الشهرة سهلة جدا، ورخيصة ومباحة لأى فرد من أفراد الأسرة فقط من يمتلك هاتف ذكى، وحساب على إحدى وسائل التواصل يقدم من خلاله محتوى مثير أو غير لائق أو منافى لضوابط المجتمع.

وفيما تناول أيضا مسلسل «سر إلهى» مشاهد تهم الأسرة وتدور حول الغدر بين الأشقاء وضياع الحقوق والميراث الذى أصبح ملموسا بواقع قضايا النزاع حول الميراث، ولكن تشكل أحداث المسلسل والعنف بين الأشقاء وخيانة الصديقة شرخا فى صلب العلاقات الاجتماعية والسلم المجتمعى من انهيار لتماسك الأسرة وقد لا يشكل واقع المسلسل وأحداثه واقعا حقيقا نظرا للمبالغة فى استرداد الحقوق وكيف يمكن للمرأة أن تقتص لنفسها بأدوات وأساليب قد تدمرها فى نهاية الطريق، ولذلك ينبغى على المختصين فى علوم الاجتماع والأسرة التوعية لخطورة تقليد تجربة شخصية «نصره» فى المسلسل والتى قد تكون نموذجا يقتدى به النساء فى حال ضياع حقوقهم والغدر بهن ووضع ضوابط وطرق مشروعة لحل أى نزاع بين العائلة الواحدة.

فيما تناول مسلسل «إمبراطورية م» نماذج أخرى للأسرة يفتقد فيها الأبناء مدى احترامهم للأب، والمبالغة فى الحوار بين الأب وأبنائه إلى درجة التطاول على الأب، مع إقرار الأب طوال الوقت ان أبنائه لديهم الحق فى النقد طوال الوقت، ووضع الأب فى صورة ذاتية متدنية أمام أبنائه، كما عبرت لغة الجسد من الأبناء على اللامبالاة، ورفع كل الحدود لدرجة يفتقد فيها الحوار آدابه، وأحيانا قد يجسد المسلسل مشهد يحقق له مكاسب من زيادة نسبة المشاهدة والإثارة لكن تبقى الآثار المدمرة لتلك المشاهد مع المراهقين فى سن يسيطر عليه التقليد وضياع القدوة، وهناك الكثير من المشاهد التى تحتاج إلى مراجعة، وأهمها مشهد قيام البنات باستخدام العنف وتكسير المحل وتحطيمه، ظنا منهن انهن يقمن بالدفاع عن حقهن فى والدهن، بعد التقرب منه، فى مشهد غريب تماما على عادات وسلوك المجتمع المصرى، خاصة مع الإصرار المتعمد من صناع الدراما بشكل عام، على تغيير الصورة الذهنية للبنت وتضييع هويتها وضوابط سلوكها وانفعالاتها، ووضع البنات فى قالب ذكورى من حيث اللبس وطريقة الكلام والعنف البدنى وإظهار الفتونه.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل