المحتوى الرئيسى

«متفوتنيش أنا وحدي».. بكلمات مؤثرة ابنة سيد مكاوي تكشف اللحظات الأخيرة من حياة والدها في ذكرى رحيله | المصري اليوم

04/21 13:22

«متفوتنيش أنا وحدي » كلمات ظلت عالقة في الأذهان والتي نسجها الشاعر الراحل حسين السيد، وتغنى بها ولحنها الراحل سيد مكاوي، والذي تحل اليوم ذكرى رحيله، والذي يتزامن في 21 إبريل 1997.. وفي السطور التالية، نرصد محطات في حياة الراحل سيد مكاوي.

«زي النهارده».. وفاة الملحن الشيخ سيد مكاوي 21 إبريل 1997

أميرة سيد مكاوي تكشف تفاصيل علاقتها بوالدها (فيديو)

بعد غناء «البيانولا» في آخر حلقات «كامل العدد».. أميرة سيد مكاوي: «أبويا ملك البهججة»

«زي النهارده».. وفاة الشيخ سيد مكاوي 21 أبريل 1997

ولد الراحل سيد مكاوي، في 1928، بحي الناصرية في منطقة السيدة زينب، لأسرة بسيطة، حيث ولد ضريرا، ليحمل ذلك أسرته على توجيهه لحفظ القرآن ومعرفة الإنشاد الديني، وكان يؤذن للصلاة في مسجدي أبو طبل والحنفي بحي الناصرية، وكانت والدته تشتري له الاسطوانات القديمة ومتابعة أساتذة الإنشاد والتلاوة ويقوم بتقليدهم، ليتعرف على إسماعيل رأفت ومحمود رأفت، والعاشقين للموسيقى، وكونا معا تخت لإحياء حفلات الأصدقاء.

وتقدم سيد مكاوي، بعد هذه الفترة إلى لجنة الإذاعة كمطرب، وتم اعتماده، وقدم أولى أغانيه «محمد»، وكذلك أغنية «تونس الخضرا»، وأسس مقدمات غنائية للمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، منها «رضا بوند، شنطة حمزة»، واشتهر أيضا بحلقات «المسحراتي» خلال شهر رمضان، كما شارك أيضا في الأحداث الوطنية، وتعاون مع الشاعر صلاح جاهين، في رائعة أوبريت «الليلة الكبيرة»، والرباعيات.

كانت بداية انطلاق الراحل سيد مكاوي، من خلال تقديمه لحن للفنانة شريفة فاضل، وهو «مبروك عليك يا معجباني يا غالي»، وكذلك مع الفنان محمد عبد المطلب بأغنية «اسأل مرة عليا»، وتوالت بعد ذلك الأعمال مع عدد كبير من المطربين، من بينهم ليلى مراد، شادية، شهرزاد، نجاة الصغيرة، صباح، سميرة سعيد، وردة الجزائرية، أم كلثوم»

هكذا كان مشوار ومسيرة كبيرة من الأعمال قدمها شيخ المطربين سيد مكاوي، والتي تركت بصمة خالدة لا تزال عالقة في الأذهان، حتى توفي مثل هذا اليوم 21 إبريل 1997.

«غاب أبو السيد جسدا، ربنا يسعده في الجنة» بكلمات المؤثرة تحدثت أميرة سيد مكاوي، عن والدها الراحل قائلة: «27 سنة والفقد بيكبر؟ وجملة لو كان بابا موجود مكانش ده حصل بتتكرر كل يوم.. عذرا أنا لا أؤمن بإحياء ذكرى الغياب».

كما كشفت أميرة سيد مكاوي، عن اللحظات الصعبة خلال لحظاته الأخيرة، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وسلطت الضوء على مشاهد رحيله قائلة: «مش هتشوفي حاجة، هكذا أجابني أحدهم حينما طلبت أن أدخل الغرفة.. أجبته: «مش مشكلة»، فلم أكن أعرف وأنا التي قاربت ربع قرن ما يعنيه الرجل ولا معنًى لإجابتي».

وتابعت: «وجدته ملفوفًا في قماشة بيضاء، نحيلًا من تحت عباءة الموت كان، أول مشهد للكفن تراه عيني، وأول ملمح لغيابه يصدمني، قبل دقائق كنت أجلس بجواره وهو «ميت» كما يزعمون، أحكي له وأطمْئِنُه أن لا يخاف، وتلك الابتسامة الهادئة على وجهه لا تذبل، فقط حرارة جسمه تتناقص ولا أراه يشعر ببرد، والابتسامة لا تفارقه».

وتساءلت أميرة سيد مكاوي، قائلة: «لماذا ألبسوك هذه العباءة البيضاء وأحكموا إغلاقها عليك وجعلوا رؤية وجهك مستحيلة؟ ما الذي جعلك تصلّين لي الركعتين بعد أن حدّثوكِ أن لا أمل وأنني لم أعُد حيًّا؟ تَلَفَّتُّ حولي فإذا أنا وحيدة على الأرض مع الجسد المسجَّى في العباءة البيضاء! لقد بدأ اضطراب غيابك يظهر عليّ يا أبو السيد.. أتحدّثني وأنت لست على قيد الحياة؟ أغمضت عيني وقرأت الفاتحة فإذا صوته يسكنني كأنه يتحدث من داخلي: إيه اللي جرَّاكي كده تصلّي ركعتين؟ تصدّق مش عارفة"، هكذا أجبت».

واستكملت أميرة مكاوي، قائلة:« قومي شوفي لنا الدنيا بره إيه حكايتها وتعالي قولي لي خرجت من باب غرفتي حتى أنفّذ ما طلب مني كعادتي معه.. نعم غرفتي. لا تعتقد عزيزي أنني أهلوس.أطفأ ملك الموت أجهزة أبي وقبض روحه في غرفتي أنا. ربما اعتقد البعض أنها مصادفة، ولكنني الآن بعد ما يقارب ثلاثين عامًا على الرحيل لم أعُد أرى للصدفة محلًّا، فقد أصبحت على يقين من أن القدر هو الذي أراد لي أن أكون شاهدة على كل انتكاساته الصحية، وأن أكون أنا وحدي مَن يرى أوراقه تتساقط واحدة تِلْو أخرى على فترات زمنيه متباعدة، وأن أكون أنا الوحيدة التي بجانبه. »

وتابعت: «كنت معه وحدي في العاشرة من عمري حين سقط أمامي على سُلّم مترو الأنفاق في مدينة قساة القلوب لندن، ظللت أصرخ وأنادي «بابا» وأنا أراه يتكور على نفسه ويلتهمه السُّلَّم الطويل جدًّا حتى وصل إلى منتهاه. لم يُصَبْ بأي عَرَض جسديّ، ولكن الندبة النفسية التي تركتها فكرة السقوط أمامي ظلّت محفورة في وجدانه.. إلى أن أطلق سراحها في إحدى جلساتنا السرية التي لا يعلمها سوانا، كنت أنا الشاهدة على زيارات الطبيب في المنزل لقياس تَدَهوُر سَمْعه نتيجةَ الجلوس في الاستوديوهات حين كان صغيرًا، كنت مساعدةً للطبيب، وتلك المُلِحَّة بمئات الأسئلة للاطمئنان عليه، وحين داهمته الأزمة القلبية اللعينة كنت أنا أول من سمع آهات صرخات قلبه ليلًا، حينها كنت أنا ابنة السابعة عشرة أذاكر للثانوية العامة، وحين اعترضَت رئتُه على كمّ التلوُّث المحيط وسلّمَت رايتها بأنها لم تعُد كُفأَة للعمل».

وأضافت «أميرة»: « في احتفالات العيد ببلد الحياة بيروت كنت أنا صاحبته وصحبته، ومعي أربعه وعشرون عاما أحملها على كتفي، وعاد من مستشفى الشرطة بالعجوزة لينام في غرفتي لكي يرحل من مكاني لا من مكانه. خرجتُ من الغرفة فوجدتهم في عالَم آخر، منهم من ينتحب ومنهم من يُجرِي مجموعة من الاتصالات. ناس رايحه بنوك وناس بتخلّص ورق. زيطة وزمبلبيطه في الصالون، وأنا لا أبكي، وأطمْئِنُ الجميع أنه بخير، حاولت إقناعهم أنه تناول إفطاره وصلّى الفجر قبل أن تذهب روحه إلى بارئها، وأن هذه علامة طيبة، كما أنه عائد لتوّه من الحج الذي أدّاه نيابة عنه زوج شقيقتي... والجميع ينظر إلى تلك البلهاء الصغيرة في الخبرة والسنّ ويتعجّب مما تقول، بل إن بعضهن بدأ في إعطائي التعليمات الواجبة في مثل هذه الظروف: يجب أن لا أجيب الهاتف (علشان الناس تعرف إننا متضايقين). لا تبتسمي في وجه أحد. اجلسي في مكان واحد. كفاية تطمّني الناس، المفروض هما اللي ييجوا يطمّنوكي. ذهبت إليه وقلت له: "اطمّن"، وحكيت له بالتفصيل ما يحدث في الخارج».

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل