المحتوى الرئيسى

من «العقيدة المحيطية» إلى «حرب الظل» والمواجهات المباشرة.. كيف تغيرت العلاقة بين إيران وإسرائيل عبر التاريخ ؟ (تقرير) | المصري اليوم

04/20 07:17

تصعيد خطير تشهده منطقة الشرق الاوسط بعد أن شهد الأسبوع الماضي، إطلاق كل من إسرائيل وإيران صواريخ بتجاه أراضي كل منهما، وسط دعوات الأطراف الدولية فخفض التصعيد بين البلدين حتى لا ينزلق المنطقة في حرب شاملة.

الحرب تتوسع.. مصطفى بكري يكشف تفاصيل الضربة الإسرائيلية على إيران

صراع إيران وإسرائيل يدفع أسعار الذهب لخامس زيادة أسبوعية على التوالي

إيران تحذر: لدينا المعلومات اللازمة عن المراكز النووية الإسرائيلية.. و«يدنا على الزناد»

وذكرت وسائل إعلام إيرانية فجر أمس الجمعة، باستهداف قاعدة أصفهان الجوية من قبل مسيرات، وسماع دوي انفجارات في مدينة قهجاورستان شمال غربي أصفهان، وفيما لم تتبى إسرائيل صراحة العملية، إلا أن الهجمات تأتي بعد أيام من إطلاق إيران 300 طائرة مسيرة تجاه إسرائيل السبت الماضي، ردًا على استهداف إسرائيل للسفارة الإيرانية بدمشق مطلع الشهر الجاري.

وفيما يؤكد الطرفان أن أضرار الهجمات طفيفة، إلا أن الهجومين يعدان تطور خطير في الصراع بين إيران وإسرائيل مما ينهى عقود مما عرف بـ «حرب الظل» إلى المواجهات المباشرة.

وتعرف حرب الظل (Shadow War) بأنها «شكل من أشكال النزاع المسلح، الذي يتم بشكل سري في العلاقة بين الحرب والسلام حيث تستخدم الجهات الفاعلة المختلفة وسائل مختلفة لتحقيق أهدافها».

ولدى طهران وتل أبيب تاريخ طويل من المواجهات غير المباشرة وغير المعلنة منذ قيام الثورة الإيرانية في عام 1979، وقطع العلاقات بين البلدين.

يذكر أن كل من إسرائيل وإيران حافظوا على علاقات وثيقة مع بعضهم البعض، كما أن طهران كانت تاني دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل في عام 1948، بعد تركيا، في سياق ما يعرف بـ «العقيدة المحيطية» (periphery doctrine)، أي تحالف إسرائيل مع دول مجاورة للعرب لخنقهم، وهى السياسة التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن جوريون.

وفي أعقاب الثورة الإيرانية وسقوط أسرة بهلوي عام 1979، تبنت إيران موقفًا حادًا مناهضًا لإسرائيل، وقطعت إيران كافة علاقاتها الرسمية مع إسرائيل، كما أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية روح الله الخميني تحويل مقر السفارة الإسرائيلية في طهران، إلى منظمة التحرير الفلسطينية، في دلالة على التحول في سياسة إيران تجاه القضية الفلسطينية.

في عام 1982، أمر المرشد الإيراني بإنشاء جماعة «حزب الله» في لبنان. كان الهدف هو محاربة الجيش الإسرائيلي، الذي غزا جنوب لبنان، واحتل المنطقة حتى عام 2000.

وفي 18 يوليو 1994 أسفر انفجار الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية (آميا) في بوينس آيرس إلى مقتل 85 شخصًا وإصابة 300 مواطن يهودي أرجنتيني، وهو الهجوم الأكثر دموية في تاريخ الأرجنتين، وقضت أعلى محكمة جنائية في الأرجنتين الشهر الجاري، بأن إيران خططت لتفجير آميا وأن جماعة حزب الله اللبنانية نفذته.

أما البرنامج النووي الإيراني فكانت إسرائيل من أكثر الدول المعارضة له، وسعت تل أبيب مبكراً بالتعاون مع الولايات المتحدة لعرقلة القدرات النووية الإيرانية، وفي 2010 أكتشف فيروسا رقميا يحمل اسم «Stuxnet»، نجح في اختراق البرنامج النووي الإيراني، وخلص معظم الخبراء إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل ربما تعاونتا في هذا الجهد.

وقدر خبراء أن السلاح السيبراني بدأ في عام 2006 كوسيلة لتدمير أجهزة الطرد المركزي في محطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز، وبدأ يظهر آثاره في عام 2008، عندما بدأت أجهزة الطرد المركزي في الدوران بسرعات أسرع من المعتاد حتى بدأت المكونات الحساسة في الالتواء والكسر.

وحين تم التوصل للاتفاق النووي الإيراني في 2015 بين طهران ومجموعة (5+1)، الذي مهد لرفع العقوبات عن إيران اعتبر مسؤولون إسرائليون الأتفاق بـ«الخطأ التاريخي»، واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاق «يهدد بقاء إسرائيل».

وفي عام 2018 خرج نتنياهو في مؤتمر ليكشف عما وصفه بـ«ملفات سرية نووية» تثبت أن إيران كانت تسعى سرا لإنتاج أسلحة نووية، وقال نتنياهو إن في حوزة بلاده 55 ألف صفحة من الأدلة و55 الف ملف على 183 اسطوانة تتعلق بمشروع إيران النووي، الأمر الذي شجع الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب للخروج من الاتفاق وفرض عقوبات على طهران.

إفشال مخطط إيران النووي لم يكن فقط عبر الأدوات الدبلوماسية، فخلال العقود الماضية اغتيل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين يعتقد أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يقف وراء تلك العمليات.

كان أبرزهم مقتل أستاذ مادة فيزياء الجسيمات في جامعة طهران مسعود على محمدي في 12 يناير 2010، في انفجار دراجة نارية مفخخة عند خروجه من منزله في طهران، تبع ذلك في نفس العام في 29 نوفمبر مقتل مؤسس الجمعية النووية الإيرانية مجيد شهرياري الذي كُلّف بأحد أكبر المشاريع في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بانفجار قنبلة ألصقت بسيارته في طهران.

في 23 يوليو 2011، قتل العالم النووي داريوش رضائي نجاد برصاص أطلقه مجهولان كانا على دراجة نارية في طهران، وفي 12 نوفمبر 2011، أدى انفجار في مستودع ذخيرة تابع للحرس الثوري في إحدى ضواحي طهران إلى مقتل ما لا يقل عن 36 شخصًا، بينهم الجنرال في الحرس الثوري حسن طهراني مقدم.

في 11 يناير 2012، قُتل العالم مصطفى أحمدي روشان الذي يعمل في موقع نطنز النووي، في انفجار قنبلة مغناطيسية وضعت على سيارته قرب جامعة العلامة الطبطبائي.

وكان أخر تلك الاغتيالات محسن فخري زادة الملقب أنه «رأس البرنامج النووي»، وذلك كمين على طريق في أبسارد في 27 نوفمبر 2020 قرب طهران.

الأمر لم يقتصر عند ذلك الحد بل شملت السنوات الماضية تصاعد لوتيرة استهداف المصالح الاستراتيجية للبلدين، في أراضي خارج البلدين.

وفي أغسطس 2019، قتلت غارة جوية إسرائيلية اثنين من المسلحين الذين تلقوا تدريبا إيرانيا في سوريا، ونفذت طائرة بدون طيار انفجارا بالقرب من مكتب لحزب الله في لبنان، وأدت غارة جوية في القائم بالعراق إلى مقتل قائد ميليشيا عراقية مدعومة من إيران.

واتهمت إسرائيل إيران في ذلك الوقت بمحاولة إنشاء خط بري لإمدادات الأسلحة عبر العراق وشمال سوريا إلى لبنان، وقال محللون إن الضربات كانت تهدف إلى إيقاف إيران وإرسال إشارة إلى وكلائها بأن إسرائيل لن تتسامح مع أسطول من الصواريخ الذكية على الأرض. حدودها.

وفي يناير 2020 استقبلت إسرائيل بارتياح اغتيال اللواء قاسم سليماني، قائد الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في بغداد، وردت إيران بمهاجمة قاعدتين في العراق تؤوي القوات الأمريكية بوابل من الصواريخ، مما أدى إلى إصابة حوالي 100 عسكري أمريكي.

وفي يوليو 2021، تعرضت ناقلة نفط تديرها شركة شحن مملوكة لإسرائيل لهجوم قبالة سواحل عمان، مما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم، وفقًا للشركة وثلاثة مسؤولين إسرائيليين، وقال اثنان من المسؤولين إن الهجوم نفذته على ما يبدو طائرات إيرانية بدون طيار، ولم تعلن إيران أو تنفي مسؤوليتها صراحة، لكن قناة تلفزيونية مملوكة للدولة وصفت الحادث بأنه رد على ضربة إسرائيلية في سوريا.

وفي مايو 2022 اغتيال أحد قائد الحرس الثوري، العقيد صياد خديي، أثناء عودته إلى منزله في طهران.

وبعد اندلاع عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023، دخلت المواجهة بين الطرفين فصلاً جديداً مع اتهام إسرائيل والولايات المتحدة طهران بالوقوف وراء تلك العملية عبر تقديم الدعم لحركة حماس.

بعد أن بدأ القصف الإسرائيلي على غزة ردًا على الهجوم الذي قادته حماس، كثفت الميليشيات المدعومة من إيران هجماتها، وفي أواخر العام الماضي، اتهمت إيران إسرائيل بقتل شخصية عسكرية رفيعة المستوى، العميد السيد راضي موسوي في ضربة صاروخية في سوريا.

وُصِف الجنرال موسوي، وهو مستشار كبير للحرس الثوري، بأنه كان مساعداً مقرباً للجنرال سليماني وقيل إنه ساعد في الإشراف على شحن الأسلحة إلى حزب الله. ورفضت إسرائيل، التي تبنت موقفها المعتاد، التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت وراء وفاة الجنرال موسوي.

وفي يناير 2024، أدى انفجار في إحدى ضواحي بيروت بلبنان إلى مقتل صالح العاروري، أحد قادة حماس، إلى جانب اثنين من قادة الجناح المسلح لتلك الجماعة، وهو أول اغتيال لمسؤول كبير في حماس خارج الضفة الغربية وقطاع غزة في السنوات الأخيرة.

وكثف حزب الله، الذي يتلقى دعما كبيرا من إيران، هجماته على إسرائيل بعد وفاة السيد العاروري. ورد الجيش الإسرائيلي على حزب الله في لبنان، مما أسفر عن مقتل عدد من قادة الجماعة.

وفي 20 يناير 2024، أعلن الحرس الثوري الإيراني اغتيال قائد استخبارات فيلق القدس العميد الحاج صادق ونائبه بالغارة إسرائيلية، وقالت وكالة الأنباء السورية إن هجوما استهدف مبنى سكني في حي المزة بدمشق.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل