العقوبات على روسيا تدمّر الغرب وترفع الصين
موسكو – (رياليست عربي): إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى على تصدير المعادن غير الحديدية الروسية قد تعزز مكانة الصين في السوق، وستضع القيود الجديدة، بحسب الخبراء، بورصة شنغهاي في وضع متميز: إذ ستتلقى منصة التداول المزيد من المعادن بخصومات، في حين ستنخفض مخزونات البورصات الغربية. كما ستزداد فجوة الأسعار بين الأسواق الأوروبية والآسيوية.
تم فرض الحظر على استيراد الألومنيوم والنحاس والنيكل من أصل روسي، فضلاً عن القيود المفروضة على استخدامها في بورصات المعادن العالمية وفي تداول المشتقات خارج البورصة، من قبل وزارة الخزانة الأمريكية والمملكة المتحدة يوم الجمعة الماضي، 12 أبريل .
ووفقاً للقيود الجديدة، لن تتمكن بورصة لندن للمعادن وبورصة شيكاغو التجارية من تجديد مخزونات الألومنيوم والنحاس والنيكل في مستودعاتها من خلال توريد المواد الخام من الاتحاد الروسي، نحن نتحدث عن المعادن المنتجة بعد 13 أبريل من العام الحالي.
ولا تمنع العقوبات روسيا من بيع المواد الخام إلى مشترين خارج الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، كما أنها لا تقيد التجارة في المعادن التي تتم مباشرة بين شركات التعدين والتجار والمصنعين، ومع ذلك، فإنها ستنعكس على أسواق المعادن بسبب الموقع المركزي الذي تحتله بورصة لندن للمعادن: حيث يتم استخدام أسعارها كمعيار ويتم ذكرها في العديد من العقود حول العالم.
وفي يوم فرض العقوبات، قفز سعر الألمنيوم في بورصة لندن للمعادن بنسبة 9.4%، وهو الأعلى منذ عام 1987، وارتفع سعر النيكل بدوره بنسبة 8.8%. وفي يوم الاثنين 15 أبريل، ارتفع سعر النيكل في بورصة لندن للمعادن بنسبة 8.33% ليصل إلى 19.17 ألف دولار للطن، وارتفعت تكلفة الألومنيوم بنسبة 8.31% لتصل إلى 2684.5 دولاراً للطن، ولكن في وقت لاحق، انخفضت أسعار المعادن بشكل حاد، وبلغ سعر النيكل يوم الأربعاء 17 أبريل 17.9 ألف دولار للطن، أما الألومنيوم – 2563.5 دولاراً لنفس الوزن، وسيبلغ سعر طن النحاس 9,516 دولاراً.
وقد أعلنت بورصة لندن للمعادن بالفعل أنها ستلتزم بالعقوبات الجديدة، وحذرت منصة التداول من احتمال عدم اليقين في السوق الذي قد تسببه القيود.
وأضافت بورصة لندن للمعادن أن إمدادات المعادن “القديمة” (المنتجة قبل 13 أبريل 2024) من الاتحاد الروسي ستستمر، وبالتالي، تظل البورصة مفتوحة أمام زيادة قصيرة المدى في الإمدادات إلى مستودعاتها، مما قد يؤدي إلى اختلالات في الأسعار، حسبما تشير وكالة بلومبرج.
وفي نهاية شهر مارس، استحوذت روسيا على 91% من احتياطيات الألومنيوم في بورصة لندن للمعادن، و62% من النحاس، و36% من النيكل، وتتراوح تقديرات كمية الألمنيوم الروسي المخزنة خارج نظام التبادل من بضع مئات الآلاف إلى مليون طن.
من جانبها، أوضحت الخدمة الصحفية لشركة روسال أن الشركة لا تقوم بتوريد المعادن إلى بورصة لندن للمعادن، وتتاجر مباشرة مع المستهلكين ومعالجي الألومنيوم.
من شأن العقوبات المفروضة على المعادن الروسية أن تؤمن مكانة الصين كمشتري رئيسي للسلع ذات المنشأ الروسي، ووفقاً للخبراء، سيزيد من دور شنغهاي كمنصة لتحديد أسعار الموارد المهمة للاقتصاد العالمي.
بالتالي، تضع القيود بورصة شنغهاي في الوضع الأكثر فائدة – حيث يمكن أن تصبح كائناً رئيسياً لتسعير المعادن الصناعية غير الحديدية، وبعد فرض العقوبات، تبين أن منصة التداول هي بورصة السلع الرئيسية الوحيدة التي تقبل الإمدادات الروسية من الألومنيوم والنحاس والنيكل، وهذا يمكن أن يصبح عاملاً إضافيا في تدويل اليوان وإضعاف دور الدولار كعملة لتجارة السلع الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، إن إعادة توجيه الصادرات تحدث بالفعل، فقد قامت روسيا، على سبيل المثال، بزيادة حادة في إمداداتها من القضبان، التي يتم تحويلها إلى خردة في الصين، كما بدأ الاتحاد الروسي في توجيه صادرات المعادن من الدول الأوروبية إلى مستوردين بديلين في النصف الثاني من عام 2022.
لا يتضح توسع صادرات المعادن إلى الصين من خلال العقوبات الحالية فحسب، بل أيضاً من خلال سياسة البلدين المتمثلة في تعزيز المدفوعات بالعملات الوطنية، فضلاً عن توريد أنواع كثيرة من المواد الخام من روسيا بخصومات كبيرة.
كما أن حجم التجارة بين روسيا والصين نما بنسبة 124% خلال السنوات الثلاث الماضية، وقد اقتربت الدولتان من بعضهما البعض على خلفية المواجهة الاقتصادية مع الدول الغربية والولايات المتحدة.
وتستخدم الصين أي عقوبات مفروضة على روسيا لصالحها، في الآونة الأخيرة، أدى التهديد بفرض عقوبات أمريكية على الهند إلى سحب جزء من النفط الروسي إلى الصين، مما تسبب في خسائر لمصافي النفط الهندية.
كما أن العلاقات التجارية الثنائية بين روسيا والصين سوف تستمر في التعزيز، ومن المربح للصين أن تشتري المعادن الروسية بسعر مخفض من أجل معالجتها محلياً، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للصين إرسال المنتجات المعدنية النهائية إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
لكن في الوقت نفسه، سيكون الطلب على المعادن غير الحديدية الروسية من الصين محدوداً بسبب ضعف النمو الاقتصادي في البلاد وقدرة الصناعات المقابلة على استيعاب النحاس والنيكل والألومنيوم من روسيا.
قد تفقد منصات التداول الغربية في نهاية المطاف عدداً من مراكزها وتتوقف عن كونها مركز تسعير ومعياراً لعدد من المعادن، على وجه الخصوص، سيبدأ التناقض في الأسعار بين بورصات الغرب والشرق، حيث سيتعين على الأول أن يدفع مبالغ زائدة، بينما سيحصل الأخير على خصومات إضافية.
ومع ذلك، لا ينبغي تجاهل أن بورصة لندن للمعادن تحتوي على احتياطيات كبيرة من المعادن الروسية، إنها خارج نطاق العقوبات، لذا تحتفظ البورصة بأداة جادة لإدارة الأسعار، في الوقت نفسه، ستستمر المعادن من القطاع خارج البورصة في الوصول إلى مستودعات بورصة لندن.
بالتالي، إن القرار الذي اتخذته المملكة المتحدة والولايات المتحدة بحظر استيراد معادن التحول الأخضر العالمية الرئيسية المنتجة في روسيا يعد خطوة غير كافية مع عواقب محتملة بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي، إذ تجعل هذه المعادن لا غنى عنها في إنتاج مركبات الجيل القادم، وأنظمة تخزين الطاقة، ومصادر الطاقة المتجددة، والبنية التحتية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقنيات التكيف مع تغير المناخ.
واشنطن – (رياليست عربي): قامت شركة غوغل بطرد 28 موظفاً نظموا اعتصاماً ضد عقد الحوسبة السحابية مع إسرائيل، طبقاً لصحيفة...
واشنطن – (رياليست عربي): قالت عضوة الكونغرس الأمريكي الجمهوري مارجوري تايلور جرين، إن مواطني الولايات المتحدة الأمريكية يدعمون التوصل إلى...
موسكو – (رياليست عربي): ذكرت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا لن تكشف مقدماً عن ردّها على...
واشنطن – (رياليست عربي): خططت دول مجموعة السبع للإبقاء على أصول روسيا مجمدة حتى تتمكن القيادة الروسية من دفع تعويضات...
موسكو – (رياليست عربي): إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى على تصدير المعادن غير الحديدية الروسية قد تعزز...
بكين – (رياليست عربي): وصل المستشار الألماني أولاف شولتز إلى الصين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وهذه هي أطول رحلة...
دمشق – (رياليست عربي): في إطار المساعي الأمريكية لـ ضبط الصراع الشرق أوسطي؛ يبدو واضحاً أن الولايات المتحدة تسعى إلى...
تبليسي – (رياليست عربي): في جورجيا، تفاقم الوضع بشكل حاد بسبب قانون العملاء الأجانب، أولاً، تشاجر النواب في البرلمان بسبب...
كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون
Comments