المحتوى الرئيسى

السودان.. منازل تسكنها الأحياء والأموات سويا وجثث تحللت في الطرقات ( شهادات حية) | المصري اليوم

04/19 02:20

بعد مرور عامها الأول من الحرب، خسائر فادحة تكبدتها أهالي مدن وولايات السودان التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، لا يعلو صوت في الخرطوم وولاية الجزيرة وأم درمان، سوى الرصاص والطائرات التي تحلق يومياً في السماء، نزح ما يقرب من 10 ملايين سوداني إثر القتال الذي امتد في العديد من الولايات، ولم تعد المنظمات والسلطات قادرة على إحصاء عدد الضحايا.

بعد عام علي حرب السودان.. مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تدعو المجتمع الدولي لدعم المجتمع المضيف

رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد قوات الدفاع المالاوية

تقرير منظمة الهجرة الدولية: 20 ألف شخص هربوا من حرب السودان

المؤتمر الدولى لدعم السودان: استعادة الاستقرار من أهم الأولويات

المجتمع الدولي يتعهد بـ مساعدات إنسانية بملياري يورو للسودان في مؤتمر باريس

إذا اندلعت حرب عالمية ثالثة.. ما الدول التي ستكون بمأمن من الصراع والمخاطر؟

انتصرت الحرب التي اندلعت وجردت الجميع من ممتلكاتهم المادية والمعنوية وأفقدتهم ذويهم وأقاربهم من كل مكان، فلا تجد عائلة ولا منزل يخلو من ألم الفقد أو البحث عن غائبين فُقدوا طالتهم يد قوات الدعم السريع، وأصبح معها دفن الموتى وتشييع جثمانهم إلى المقابر أمراً مستحيلاً، بسبب المعارك اليومية، واعتراض أفراد الدعم السريع طرقات الموتى وقتل واختطاف من يذهبون لدفن موتاهم، مما جعل المقابر المؤقتة ظاهرة منتشرة في ساحات المنازل والمدارس القريبة، حتى تتوارى جثث الموتى الذين زهقت أرواحهم في الحرب لمثواهم الأخير، دون أي تعرض لويلات تشييع جثمانهم في الجنازات، وكأن الحرب أبت أن تقتلهم مرة واحدة.

« روائح الدم والجثث تنبعت من كل مكان».. هكذا وصفت هديل إدريس، الفتاة العشرينية التي أجبرتهم قوات الدعم السريع على ترك منزلها هي وما تبقى من أفراد عائلتها، « لا أتذكر أثناء خروجنا من منزلنا بولاية الجزيرة سوى منظر الجثث التي ملأت الطرقات وانبعثت منها روائح كريهة، لا تذهب من مخيلتي».. حسبما ذكرت لـ « المصري اليوم »، وعدد من الشهادات الحية من داخل السودان.

فهذه مقبرة حي بانت شرق، داخل مقر لجنة الخدمات والتغيير تحولت لساحة مدافن جماعية، تروي نونا.عثمان والتي اذاقتها الحرب مرارة فقد زوجها وأحد أقاربها من عائلة زوجها، بعدما قتلتهم قوات الدعم السريع في31 مارس الماضي، واجبرتهم على عدم الذهاب لدفنهم وإلا لحقوا بهم، مما اضطروا لدفنهم في ساحة مقر لجنة الخدمات بالقرب من منزلهم.

منذر رمضان الشاب الذي يبلغ من العمر منتصفه، يقول استيقظت ذات يوم منذ بداية الحرب على فاجعة خسارة أحد أصدقائي بالخرطوم وعدم العثور على جثمانه أو حتى التعرف عليه وسط الآلاف من الجثث التي ملأت الشوارع والدم الذي رسم على حوائط المنازل من الرصاصات، مما اضطرهم لدفن الجثث في موقع موتها وتحللها.

أما سمية جالي والتي اضطرت لدفن والدتها معها لإكرامها في مثواها الأخير داخل ساحة منزلهم بالخرطوم، بعد العثور على جثمانها، واختطاف قوات الدعم السريع أخيها الأكبر، تقول« اضطرتني الظروف والقتال اليومي بالخارج لدفنها بجواري بدلا من تركها تتحلل وتنهشها الطيور والكلاب، وحتى يزيح الله عنا ما يحدث وتتوقف الحرب».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل