المحتوى الرئيسى

تراجع التصنيع في أوكرانيا يتسارع بجهود روسيا

04/17 07:14

تقوم روسيا بشكل ممنهج بتدمير قدرات أوكرانيا الصناعية. حول ذلك، كتب المحلل الاقتصادي غليب بروستاكوف، في "فزغلياد":

أظهرت الأيام الأخيرة تغيراً في أساليب الحرب من الجانب الروسي. لقد اكتسبت المواجهة المديدة أخيرًا طابع استهداف الموارد، ما يعني أن تدمير قاعدة موارد العدو أصبح محور الهجمات على أراضي أوكرانيا.

يجري توجيه ضربات كبيرة لقدرات توليد الطاقة في مناطق خاركوف وزابوروجيه ونيكولاييف وأوديسا وحتى في لفوف. ومن الواضح أن هذه الهجمات تهدف إلى تدمير توازن نظام الطاقة الأوكراني ككل، بحيث يفشل النظام في أوقات ذروة الاستهلاك. وهذا يعني أن الحديث لا يقتصر على عمل انتقامي، بل إن الضربات ذات طبيعة استراتيجية وبعيدة المدى.

بشكل عام، الحديث يدور عن زيادة منهجية في تكلفة الحرب بالنسبة للغرب. فلن تتدفق الحبوب ولا الكهرباء ولا الغاز من أوكرانيا إلى أوروبا على نطاق صناعي. بل، على العكس من ذلك، سوف تستورد أوكرانيا الكهرباء والغاز من الاتحاد الأوروبي، وهذا يشكل عبئا لا يطاق على اقتصاد الاتحاد الأوروبي الذي ضعف بسبب أوكرانيا.

"سوف تخسرون كل شيء"، هذه هي تقريبًا رسالة روسيا إلى الغرب وحلف شمال الأطلسي. فمن خلال ضرب البنية التحتية الحيوية، توضح موسكو بكل جدية أن أي مساعدة لن تنقذ الاستثمارات في أوكرانيا، ولن تؤدي إلا إلى تعظيم خسائر الغرب في أوكرانيا. سوف يبتلع ثقب أوكرانيا الأسود كل الأموال التي يخصصها الغرب.

وفي حين أن روسيا، التي تعد هذه المناطق تابعة لها، مستعدة للاستثمار في إعادة إعمارها، كما تعيد إعمار ماريوبول الآن، فإن "استثمارات" الغرب في مثل هذه الحرب لن تؤتي ثمارها أبدا. لفترة طويلة جدًا، قاومت موسكو استكمال عملية تجريد أوكرانيا من السلاح ونزع النازية من خلال تدمير الصناعة، لكن تزايد المخاطر في هذه المواجهة وحجم الدمار الذي حدث بالفعل، جعل هذا التوجه مُسوغًا للأسف.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تابعوا RT علىRT

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل