المحتوى الرئيسى

20 ضحية مع كل هدف.. ما هو نظام الذكاء الاصطناعي Lavender الذي أدى لاستشهاد آلاف الفلسطينيين؟

04/15 20:19

كشف تحقيق جديد أجرته مجلة +972 و Local Call أن الجيش الإسرائيلي طور برنامج قائم على الذكاء الاصطناعي يعرف باسم "لافندر"، وفقًا لـ6 ضباط استخبارات إسرائيليين، خدموا جميعًا في الجيش خلال الحرب الحالية على قطاع غزة، وكانوا تورطوا بشكل مباشر في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف للاغتيال.

ولعب لافندر دورًا مركزيًا في القصف غير المسبوق على قطاع غزة، وخاصة في المراحل الأولى من الحرب، في الواقع، وفقًا للمصادر، كان تأثيرها على العمليات العسكرية كبيرًا لدرجة أنهم تعاملوا بشكل أساسي مع مخرجات آلة الذكاء الاصطناعي "كما لو كان قرارًا بشريًا" دون مراجعة.

- ما هو نظام لافندر؟

صمم نظام لافندر لتحديد جميع النشطاء المشتبه بهم في الأجنحة العسكرية للمقاومة، لحماس والجهاد الإسلامي، في فلسطين، بما في ذلك العناصر ذات الرتب المنخفضة، كأهداف محتملة للتفجيرات، وقالت المصادر لـ +972 و Local Call إنه خلال الأسابيع الأولى من الحرب، اعتمد الجيش بشكل شبه كامل على لافندر، الذي سجل ما يصل إلى 37000 فلسطيني كمسلحين مشتبه بهم – ومنازلهم – لشن غارات جوية محتملة عليهم.

وهناك نوعان من التقنيات المعنية، الأول: "لافندر" وهو نظام توصيات يعمل بالذكاء الاصطناعي مصمم لاستخدام الخوارزميات لتحديد نشطاء حماس كأهداف، والثاني: المسمى بشكل غريب "أين أبي؟" وهو نظام يتتبع الأهداف جغرافيًا بحيث يمكن متابعتهم إلى مساكن عائلاتهم قبل مهاجمتهم، ويشكل هذان النظامان معًا مكونات البحث عن المسار والهدف لما يعرفه جيش الاحتلال باسم "سلسلة القتل" .

وكشف التحقيق أن "خلال المراحل الأولى من العدوان على غزة، أعطى الاحتلال موافقة شاملة للضباط على اعتماد قوائم القتل التي أعدها نظام لافندر، دون الحاجة إلى التحقق بدقة من سبب قيام الآلة بهذه الاختيارات أو فحص البيانات الاستخباراتية الأولية التي استندت إليها، وذكر أحد المصادر أن الأفراد البشريين غالبًا ما يكونون بمثابة ختم مطاطي لقرارات الآلة، مضيفًا أنهم عادةً ما يخصصون شخصيًا حوالي 20 ثانية فقط لكل هدف قبل الإذن بقصفه - فقط للتأكد من أن الهدف المحدد هو ذكر، وحدث ذلك على الرغم من علم المسئولين بأن النظام يرتكب ما يعتبر أخطاء في حوالي 10% من الحالات، ومن المعروف أنه يقوم أحيانًا باختيار أفراد ليس لديهم سوى ارتباط ضعيف بالمقاومة، أو ليس لديهم أي صلة على الإطلاق".

- هل تعمد الاحتلال قصف المنازل؟

هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لما كشفه التحقيق، الأفراد المستهدفين بشكل منهجي أثناء وجودهم في منازلهم - عادة في الليل أثناء وجود أسرهم بأكملها - وليس أثناء النشاط العسكري.

وبحسب المصادر، فإن ذلك يعود إلى أنه، من وجهة نظر استخباراتية، كان من الأسهل تحديد مكان الأفراد في منازلهم الخاصة، من خلال أنظمة آلية إضافية، منها نظام "أين أبي؟" “Where’s Daddy؟” وتم استخدامها خصيصًا لتعقب الأفراد المستهدفين وتنفيذ التفجيرات عند دخولهم مساكن عائلاتهم. ونتج عن ذلك، كما شهدت المصادر، وأيضا كما يظهر من خلال أرقام الشهداء الضخمة، هي أن آلاف الفلسطينيين – معظمهم من النساء والأطفال أو الأشخاص الذين لم يشاركوا في أي عمليات – استشهدوا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، خاصة خلال الأسابيع الأولى من الحرب، بسبب الاعتماد الكُلي تقريبا على الذكاء الاصطناعي.

وقال "أ" ضابط مخابرات إسرائيلي لم يصرح باسمه في تحقيق +972 و Local Call: "لم نكن مهتمين بقتل عناصر حماس فقط عندما يكونوا في مبنى عسكري أو يشاركون في نشاط عسكري، على العكس من ذلك، قصف الجيش الإسرائيلي منازلهم دون تردد، كخيار أول، تم بناء النظام للبحث عنهم في هذه المواقف".

عندما يتعلق الأمر باستهداف صغار المسلحين المزعومين الذين يحملون علامة لافندر، فضل الجيش استخدام الصواريخ غير الموجهة فقط، والمعروفة باسم القنابل "الغبية" على عكس القنابل الدقيقة "الذكية"، والتي يمكنها تدمير مباني بأكملها فوق شاغليها وتسبب خسائر كبيرة.

ويرجع ذلك إلى سبب أوضحه "ج" ضابط مخابرات إسرائيلي لم يكشف اسمه في التحقيق، وقال "أنت لا تريد أن تهدر قنابل باهظة الثمن على أشخاص غير مهمين - فهي مكلفة للغاية بالنسبة للبلاد، وهناك نقص في تلك القنابل".

وأوضح مصدر آخر أنهم سمحوا بقصف "مئات" المنازل الخاصة للناشطين الصغار المزعومين الذين تم وضع علامة لافندر عليهم، حيث أدت العديد من هذه الهجمات إلى مقتل مدنيين وعائلات بأكملها باعتبارهم "أضرارًا جانبية".

- ما الفرق بين The Gospel و Lavender

تنضم آلة Lavender إلى نظام آخر للذكاء الاصطناعي، وهو "The Gospel"، والذي تم الكشف عن معلومات عنه في تحقيق سابق أجراه +972 و Local Call في نوفمبر 2023، وكذلك في منشورات الجيش الإسرائيلي الخاصة، يكمن الاختلاف الأساسي بين النظامين في تعريف الهدف: فبينما يشير الإنجيل إلى المباني والمنشآت التي يزعم الجيش أن المسلحين يعملون بداخلها، يحدد لافندر الأشخاص ويضعهم على قائمة القتل.

ويحلل برنامج لافندر المعلومات التي جمعت عن معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من خلال نظام مراقبة جماعي، ثم يقوم بتقييم وتصنيف احتمالية أن يكون كل شخص معين نشطًا في الجناح العسكري لحماس أو الجهاد الإسلامي في فلسطين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل