المحتوى الرئيسى

خبراء يحذرون: تطور الصراع الإيراني الإسرائيلي يشكل خطرا جيوسياسيا على أسواق النفط

04/15 20:08

تعد الطاقة من أهم أركان النظم الاقتصادية، وخلال السنوات القليلة الماضية ازداد الحديث عن «أمن الطاقة العالمى»، تزامناً مع تصاعد الأزمات، بدايةً من جائحة «كورونا»، التى أثرت على إمدادات الطاقة، ثم الحرب الروسية - الأوكرانية، فجرائم إسرائيل فى غزة، وحالياً التصعيد من جانب إيران وإسرائيل، الذى أثَّر بدوره على أسعار النفط، حيث أقفلت الأسعار، على ارتفاع حوالى 1%، تأثراً بتصاعد المخاوف والتوترات فى منطقة الشرق الأوسط.

وقال الدكتور أحمد سلطان، الخبير فى أسواق الطاقة والبترول، إنّه رغم المخاطر التى تلوح فى الأفق بعد الرد الإيرانى على إسرائيل، لا تزال هناك احتمالات كبيرة ألا يؤثر الصراع بشكل حاد وكبير على حركة أسعار البترول الخام عالمياً.

وأضاف «سلطان» لـ«الوطن» أنّ الاضطرابات التى شهدتها المنطقة مؤخراً لم تتسبب فى ارتفاعات مستدامة وطويلة بأسعار البترول العالمية، والصراع الحالى بين طهران وتل أبيب أحد أكبر المخاطر الجيوسياسية على أسواق النفط العالمية منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية والحرب على غزة.

وأشار إلى أنّ الأمر المؤكد أنّ أى حرب فى الشرق الأوسط تُشكل تهديداً محتملاً لأمن إمدادات النفط وأمن الطاقة بشكل عام، وأنّ حرباً قد تشمل طهران قد تكون لها تداعيات أخطر على أسواق النفط العالمية، وذلك لأن ثمة نتيجة واحدة مؤكدة تهدد إمدادات النفط، وهى ارتفاع سعره.

وتابع أنّه منذ بداية الحرب على غزة والحديث عن أمن الطاقة العالمى وإمدادات الطاقة، تتجه الأنظار إلى إيران ومكانتها النفطية فى أسواق الطاقة العالمية، وأوضح أنّ مصطلح أمن الطاقة العالمى مهم جداً للعالم كله، خاصة أنّ الصراعات حول موارد الطاقة العالمية تشكل أهمية كبيرة للدول العظمى، خاصة أنّه يتم التعامل معه على أنّه عنصر تهديد.

وأكمل أنّه بسبب محدودية موارد الطاقة غير المتجددة واختلال مناطق توزيعها عالمياً، وحركة أسعار البترول التى باتت تتأثر بالأحداث التى لا تتعلق بصورة مباشرة بعمليات العرض، خاصة الحروب والأزمات السياسية والجيوسياسية بين الدول، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنابع النفطية الكبرى مثل منطقة الشرق الأوسط.

ولفت «سلطان» إلى أنّ الهجوم الإيرانى على إسرائيل جاء مخالفاً للعديد من التوقعات والتقديرات التى ضغطت بشكل كبير على أسعار النفط الخام عالمياً، والتى جعلت الأسواق العالمية تحبس أنفاسها ترقباً لهذا الرد الذى ظل محدوداً وبشكل نسبى، مقارنة بتلك التوقعات السابقة.

وأكد أنّ هناك مخاوف عالمية من أن تؤدى الأحداث المتتالية إلى زيادة التوترات فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة أنّ إيران تمثل لاعباً رئيسياً فى أسواق النفط الخام، ورغم أنّ هجوم إيران على إسرائيل كان محدود التأثير، ولكنه يُمثل تهديداً مباشراً على خطوط الإمدادات النفطية، أو مصادره الرئيسية فى المنطقة، فإنّ الأسواق النفطية تنظر إلى الأبعد من ذلك تحديداً، وهناك العديد من المخاوف بشأن احتمالية توسيع نطاق الصراع.

«غراب»: «طهران» ثالث أكبر منتج للنفط فى «أوبك»

من جانبه، قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادى، إن إيران تعد ثالث أكبر منتج فى منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، حيث تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط الخام فى العالم، حيث تُصنف من بين قائمة الكبار فى إنتاج النفط على مستوى العالم، فتأتى فى المرتبة الثالثة بعد فنزويلا والسعودية بين دول «أوبك» من حيث الأكثر امتلاكاً للاحتياطيات النفطية المؤكدة.

وأضاف فى تصريحات لـ«الوطن» أن إيران تستحوذ على حصة قدرها نحو 14% من الاحتياطيات النفطية المؤكدة لدول أوبك، ويُقدر إجمالى احتياطيات النفط الخام القابلة للاستخراج لدى إيران بحوالى 157.8 مليار برميل، وذلك حتى نهاية عام 2022، بالإضافة إلى أنها تمتلك حوالى 21 مصفاة غاز، و10 مصافى نفط، ولديها القدرات التقنية التى تمكنها من بناء مصافٍ أخرى.

«مرشد»: حل الأزمات سلمياً هو نهج مصرى.. والأساليب العسكرية لن تزيد المنطقة إلا اشتعالاً وفوضى

من جهة أخرى، قال الدكتور مجدى مرشد، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن القيادة السياسية المصرية لديها تقدير موقف دقيق بشأن خطورة توسع دائرة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما حذرت منه مراراً وتكراراً منذ العدوان الإسرائيلى على «غزة»، لافتاً، فى تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن التوتر الأخير بين إيران وإسرائيل يمثل خطورة كبيرة على الأمن والسلم الدوليين.

وأشار «مرشد» إلى أن مصر دائماً ما تؤكد على حل المشكلات فى المنطقة بالطرق السلمية، وأن اللجوء إلى الأساليب العسكرية لن يزيد المنطقة إلا اشتعالاً وفوضى.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل