المحتوى الرئيسى

عام على الحرب في السودان.. كارثة إنسانية في طي النسبان

04/15 18:00

نحو 15 ألفا قتلوا جرّاء الحرب الدائرة في السودان بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع، منذ عام، بخلاف 8 ملايين نازح ومهاجر، و18 مليون شخص في معاناة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وفيما خسر اقتصاد السودان 25% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام، حذّرت " اليونيسيف" من أن حياة جيل من الأطفال السودانيين وتعليمهم ومستقبلهم أصبحت على المحك.

* جوع ونزوح *

ويمثل السودان حاليا أكبر أزمة نزوح في العالم، ويمكن أن يصبح قريبا واحدا من أسوأ أزمات الجوع في العالم، حيث يواجه أكثر من ثلث السكان، أي 18 مليون شخص، انعدام الأمن الغذائي الحاد. كما يشارف 5 ملايين شخص على حافة المجاعة في المناطق المتضررة من النزاع، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وقالت جيل لولر، رئيسة العمليات الميدانية في السودان بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن 24 مليون طفل تضرروا من الصراع، وإن 730 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، فيما حرم الصراع أيضا أكثر من 19 مليون طفل من الانتظام في مدارسهم.

وأضافت: "لا ينبغي أن يعيش الأطفال في هذا الوضع، أو أن يسمعوا أصوات القنابل أو ينزحوا عدة مرات كما يحدث في هذا الصراع الذي يجب أن ينتهي".

وينبّه تقرير جديد للمنظمة الدولية للهجرة إلى أن ما يصل إلى 20 ألف شخص يُجبر على الفرار من منازلهم في السودان كل يوم، نصفهم من الأطفال.

وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب: "إن ملايين الأشخاص في السودان نازحون وجائعون ومعرضون للاستغلال وسوء المعاملة، لكن محنتهم يتجاهلها الكثير من دول العالم".

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 6 ملايين شخص داخليًا، في حين فرّ ما يقارب من مليوني لاجئ إلى البلدان المجاورة، بينهم 500 ألف إلى مصر.

وأشارت بعثة تقصي الحقائق إلى تقارير تفيد بهجمات على قوافل المساعدات والبنية التحتية، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني. وحذّرت جهات فاعلة في مجال الأمن الغذائي من خطر حدوث مجاعة، ولا سيما في أجزاء من إقليم دارفور، بينما انخفضت محاصيل الحبوب بمقدار النصف تقريبًا مقارنة بالعام الماضي، وارتفع سعر الحبوب ضعفين أو ثلاثة أضعاف في المناطق المتضررة من الحرب، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة.

* خسائر اقتصادية فادحة *

وقال الدكتور عبد الله الدردري مدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن الناتج المحلي الإجمالي للسودان خسر 25% خلال سنة واحدة، مضيفًا: "الدول لا تخسر 25% من الناتج خلال سنة واحدة إلا إذا كان الوضع فيها مدمرا".

وتابع: "إذا استمر هذا الحال فهذا يعني استمرار تآكل الاقتصاد السوداني، والخطورة بأنه سيجعل التعافي أكثر صعوبة"، فيما أشار في حوار مع بوابة "أخبار الأمم المتحدة" إلى أن نصف العاملين في السودان خسروا فرص عملهم.

* النظام الصحي ينهار *

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير إن 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة، فيما أشار إلى أن غالبية المرافق الصحية لا تعمل. وأوضح ليندماير إلى أن الهجمات على المرافق الصحية تسببت في توقف أكثر من 25% من جميع المستشفيات عن العمل، وأن منظمة الصحة العالمية تحققت من 62 هجوما خلال العام الماضي، مما أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة 45 آخرين.

وحذّر ليندماير من أن النظام الصحي ينهار، لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها، حيث أصاب الدمار المرافق الصحية أو نهبت أو تعاني من نقص حاد في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات. ومع ذلك لم تتلقَ خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024، والبالغة قيمتها 2.7 مليار دولار، سوى 6% فقط من إجمالي التمويل المطلوب.

* مؤتمر باريس *

ولحشد المزيد من التمويل، تستضيف باريس، اليوم، مؤتمرا تنظمه فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، دون تشاور أو تنسيق مع الحكومة السودانية، التي وصفت الأمر بأنه "استخفاف بالغ بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وبمبدأ سيادة الدول".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل