إدانات دولية للهجوم الإيراني على إسرائيل.. ومصر تحذر من خطر توسع النزاع في المنطقة

أدانت قوى عربية وغربية الضربات الإيرانية على إسرائيل، وحذّرت مصر من أن الهجوم الذى شنّته إيران، مساء أمس ، باستخدام الطائرات المُسيرة وصواريخ كروز، رداً على مقتل الجنرال محمد رضا زاهدى، القيادى فى الحرس الثورى الإيرانى، فى غارة على مبنى دبلوماسى إيرانى فى العاصمة السورية دمشق، قد يُهدّد استقرار الشرق الأوسط.

وعقب الهجوم الإيرانى، حذّرت مصر فى بيان رسمى، من خطر التوسّع الإقليمى للنزاع، داعية عبر وزارة الخارجية إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، مؤكدة الاتصال المباشر مع جميع أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن قلقها من تطورات التصعيد العسكرى فى المنطقة وخطورة انعكاساته، داعية جميع الأطراف إلى التحلى بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب. وأكدت ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، لا سيما فى هذه المنطقة البالغة الحساسيّة للسلم والأمن العالمى، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التى سيكون لها عواقب وخيمة فى حال توسّع رقعتها.

وأعربت الإمارات عن قلقها البالغ من التطورات التى شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، ودعت إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر فى المنطقة. وأكدت وزارة الخارجية، فى بيان، أن الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنّب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار، كما أنها دعت إلى حل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسّك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة. بينما قالت سلطنة عمان إنها تتابع باهتمام بالغ تطورات التصعيد فى الشرق الأوسط وتدعو إلى ضبط النفس.

«بايدن»: التزامنا ثابت بالدفاع عن إسرائيل

وتعهد الرئيس الأمريكى جو بايدن بتوفير دعم ثابت لإسرائيل فى مواجهة الهجوم الإيرانى، بعدما عقد اجتماعاً طارئاً مع كبار المسئولين الأمنيين لبحث التصعيد المتنامى فى الشرق الأوسط، ناشراً عبر منصة التدوينات القصيرة «إكس» صورة للاجتماع الذى عُقد فى البيت الأبيض، وكتب: «التقيت للتو فريقى للأمن القومى لمناقشة هجمات إيران ضد إسرائيل. إن التزامنا ثابت (دفاعاً عن) أمن إسرائيل فى وجه تهديدات إيران ووكلائها». وجدّدت دريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، دعم  «بايدن» الصارم لأمن إسرائيل، قائلة فى بيان: «الولايات المتحدة ستقف مع شعب إسرائيل وتدعم دفاعه ضد هذه التهديدات من إيران.. ويجرى إطلاع الرئيس بايدن على تطورات الوضع بانتظام».

من جانبه أعلن جوزيب بوريل، مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، أن الاتحاد يدين بشدة هجوم إيران، مُندّداً بتصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمى. وأعلنت الحكومة البريطانية إرسال طائرات مقاتلة إضافية إلى الشرق الأوسط، مؤكدة أنها ستعترض إذا لزم الأمر أى هجوم جوى. وقالت وزارة الدفاع البريطانية فى بيان: «التزامنا ثابت (دفاعاً عن) أمن إسرائيل، بإرسال طائرات تابعة لسلاح الجو الملكى، ووحدات للتزود بالوقود فى الجو إلى المنطقة، وهذه الطائرات البريطانية ستعترض أى هجوم جوى فى نطاق بعثاتنا الموجودة إذا لزم الأمر». وندّد ريشى سوناك، رئيس الوزراء البريطانى، بالهجوم الإيرانى الذى وصفه بـ«المتهور»، مؤكداً أن بريطانيا ستُواصل الدفاع عن أمن إسرائيل، فيما تحدّث أنطونيو جوتيريش،  الأمين العام للأمم المتحدة، عن خطر ما يحدث، قائلاً: «أناشد جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لمنع أى عمل قد يؤدى إلى مواجهات عسكرية كبرى على جبهات متعدّدة فى الشرق الأوسط». وفى السياق نفسه، أكد ستيفان سيجورنيه،  وزير الخارجية الفرنسى، أن بلاده تدين الهجوم، وقال: «إيران عبر قرارها تنفيذ هذا العمل غير المسبوق، إنما تتجاوز عتبة جديدة فى أفعالها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار وتُجازف بحصول تصعيد عسكرى».

وحذّرت «برلين» من أن الهجوم الإيرانى قد يُغرق المنطقة بكاملها فى الفوضى، وقالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية: «ندين بأشد العبارات الهجوم المستمر الذى قد يُغرق منطقة بكاملها فى الفوضى، على إيران ووكلائها أن يتوقّفوا فوراً، فبرلين تقف بحزم إلى جانب إسرائيل».

وأعلن أنطونيو تايانى، وزير الخارجية الإيطالى، أن بلاده تتابع الوضع باهتمام وقلق، مدوناً عبر حسابه الرسمى بمنصة التدوينات القصيرة «إكس»: «نتابع باهتمام وقلق ما يحدث فى الشرق الأوسط. تحدثت مع رئيسة الوزراء (جورجيا ميلونى) ووزير الدفاع (غيدو كروسيتو) والحكومة مستعدة للتعامل مع أى نوع من السيناريوهات».