المحتوى الرئيسى

أيام القاهرة (14).. طقوس احتفالات عيد الفطر وخروج المحمل في العهد الخديوي

04/09 02:16

تمتع شهر رمضان في مصر، بخصوصية وتفرد عن غيره من أشهر السنة، حيث تزخر به الطقوس والعادات المميزة التي تضفي أجواءً فريدة من البهجة والسعادة.

وتشهد شوارع القاهرة سهرات وتجمعات العائلات والأصدقاء لتوثيق تلك الأجواء الفريدة والمبهجة خلال الشهر الكريم.

وتشارك "الشروق"، مع قرائها لقطات ساحرة من تاريخ القاهرة، الذي يعود لأكثر من 1000 عام، وصور إلهامها للمبدعين، وذلك في سلسلة حلقات بعنوان "أيام القاهرة" على مدار النصف الثاني من شهر رمضان.

• الحلقة الرابعة عشرة..

تحدثنا في الحلقة السابقة لتاريخ الأوبرا القديمة والتي عرفت بالأوبرا الخديوية؛ حيث اُنشئت بعهد الخديوي إسماعيل وكان مهتما بذلك المشروع ومتابعا بنفسه لكافة مراحل تطوره.

ومع اقتراب عيد الفطر المبارك، نستعرض في حلقة اليوم صور الاحتفالات المصرية القديمة بعيد الفطر، والذي كان يأخذ طابعاً عاما بوصفه إيذانا بدخول موسم الحج (كانت بدائية وسائل التنقل تتطلب شهورا من السفر لأجل الوصول إلى مكة) وكانت مصر لها دور كبير في تسيير مواكب الحجيج للأراضي المقدسة وحمل الكسوة الشريفة للكعبة.

• صباح أول أيام العيد في عهد إسماعيل

ويصف الدكتور عرفة عبده، على طقوس العيد في عهد الخديو إسماعيل بقوله: "وفي الصباح من اليوم التالي لانتهاء الصيام الموافق أول شوال وهو الشهر العاشر من السنة الهجرية تبدأ أيام العيد الثلاثة ويعرف: بالعيد الصغير وهو موسم الزيارات والمقابلات والحفلات وتقديم الهدايا للأطفال والخدم وارتداء الثياب الجديدة ‫ وفي يوم العيد يسمح الخديو بالمقابلات ابتداء من الساعة السادسة صباحًا حيث يقابل ضباط الجيش - بعد ذلك يتقدم الزوار على اختلاف درجاتهم بترتيب قد أعد من قبل، فيبدأ بمقابلة رؤساء المصالح وكبار الموظفين، ثم رجال الدين فرجال القضاء الأهلي فممثلي التجار والأعيان والوجهاء فأصحاب المقامات على اختلاف درجاتهم، ثم قضاة المحاكم المختلطة وأخيرًا حوالي الساعة الحادية عشرة يتقدم إليه ممثلو الدول الدبلوماسيون هم دون غيرهم الذين يحظون بشرف الجلوس بين يدي الخديو حيث تقدم إليهم القهوة ويدخنون الشُبك ويتبادلون الحديث مع سمو الخديو ويقدمون له التهاني بمناسبة حلول العيد".

ويكمل: "وعقب حلول العيد الذي لا تهمل فيه التقاليد الدينية تعد العدة لسفر الحجاج الذي لا بد منه في اليوم الثالث والعشرين من الشهر وتحمل قافلة الحجاج أردية جديدة في كل عام تسمى بالكسوة، وهي أبسطة فخمة تغطي بها جدران الكعبة الخارجية في كل عام ‫ وما الكعبة إلا بناء صغير يقع داخل السور بمكة المكرمة، ذلك الذي يطوي بين جدرانه الحجر الأسود المقدس وتصنع الكسوة عادة من الحرير الأسود المشجر وتوشى بالذهب وتزين بالآيات القرآنية وتصنع عادة بالقاهرة، وهي تستمد فخامتها من تلك الحقيقة التي تقرر أن الحكومة المصرية إنما تكلفها 23,300 دولار ومصاريف الحج التي تنفقها الحكومة المصرية تزيد على 330,300 دولار وهو مبلغ يساوي ضعف المبلغ المقرر للمدارس القائمة تحت الإدارة الأوروبية على وجه التقريب، وتصنع الكسوة من قطع صغيرة ترسل فورًا بعد العيد الصغير إلى مسجد الحسين لحياكتها ببعضها ببعض، وعند الانتهاء من أجزاء الكسوة توصل بها حاشية عريضة فاخرة وستار يعلق على باب الكعبة كما تأخذ القافلة معها رداء من القماش المزخرف لاستخدامه غطاء لمقبرة إبراهيم عليه السلام، وكذلك بعض القطع الأخرى المصنوعة من القماش الأخضر الموشى بالذهب والحرير على اختلاف ألوانه لوضعها داخل الكعبة. كما ترسل الكسوة من دمشق لتغطية قبر محمد عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة، كما تأتي قافلة ثالثة من بغداد.

والقوافل الثلاث ترحل من مدنها في وقت واحد على وجه التقريب حيث تدخل حدود الصحراء العربية العظيمة بعد بضعة أيام، وتسير جنوبا حتى تصل إلى مكة بعد حوالي 40 يوما.

• مظاهر الاحتفالات

وتختلف المناظر واحتفالات بالقاهرة في شكلها العام عند سفر الحجاج من كل عام اختلافا يسيرًا، حيث ترسل الدعوات الرسمية إلى الممثلين الأجانب بالحضور، وسأروي لكم ما شاهدته في إحدى المناسبات يصل الضيوف المدعوون في الصباح المبكر إلى قصر محمد علي بالقرب من القلعة حيث تبدأ القافلة بالرحيل.. هنالك كنت تشاهد فرقًامن مختلف طبقات الجيش قد اصطفت كما تنتظم الجماعات الدينية المختلفة - في الأماكن المجاورة - في موكب كبير.

هذا وقد أعد للخديو أو من ينوب عنه سرادق من القطيفة الحمراء والذهبية اللون، وكذلك للوزراء وفضيلة القاضي والمفتي وبعض الشخصيات الكبيرة من العسكريين ورجال الدين. ثم الملكيين. وكان سمو ولي العهد الأمير توفيق باشا يمثل الخديو.

لم يحضر الخديو إسماعيل بنفسه هذه الحفلات الدينية العامة بل كان يمثله فيها توفيق الذيكان يعتبره المؤمنون أكثر إيمانًا من أبيه.

• عهد توفيق

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل